خاص شفقنا–رغم ان الخبر بحد ذاته لا يستحق حتى تضييع دقيقة على قراءته ، الا انه لا بد من التوقف امامه لبيان الحالة المزرية التي يمر بها المشهد العربي ، بعد اختطاف القرار العربي من قبل بعض الدول الخليجية بقوة الدولار النفطي والغازي ، وسحر هذا الدولار على النفوس المريضة ، التي باعت شرفها قبل ان تبيع قضيتها ، حتى انقلبت منظومتنا السياسية والاخلاقية وحتى الانسانية راسا على عقب ، فالبطولة تحولت الى جبن والجبن الى بطولة والشرف الى عار والعار الى شرف والوطنية الى خيانة والخيانة الى وطنية والشهيد الى مقتول والمقتول الى شهيد والثائر الى ارهابي والارهابي الى ثائر والمقاومة الى تمرد والتمرد الى مقاومة وايران الى عدو و“اسرائيل” الى صديق ، وقتل شعب عربي الى تحرير ومقاومة “اسرائيل” مغامرة ، واستجداء التطبيع معها حكمة ودراية وتعقل!!.
اما الخبر فيقول : ان “الإعلامية اللبنانية” المدعوة ماريا معلوف، رفعت دعوى قضائية ضد سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، اتهمت سماحته فيها “بالقتل وارتكاب أعمال خطف وتعذيب واغتصاب وتهجير وارتكاب جرائم حرب وجرائم ابادة جماعية امام النيابة العامة التمييزية ، كما تضمنت جرائم ضد الإنسانية في سوريا واليمن والبحرين والعراق والعمل على إحداث فتنة طائفية ومذهبية في لبنان وسوريا واليمن والبحرين والعراق وغيرها من الجرائم الأخرى“.
قبل مدة كتبت مقالا عن معلوف هذه عندما دافعت وبدون خجل عن الارهابي احمد الاسير قاتل الجنود اللبنانيين ، عنوانه “شيء من المسخ .. ماريا معلوف : كلنا الاسير” ، قلت فيه قد نتفهم ان يبيع بعض المحسوبين على الاعلام في لبنان نفسه للدولارات الخليجية ، ويتحول الى بوق للسياسة الانبطاحية المعادية لكل ما هو اسلامي او قومي اصيل مقاوم في الامة ، ولكن من الصعب فهم ان يبيع البعض نفسه واطفاله واهله وبني قومه ودينه ، لجهات متعطشة لدمائه ودمائهم ، مقابل حفنة من الدولارات.
من النماذج الصارخة لهذا النوع من الناس هي ماريا معلوف التي دافعت دفاع المرتزق عن ولي نعمته عندما تم اعتقال الوهابي السلفي التكفيري المجرم احمد الاسير ، ممثل الوهابية والتكفير و“داعش” و القاعدة في لبنان ، والملطخة يداه بدماء عناصر الجيش اللبناني من مسيحيين ومسلمين شيعة وسنة ، حيث كتبت في تغريدة لها في حسابها الرسمي على «تويتر» تعليقا على توقيف : “لو أن أحمد الأسير مدعوم من شعبة المعلومات وسعد الحريري كان بيد الأمن العام الآن؟ الله يعين الصادق في مواقفه ، كلنا ـ الشيخ ـ أحمد الأسير“
هذا النموذج خرج عن كل ما هو مألوف لدى مرتزقة الاعلام الخليجي في لبنان ، فعلوف اخذت تصفق وتهلل للتكفيريين الوهابيين الذين يذبحون ابناء دينها في العراق وسوريا ويتوعدون المسيحيين في لبنان بالقتل ونساءهم من امثالها هي بالسبي ، لذلك لا يمكن وصفها بغير المسخ لخروجها عن كل ما هو معقول انسانيا.
