شفقنا – خاص- تحدث حجة الاسلام والمسلمين واعظي احد مدرسي الحوزة العلمية في قم عن تجربته التي استمرت على مدى 16 عاما في اوروبا واقامة مجالس العزاء الحسيني فيها وقال انه ذهب الى السويد للمرة الاولى عام 1994 للدعوة الدينية، وبعد عامين اختير رئيسا دائما للمركز الاسلامي في السويد الذي اقيم بداية في مكان صغير ومن ثم توسع وتبلغ مساحته الان نحو 9 الاف متر مربع ويشتمل على صالات متعددة مخصصة للاجتماعات واقامة المراسم وكذلك مسجد ومكان لاقامة الفصول الدراسية الدينية والثقافية.
وقال حجة الاسلام واعظي وهو يتحدث لمراسل “شفقنا” في لندن انه عندما بدا عمله قبل 16 عاما في اوروبا، كان عدد المسلمين المهاجرين اقل من اليوم، لكن العدد ازداد يوما بعد يوم، وهاجر اناس من العراق وافغانستان وبلدان اخرى الى هنا، لذلك تشكلت ثقافات مختلفة ومنوعة من جنسيات مختلفة في اوروبا وكل له احتياجاته الخاصة به والتي يجب تلبيتها بما يتناسب مع هذه الثقافات.
واضاف هذا المدرس في الحوزة العلمية بقم ان الجيل الاول الذي هاجر الى اوروبا، جاء وهو يحمل رؤيته ونظرته الثقافية المحلية، لكن الجيل الثاني هم ابناء الجيل الاول والذين نموا وترعروا في اوروبا ويملكون ثقافة مختلفة ولهم احتياجات مختلفة ايضا.
واوضح ان هناك فئة ثالثة ايضا وهم المسلمون حديثو العهد وهم متعلقون بالمجتمع الاوروبي ويحملون في الوقت ذاته ثقافتهم المحلية، كما ان احتياجاتهم تختلف تماما مع الجيل الاول والى حد ما مع الجيل الثاني.
وقال حجة الاسلام واعظي في هذا الحوار اننا يجب ان نلبي للجيل الاول احتياجاته التقليدية مثلما يتم في المناسبات والاعياد الدينية او مجالس العزاء، وبالنسبة للجيل الثاني، فانه اضافة الى تعظيم الشعائر الدينية، فيجب تلبية احتياجاتهم الاخرى بما فيها الامكانات التي تتوافر في البلدان الاسلامية لكنها غير متوفرة في الغرب، مثل تشكيل فصول تعليم القرآن والعقائد وحتى فصول تعليم اللغة الام بما فيها الفارسية والعربية وكذلك تنفيذ برامج ثقافية وترفيهية للاسر وتاسيس مكتبات واقامة مسابقات ثقافية وما شابه ذلك، ولحسن الحظ فان الشبان وفي ضوء هذه الجهود تلقوا تربية جيدة وكانت هذه الفئة، الوسيط بين الجيل الاول من المسلمين المهاجرين والفئة الثالثة من حديثي العهد بالاسلام وبوسع هؤلاء ايجاد تواصل جيد مع الغربيين المحليين والتاثير عليهم.
ويقيم حجة الاسلام واعظي هذا العام في ايام محرم، مجالس العزاء لخمسة ليالي في جنوب السويد للمهاجرين العراقيين واللبنانيين باللغة العربية وخمسة ليالي باللغة الفارسية للايرانيين والافغان في هولندا.
وعن اساليب مجالس العزاء في شهر محرم واختلاف الظروف في الاماكن المختلفة، يقول واعظي ان عاشوراء وكربلاء هما ثقافة. فمثلا تصرف ابي الفضل العباس (ع) وبقائه على وفائه لاخيه الحسين (ع) يمثل ثقافة يمكن مشاهدتها في مدرسة عاشوراء فحسب لا في شوارع السويد وهولندا او اماكن اخرى في الغرب. ويجب علينا نقل هذه الثقافة الى الناس اكان ذلك في ايران او العراق او هنا الغرب والبلدان الاسلامية. لذلك فان مجالس العزاء الحسيني تشكل فرصة سانحة لنشر ونقل رسالة ودرس مدرسة عاشوراء للبشرية.
واكد انه عندما نتحدث هنا في الغرب، فيجب ان نتطرق الى موضوعات تتعلق بسيرة واسلوب واخلاق وسلوك سيد الشهداء الامام الحسين (ع) واصحابه، لان الحاجة الملحة للمسلمين المقيمين في الغرب، تتمثل في الموضوعات الاخلاقية والاجتماعية والثقافية اكثر من غيرها.
وعن شكل ومحتوى مراسم العزاء وايهما اهم قال حجة الاسلام واعظي ان الشكل والمحتوى كلاهما مهم، لكن المحتوى هو الاصل، وظاهر وشكل مجالس العزاء يكونا مهمين عندما يصبحان في خدمة المحتوى.
واضاف: من جهة اخرى فان شكل وظاهر مراسم ومجالس العزاء يتبع ثقافات الاعراق والشعوب والتي تشكلت على مر السنين ولا علاقة لها باصل موضوع كربلاء.
واوضح ان بعض القضايا العامة مثل مبدا العزاء والبكاء على سيد الشهداء (ع) وردت في النصوص الدينية ويجب العمل بها. لكن شكل العزاء يتبع الزمان والمكان ويجب ان يكون في خدمة المحتوى.
وبناء على ذلك فان نوعا من مراسم العزاء يمكن ان يكون محبذا ومقبولا في مكان وموقع وقالب ثقافي خاص، وغير مقبول ومستساغ في موقع وقالب ثقافي اخر، وفي هذه الحالة يجب تجنبه وعدم تنفيذه. ان شكل ونوع مراسم العزاء يستمدان شرعيتهما من المحتوى لذلك فاذا كان مقررا ان يمسا المحتوى فلا يجب تنفيذهما.
انتهى