شفقنا – قتل طالب سوداني وجرح ستة آخرون أمس الأحد إثر أحداث ترافقت مع مظاهرات طلابية لبعض المدارس الثانوية بمدينة الجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور بالسودان احتجاجا على زيادة سعر الخبز.
وقال والي غرب دارفور فضل المولى الهجا في بيان إنه “خلال الأحداث التي وقعت في الجنينة، قتل طالب وأصيب ستة أشخاص بجروح”، وأضاف أن الوضع الآن هادئ. من غير أن يوضح ظروف مقتل الطالب.
وأعلن الهجا تشكيل لجنة تحقيق حكومية في مقتل الطالب وجرح ستة أشخاص آخرين بمدينة الجنينة، وألغى قرار تعليق الدراسة بمدارس الولاية، بعد ساعات من صدوره، واتهم جهات -لم يسمها- بمحاولة الزج بالطلاب في الأحداث.
وفي وقت سابق أمس، أعلنت حكومة ولاية غرب دارفور تعليق الدراسة بجميع مدارس الولاية في المرحلتين الأساسية والثانوية، بداية من اليوم الاثنين، وحتى الأحد المقبل.
وتضاعفت أسعار الخبز هذا الأسبوع في السودان بعدما قررت الحكومة أن تعهد باستيراد القمح للقطاع الخاص؛ إثر إعلانها إلغاء الدعم أواخر الشهر الماضي في موازنة 2018.
تدابير وتقشف
ويعد رفع الدعم جزءا من تدابير التقشف التي اتخذها السودان، الذي يكافح في مواجهة ارتفاع التضخم إلى نحو 25%، ونقص حاد في العملة الصعبة أثّر على حركة الاستيراد.
وأشعلت الزيادات في الأسعار غضبا شعبيا، لا سيما بسبب أسعار الخبز الجديدة، بعد أن أعلنت المطاحن الرئيسية بالبلاد، الجمعة، زيادة أسعار جوال الطحين (الدقيق) بنسبة 200%، بينما دعت أحزاب معارضة الشعب السوداني للخروج في احتجاجات سلمية لمناهضة القرارات الاقتصادية.
وردا على هذه الزيادات جرت مظاهرات في مناطق من دارفور وولاية النيل الأزرق.
كما شهدت العاصمة الخرطوم قيام المتظاهرين بإحراق إطارات وقطع طرقات، في حين تصدت لهم الشرطة بالغاز المدمع، بينما وقعت اشتباكات بين شرطة مكافحة الشغب وطلاب كانوا يرشقونها بالحجارة خارج جامعة الخرطوم.
وأطلقت الشرطة الغازات المدمعة على مئات الطلاب والمواطنين الذين تظاهروا في الجنينة ونيالا بدارفور وفي الدامازين بالنيل الأزرق، هاتفين بشعارات ضد غلاء الخبز، بحسب شهود.
تنديد وإيقاف
وكانت الحكومة السودانية عبرت عن رفضها السماح بتخريب الممتلكات العامة أثناء التظاهرات غير المرخصة التي تشهدها البلاد تنديدا بالغلاء.
وأوقفت قوات الأمن السودانية أمس ثلاثة من قادة المعارضة، وصادرت ست صحف خاصة وحزبية إثر انتقادها ارتفاع أسعار السلع، بما فيها الخبز، جراء تطبيق السياسات الاقتصادية التي أقرتها الحكومة مؤخرا.
وصادق البرلمان السوداني الأحد الماضي على الموازنة المالية لعام 2018، التي أقرت رفع الدولار الجمركي إلى 18 جنيها بدلا من 6.9، فضلًا عن رفع تعريفة الكهرباء لقطاعات الصناعة والزراعة والتجارة.
وشهد السودان احتجاجات جماهيرية متقطعة خلال السنوات القليلة الماضية اعتراضا على إجراءات التقشف. وطبقا لمنظمة العفو الدولية هناك نحو 185 شخصا ربما قتلوا عام 2013 أثناء مظاهرات على رفع أسعار الوقود مع خروج الآلاف إلى الشوارع.
النهایة