ومن اجل الا نعتبر دعوى المدعوة معلوف ضد سماحة السيد بعض ردود الفعل التي ستنطلق تباعا على تطبيق قانون “جاستا” الامريكي ضد رعاة الارهاب ، كما لا نعتبرها امتدادا لقرار مجلس تعاون دول الخليج الفارسي الذي اعتبر في مارس / آذار 2016 حزب الله منظمة إرهابيّة ، لشرعنة اي عدوان صهيوني على لبنان مستقبلا ، وكذلك لشرعنة التقارب العربي الخليجي مع “اسرائيل” ، سننقل كلمات معلوف هذه بالحرف لكي ندينها من اقوالها ، وعندها سنترك المقال مفتوحا لكي يحكم القارىء بنفسه على النماذج الممسوخة التي جندها المال الخليجي لمحاربة سيد المقاومة والعرب سماحة السيد حسن نصرالله الامين العام لحزب الله ، انتقاما لهزائم “اسرائيل” عل يد رجاله الابطال.
من بين مقالته معلوف :
–تصريح ورد على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، قالت فيه حرفياً: “اتمنى بان اتحلى بجرأة تفجير نفسي بحسن نصراللاه اخذا بالثأر لشهداء لبنان الذين قتلهم حزب ايران… ولكن“.
–قالت فی لقاء معها : أؤكد بأن مسبب التطرف السني في المنطقة هو التطرف الشيعي ( لا ندري هل هناك شيعة في ليبيا وتونس والجزائر ومصر الذي ضربها التطرف الوهابي؟).
—جاء في تغريدة لها عبر صفحتها على موقع تويتر : “ملكنا سلمان (ملك السعودية) ، عندما تنتهي من حوثي العار في اليمن لا تنسى ان هناك زنديقاً في ضاحية العار ينتظر دوره”. (تذكر ايها القارىء ان القائلة مسيحية لبنانية وتدعي انها تنتصر للشعوب العربية وتقارع الاستبداد والظلامية ، ولكن جشعها انساها ان هناك في اليمن شعب يقتل ويُجوع ويُحاصر ويُشرد).
–تقول في تغريدة اخرى :”لا نستطيع الا ان نفخر بأن ملكنا سلمان هو صلاح الدين العصر !! ، الذي قضى على الدولة الفاطمية و اليوم سينهي امبراطورية الفرس”. ( هذا الكلام ليس لشيخ وهابي تكفيري).
–وجاء في تغريدة نشرتها معلوف: “قطع الكهرباء عن المطار وتراكم النفايات وانتشار الامراض والاوبئة هي النتيجة الحقيقية لدولة تحت سيطرة حزب ايران“.
–في مقابلة على تلفزيون “ال ام تي” قالت :”ان حزب الله حليف إسرائيل من تحت الطاولة ” ، وانها مسؤولة عن كلامها وان الأيام المقبلة ستكشف حقيقة ما تقوله، والوقت ليس طويلاً للكشف عن هذا التحالف؟
–من اقوالها : ان الملك سلمان :”أعاد الى العرب هيبتهم، وأعاد إحياء الشعور بالقوة العربية .. وان .. قصف فئة تمرّدت على الشرعية في اليمن (الحوثيون) هي عملية إنقاذ، وتمنّت لو أنها حصلت في كل العالم العربي“.
–تقول في تغريدة لها: “ان الجيش السوري استعاد معبر القنيطرة في الجولان من “المعارضة المسلحة” ، بمساعدة “اسرائيل” والتنسيق مع “تل ابيب”!!.
– ردت على سؤال حول سبب عدم ترشحها للرئاسة في لبنان قائلة “بوجود الدكتور جعجع ما في داعي اترشّح“.
– من اقوالها ان “حزب الله تحول منذ حرب 2006 من مقاومة إلى حرس حدود لإسرائيل بعد الهدنة التي أعقبت حربا استمرت لمدة 33 يوما“.
