خاص شفقنا– تتميز مؤسسة الإمام الخوئي الخيرية في لندن بجهودها ونشاطاتها على مدى أكثر من ربع قرن في سبيل إحياء الشعائر الحسينية وإقامة مراسم عزاء الإمام الحسين للجالية المسلمة في بريطانيا.
وفي حوار له مع مراسل شفقنا في لندن، تناول نجل الإمام الخوئي، الأمين العام لمؤسسة الإمام الخوئي الخيرية، حجة الإسلام والمسلمين السيد عبد الصاحب الخوئي، أهمية إقامة المجالس الحسينية في شهر المحرم خاصة في أوروبا والبلدان والمجتمعات غير الإسلامية.
المجالس الحسينية فرصة لإظهار الهوية الشيعية
وبين السيد الخوئي إن إقامة مجالس العزاء هي إحدى مصاديق تعظيم الشعائر وتقوى الله، كما جاء في القرآن، “ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب”، قائلا إنها فرصة سانحة لإظهار الهوية الشيعية، فقد جسد الإمام الحسين وأصحابه بشهادتهم وتضحياتهم مبدأ الإسلام وركيزته، أي التوحيد بالله، فإذا ما نظرنا إلى الثورة الحسينية برؤية قرآنية لوجدناها تجسيدا للآية الكريمة “فمن یکفر بالطاغوت ویؤمن بالله فقداستمسك بالعروه الوثقی لاانفصام لها”، فالحسين عليه السلام مصداق بارز وجامع للإيمان بالله والكفر بالطاغوت”.
وأشار نجل الإمام الخوئي رحمة الله عليه، إن إحياء الشعائر الحسينية تكتسب أهمية مضاعفة في المجتمعات غير الإسلامية، حيث تلعب دورا مهما في توجيه وتربية الأجيال الشابة البعيدة عن أجواء البيئة الإسلامية، وإطلاعهم على التاريخ الذي تنتمي إليه.
وفيما اعتبر ملحمة عاشوراء تجسيدا لمواجهة الحق أمام الباطل، والعدالة أمام الظلم، والنور أمام الظلمات، والعلم أمام الجهل، والحرية أمام العبودية، دعا السيد الخوئي إلى استثمار فرصة المحرم ومجالس عزاء السيد الشهداء للتعريف بكل هذه المفاهيم وقيم النهضة الحسينية لغير المسلمين الذين يراقبون الشعائر الحسينية من بعيد حتى يجتذبوا إلى شخصية الإمام الحسين عليه السلام.
ضرورة ابتعاد المجالس الحسينية عن أي ممارسة تترك انطباعا سيئا عن الشيعة
وحول أهمية الشكل والصورة الخارجية لمراسم العزاء، قال رئيس مؤسسة الإمام الخوئي الخيرية، إن الشكل الظاهري والرمزي لإقامة مراسم العزاء في المحرم يتمثل في إبراز الحب والمودة لأهل البيت عليهم السلام، ويتجسد فيها التولي والتبري، وهما من مظاهر الدين، مؤكدا على ضرورة الاهتمام بالشكل والمحتوى في مراسم العزاء وتناول أهداف النهضة الحسينية واستلهام العبر منها.
وأضاف حجة الإسلام والمسلمين السيد عبد الصاحب الخوئي إن إحياء الشعائر الحسينية في دول المهجر لا يختلف عن إحياءها في البلدان الإسلامية من حيث المحتوى والمضمون، فكربلاء مدرسة للإنسانية ولإعداد الأجيال وتعليم منهج الحياة الطيبة والنبيلة، فقد قيل إن “الإسلام محمدي الحدوث وحسيني البقاء”.
وفيما يتعلق بالصورة الشكلية والظاهرية لمراسم العزاء، بين السيد الخوئي إن هناك فوارق إذا ما أخذنا بعين الاعتبار التباین الثقافي، مشددا على ضرورة تجنب أي ممارسة من شأنها أن تترك انطباعا سيئا عن المسلمين وسيما الشيعة، مؤكدا على إن العديد من الواجبات والفروض الدينية تتبع ظروف المكلف نفسه وكذلك الظروف الزمكانية، وعليه لا يجيز الفقهاء كل ما يوجب وهن الدين والعقيدة.
ودعا السيد الخوئي الشيعة والمشاركين في مجالس العزاء الحسينية، وسيما في البلدان الغربية، إلى الاهتمام بطريقة إحياء الشعائر الحسينية بنحو يحول دون إصدار أحكام مسبقة حول الإسلام والتشيع.
يجب استثمار المنبر الحسيني لنشر الإسلام الأصيل ومدرسة التشيع
وحول أهمية المواضيع والقضايا التي يتناولها الخطباء في المجالس الحسينية، بين السيد عبد الصاحب الخوئي إن هذه المجالس تقدم فرصة ثمينة للخطباء وأهل المنبر والمحاضرين، داعيا إياهم لاستثماره في سبيل نشر الإسلام الأصيل وتوضيح مبادئ الدين ومدرسة التشيع، مشيرا إلى حديث الإمام الرضا عليه السلام “فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا”.
وأضاف السيد الخوئي إن اتباع الشيعة لمدرسة أهل البيت والسير خلفها ميزة جعلت غير المسلمين يميزون بينهم وبين أتباع المذاهب الإسلامية الأخرى، فقلما حدث أن نسب أحد الجرائم التي ترتكب باسم الإسلام إلى المسلمين الشيعة.
وشدد نجل الإمام الخوئي على ضرورة أن يتجنب الخطباء والمحاضرون موضوعات مثل القصص، ونقل الرؤيا، وحتى التاريخ، داعيا إياهم إلى تبيين وترسيخ العقيدة، ورفع الشبهات، وبيان الأحكام الفقهية، وتناول العلاقات الاجتماعية وتوضيح حقوق وواجبات الأفراد لبعضهم البعض وذلك بالاعتماد على الأحاديث النبوية وروايات أهل البيت عليهم السلام لما لذلك من دور في نمو المجتمع وتحوله.
وحول برامج مؤسسة الإمام الخوئي الخيرية لشهر المحرم، بين أمينها العام إن مركز الإمام الخوئي الإسلامي في لندن، دأب كل سنة على إقامة المجالس الحسينية في أيام المحرم الحرام، للجالية المسلمة في بريطانيا باللغات الانجليزية، والعربية، والفارسية، مضيفا أن مؤسسة الإمام الخوئي تقيم مجالس أخرى في فروعها المتوزعة في أميركا، وكندا، وفرنسا، وتايلندا.
النهاية