شفقنا– تتداول بعض الاوساط السياسية المطلعة في بيروت معلومات ومعطيات جديدة بشأن مستقبل الدول العربية والاسلامية في المرحلة المقبلة في ظل التصعيد الذي يجري في العراق وسوريا ووصول التفجيرات الامنية الى السعودية مع احتمال تمددها الى دول خليجية اخرى.
وفي هذا الاطار تقول شخصية سياسية لبنانية بارزة : ان التطورات العسكرية الاخيرة في سوريا والعراق ستمهد لمرحلة جديدة في هذين البلدين حيث يجري تداول بعض السيناريوهات في اروقة مراكز القرار ولا سيما في اوروبا واميركا ، وبعكس ما يروج له البعض من اتجاه المنطقة نحو التقسيم ، فانه حسب المعطيات المتوفرة لدى الجهات الدولية لا يوجد حتى الان قرار دولي بتقسيم دول المنطقة الى كيانات مستقلة وذلك لمنع قيام دولة كردية مستقلة تهدد مصير كل دول المنطقة ، لكن سيتم تعزيز دور تركيا وايران من اجل رعاية المكونات الطائفية والمذهبية والعرقية داخل كل دولة مع الاحتفاظ بالوحدة الكيانية لهذه الدول ، وهناك نظرية جديدة يجري تداولها تحت عنوان :رعاية الاوعية الداخلية للدول عبر المرجعيات الاقليمية.
وتضيف هذه الشخصية : ان ما يجري في لبنان هو النموذج البارز لهذه النظرية حيث تنقسم القوى السياسية والطائفية والمذهبية الى عدة اتجاهات وكل مجموعة تحظى برعاية خارجية مع الاحتفاظ بوحدة الكيان ووجود حكومة موحدة ومجلس نيابي مشترك ونظام سياسي لادارة شؤون الناس. وهذا ما سينطبق على العراق وسوريا في المرحلة المقبلة بعد اتضاح صورة التطورات الميدانية في هذين البلدين ، فتركيا وبالتحالف مع السعودية وقطر وبدعم اميركي سيكون لها دور اساسي في رعاية الاوضاع في شمال سوريا والعراق دون ان يتم فصل هذه المناطق عن الدول المركزية، وبالمقابل سيكون لايران وبدعم روسي دور اساسي في الوضع العراق وفي اجزاء اخرى من سوريا بحيث يتم الحفاظ على كيان اساسي في منطقة دمشق والساحل السوري وريف دمشق، اما جنوب سوريا وشرقها فقد يكون للاردن دور رعائي مستقبلا فيه بدعم سعودي. واما تنظيم داعش فمصيره مرتبط بالتوصل الى حل سياسي في سوريا والعراق وسيكون لتركيا دور اساسي في مواجهته مستقبلا.
وتتابع هذه الشخصية الناشطة داخليا وخارجيا: اما على صعيد الاوضاع في دول الخليج فهناك خوف كبير لدى مراكز القرار الدولية من ان تشهد في الاشهر المقبلة المزيد من الاحداث والتوترات الامنية من خلال القيام باستهداف اماكن العبادة والحسينيات واحداث فوضى امنية فيها وان استمرار الحرب في اليمن قد يؤدي الى استنزاف دول المنطقة ولا سيما السعودية والتي قد تواجه مخاطر كبيرة داخليا وخارجيا.
وتؤكد هذه الشخصية : ان الخيار الوحيد لاستيعاب اجواء التطرف في المنطقة يتمثل بدعم القوى والحركات الاسلامية المعتدلة واعادة تظهير وتعزيز دور الاخوان المسلمين في دول المنطقة لانهم القوة الوحيدة القادرة على تخفيف حالة الاحتقان ومنع لجوء الشباب الى التنظيمات المتطرفة كداعش وغيرها ، وان التجربة التونسية والدور الذي تلعبه حركة النهضة في تونس افضل نموذج كذلك تجربة حزب العدالة والتنمية في المغرب، كما ان حزب العدالة والتنمية في تركيا سيكون له دور اساسي في المستقبل كما سيتعزز الدور التركي في ادارة شؤون المنطقة وبالمقابل فان ايران سيكون لها دور اساسي بعد التوقيع على الاتفاق النووي بين ايران والدول الكبرى.
قد تكون هذه الاجواء والمعطيات التي تتحدث عنها هذه الشخصية السياسية البارزة في بيروت هي نوع جديد من السيناريوهات التي يتم تداولها لدى اصحاب القرار على الصعيد الدولي او مجرد بالونات اختبار لمعرفة ردات الفعل ، لكن من المفيد الاطلاع عليها ودراستها بتأن كي لا تفاجئنا التطورات المتسارعة.
بقلم: قاسم قصير