–في عدة تغريدات طالبت فيها “اسرائيل” بإغتيال أمين عام حزب سماحة السيد الله حسن نصرالله بغارة جوية, فكتبت “اذا اسرائيل فعلاً تريد السلام فلتثبت ذلك ولتقم بمعاهدات مع حزب الله فحتى اليوم لم نخلص من حسن نصرالله الذي يوهمنا بحربه ضدها. اذا كانت اسرائيل تعتبر حسن نصرالله عدو لها فلماذا لا تنفذ غارة جوية تخلصنا منه فنصدقها وتحمي نفسها؟“.
ولقيت تصريحات معلوف استحسان اعلام الكيان الصهيوني حيث جاء فيه : “مذيعة مارونية لبنانية تدعو إسرائيل إلى تصفية نصر الله . ماريا معلوف تعتبر واحدة من أشد الخصوم المخلصين لحزب الله، متسائلة على تويتر لماذا الجيش الإسرائيلي لا يقتل الزعيم الشيعي،حسن نصرالله وفي مرة أخرى تطلب من الجيش الاسرائيلي شن غارة جوية لقتل نصرالله اذا كان الجيش يريد حماية اسرائيل“.
وعلى أثرها قدم المحامون أشرف الموسوي وزميله جيمي حدشيتي بالإضافة إلى المحامي والناشط حسن عادل بزّي إخبارين لدى النيابة العامة التمييزية ضد الإعلامية ماريا معلوف وكل من يظهره التحقيق فاعلاً او محرضاً او شريكاً بجرائم التحريض على القتل، ودس الدسائس لدى العدو، والنيل من هيبة الدولة، وإضعاف الشعور القومي وإثارة النعرات العنصرية والمذهبية، واثارة الفتنة والحرب الأهلية والإقتتال الطائفي، استناداً الى المواد 274، 275، 295، 308، 317، 549 معطوفة على 217 وما يليها من مواد من قانون العقوبات اللبناني والتي تصل عقوبات بعضها الى الإعدام.
وردا على دعوة معلوف ل“اسرائيل” باغتيال سماحة السيد حسن نصرالله ، ارسلت المحامية مي الخنسا ارسلت كتابًا الى وزير العدل طالبته فيه أن يطلب من النائب العام التمييزي إجراء التعقبات بشأن الجرائم التي يتصل خبرها بعلمه ، وجاء في الشكوى التي قدّمتها الخنسا: “إنّ المدعى عليها سيدة تعمل في مجال الصحافة بعد ان دخلته من باب الدعم المخابراتي الخارجي حيث لها تاريخ معروف بعدد من القضايا مستغلة قلم الصحافة تعيش حياة الرفاهية دون جد حقيقي وهي التي قالت في العام 2011 مع مقابلة في برنامج بلا تشفير “ان ثروتها، تناهز العشرة ملايين دولار أميركي، وهذا حصيلة عملها…” ونسال مئات الاعلامين اللبنانين ان كان في جيبهم الف دولار“.
اما معلوف فردت على منتقديها بخطاب “داعشي” تكفيري يعجز عنه غلاة الوهابية وذلك في تغريدة على حسابها بموقع “تويتر” حيث قالت : “إنه “ليس مستغرباً على من تطاول على أطهر نساء الأرض عائشة رضي الله عنها، أن يتطاول على ماريا معلوف في لبنان، لأنها تقف ضد حزب الله الإرهابي وإيران” .
بعد كل هذا ، هل يمكن ان يستوعب الانسان وجود مثل المسخ ماريا معلوف ، التي تنتصر للظلامية والوهابية التكفيرية ولامثال احمد الاسير، من الذين يصفونها واهلها بالكفرة ، ويتربصون بهم الدوائر، وتتمنى ان تفجر جسدها باشرف الناس واعظمها؟ ، وهل يمكن ان يكون كل الذي قالته هو من بنات افكارها ؟، او انها تعتقد حقا بما تقول ؟، ام انها الدولارات النفطية والغازية ، والطبيعة الوضيعة ، والشخصية الرخيصة ، والشرف الذي ضاع منذ زمن بعيد؟.
إنتهى