شفقنا– في زيارة هي الأولى لمسؤول أجنبي الى لبنان منذ انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية، قدم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف التهاني لعون، وذلك في إطار زيارة عمل على رأس وفد سياسي اقتصادي كبير، حيث وصل الضيف الإيراني عشية امس، في اطار افتتاح مؤتمر اقتصادي في بيروت يفتتح اليوم في فندق «الفينيسيا»، ويناقش آفاق الفرص الاستثمارية اللبنانية في إيران والفرص الاستثمارية الإيرانية في لبنان، خصوصاً في مجال الطاقة.
ولم يكتف الزائر الإيراني بتأكيد أنّ عدوّين أساسيين يتربصان بإيران ولبنان هما العدوان الصهيوني والتكفيري، “ولكن الأهم والأجدر هو وجود علاقات ومصالح سياسية واقتصادية وتاريخية وشعبية تجمع بلدينا ما يشكل أفقاً واسعاً لتطوير وتعزيز العلاقات على مختلف المستويات».
وقال ظريف إن ما ورد «من كلام دقيق وصائب وحكيم» في خطاب عون، يدل على «عمق النظرة السياسية الحكيمة الموجودة» لديه، ويدل على الأخطار الأساسية التي لا تهدد فقط إيران ولبنان بل كل دول هذه المنطقة والعالم.
وشكر عون الضيف الإيراني على العاطفة التي أبداها، معرباً عن أمله تعزيز التعاون وتطوير العلاقات بين البلدين، وتطرق الجانبان الى الوضع في سوريا، وشدد على وجوب التوصل الى حلّ سياسي. وفي هذا السياق، أكد ظريف أن إيران تعمل لأجل هذا الأمر، وقال إن لبنان يستقبل النازحين السوريين لكن تداعيات النزوح هي مأساة كبيرة، وبالتالي فإن الحل في سوريا يعيد الاستقرار الى المنطقة كلها.
ولليوم الثاني على التوالي، التقى ظريف أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله يرافقه مدير عام الشرق الأوسط وشمال أفريقيا السيد محمد إيراني، والسفير الإيراني في لبنان محمد فتحعلي، وبحضور عدد من قياديي حزب الله، حيث جرى استعراض لآخر الأحداث والتطورات السياسية في لبنان والمنطقة.
ظريف يلتقي الحريري
وتابع ظريف جولاته حيث زار في بيت الوسط رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري وهنأه بتكليفه تشكيل الحكومة في العهد الجديد”، كما هنأ الشعب اللبناني “نظراً لغلبة منطق الحكمة في الساحة اللبنانية”.
وأكد ظريف “عزم ايرن على التعاون والانفتاح على لبنان في كافة المجالات مع حكومة تصريف الأعمال الحالية والحكومة التي ستبصر النور قريباً”، مشيراً إلى أن “إيران منفتحة على لبنان وستدعمه”.
ولفت إلى أن “الاخطار الاساسية التي تهددنا جميعا ولا تستثني أحداً هي عبارة عن الارهاب الصهيوني من جهة والارهاب التكفيري من جهة أخرى”، مشيراً إلى ان “ايران على أتم استعداد للتعاون مع الشعب اللبناني بكافة أطيافه لمواجهة هذه الاخطار التي تهددنا جميعا”.
وأشار ظريف إلى “إننا تحدثنا مع الحريري عن مختلف الأزمات الاقليمية حيث شددنا على ضرورة تقارب وجهات النظر السياسية بين مختلف الجهات لايجاد الحلول المناسبة”، متمنياً “أن يشهد لبنان كما شهد النجاح في مجال الاستحقاق الرئاسي، تشكيل حكومة جديدة لمصلحة لبنان والشعب اللبناني”.
وزار ظريف رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعد ظهر اليوم في عين التينة، ودار الحديث حول التطورات الراهنة في لبنان والمنطقة.
وبعد اللقاء، قال ظريف: “نعتقد ان الدور الذي قام به دولة الرئيس بري أولا يوم الإثنين الماضي في جلسة إنتخاب رئيس الجمهورية، وثانيا في الجهود الرامية حاليا لتشكيل الحكومة الوطنية الجديدة إنطلاقا من الإجماع اللبناني، اساسي وجوهري وبناء”، مضيفاً: “ندعم ونؤازر هذا التوجه الوطني المبذول من قبل دولته ونأمل أن نشهد في المرحلة القريبة المقبلة ولادة الحكومة الجديدة”.
ولدى سؤاله عما إذا تقرأ زيارته للحريري بأن الحوار في لبنان هو “بروفة” بالنسبة للسعودية وايران، أجاب: “إلتقينا بالرئيس الحريري إنطلاقا من نظرة مستقبلية، ونأمل انه من خلال الدراية التي تجلت من قبل دولته والتي أدت الى انجاز الإستحقاق الرئاسي في لبنان، والتي سوف تؤدي الى تشكيل الحكومة الجديدة “، لافتاً إلى أنّ “العلاقات الثنائية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية اللبنانية سوف تتعزز وتتبلور على كل الصعد والمستويات”.
ورداً على سؤاله إذا يعني وصول عون إلى الرئاسة فوزاً لإيران، اجاب: “إن أي نجاح يحرزه لبنان هو نجاح لنا ولكل أبناء الشعب اللبناني”.
وأخيراً، عن إمكانية زيارة الحريري إلى طهران، قال ظريف: “إن شاءالله”.
كما وزار ظريف رئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام قبل ظهر اليوم في دارته في المصيطبة، يرافقه السفير محمد فتحعلي والوفد المرافق، أنها “كانت فرصة ثمينة جمعتنا بدولة الرئيس سلام، واغتنمتها مناسبة كي اتقدم منه ومن أبناء الشعب اللبناني بالتهنئة والتبريك على هذه الخطوة والإنجاز الكبير الذي تحقق في لبنان من خلال إنتخاب رئيس جديد للجمهورية”.
وأضاف ظريف: “بإذنه تعالى سنرى ونشهد إنجازا آخر هو ولادة الحكومة اللبنانية الجديدة، وقد عبرنا لدولته عن ان ايران تدعم وتؤآزر هذا التوجه السياسي البناء الموجود في لبنان. كذلك أكدت له مرة أخرى على الإرادة الراسخة الموجودة لدى الجمهورية الإسلامية في مجال توثيق أوجه التعاون الثنائي مع لبنان في كافة المجالات خاصة في المجالين الإقتصادي والتجاري، وأكبر دليل على هذا التوجه هو وجود وفد إقتصادي وتجاري رفيع المستوى يرافقني في هذه الزيارة ويمثل القطاعين الخاص والعام في إيران”.
وتابع: “من جهة ثانية تطرقنا الى كافة الأزمات السياسية في المنطقة سواء كانت في سوريا او في اليمن، وأكدنا ضرورة وضع حد نهائي وفوري لسفك الدماء الجاري في البلدين وضرورة التوصل الى حل سياسي مناسب لهاتين الأزمتين المستعصيتين وضرورة تأكيد الجميع على إستحالة الحل العسكري لهذه الأزمات”.