شفقنادخول تيار الحكمة الوطني العراقي في تحالف النصر جاء بعد تحالف العبادي والعامري وفي وقت كان قد وافق فيه حيدر العبادي بأن تشارك التيارات السياسية بإسمائها في التحالف.
ونقلا عن رئيس مكتب تيار الحكمة الوطني العراقي في ايران “السيد ضرغام الحسيني”، قوله ان النظام السياسي الحاكم في العراق قائم على البرلمان وان انتخاب رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية ورئيس البرلمان و وزراء الحكومة يرتبط بالانتخابات البرلمانية، حيث أدى هذا الامر لكي تتمتع الانتخابات البرلمانية التي تقام مرة كل أربعة أعوام في العراق، بأهمية كبيرة.
وأضاف، ومن جهة تعتبر الانتخابات البرلمانية المقبلة في العراق أول انتخابات بعد الانتصار الكامل في هذا البلد على تنظيم داعش الارهابي وهذا الأمر يضاعف أهمية هذه الانتخابات.
وتابع الحسيني، في تاريخ 18 يناير ومع نهاية المهلة الرسمية لتسجيل التحالفات في المفوضية العليا للانتخابات العراقية إتضح ان تحالف حيدر العبادي وتيار الحكمة الوطني برئاسة السيد عمار الحكيم وكذلك 30 حزباً آخر شكلوا قائمة كان من المقرر ان تشارك في الانتخابات البرلمانية تحت إسم “النصر”، وكان قبل ذلك قد حدث أمر آخر وهو انسحاب تحالف “الفتح” برئاسة هادي العامري الامين العام لمنظمة بدر من التضامن مع حيدر العبادي الامر الذي رافق اصداء واسعة على الساحة العراقية.
واردف قائلا، إلتقى العامري بعد أيام بحيدر العبادي والسيد عمار الحكيم ونوه في تصريحاته بأن هذا الانسحاب ليس لأسباب سياسية بل تم لأسباب فنية، وكان يقصد بالاسباب الفنية هو أن عدد وكثرة الاحزاب في كلا تحالفي النصر والفتح كان يعيق التوصل لقائمة موحدة في كل محافظة؛ وعليه فقد فضل الجانبان اظهار تحالفهم بعد الانتخابات وفي اطار تكتل نيابي.
وأوضح رئيس مكتب تيار الحكمة في طهران، أنه رغم مساعي الحكيم والعبادي لتشكيل تحالف شيعي كبير في العراق، توصل تحالفا النصر والحكمة الى عدم وجود امكانية الاستمرار بهذا التحالف لأسباب فنية، لذلك اعلنا في بيان مشترك بأنهم سيقدمان قائمة انتخابية منفردة ومستقلة مؤكدين ان الطرفين سيلتقيان بعد الانتخابات في اطار تحالفات أوسع لتشكيل الحكومة الوطنية التي تجسد طموحات وآمال شعبنا العراقي العزيز.
وأضاف الحسيني، ان السيد عمار الحكيم في التحالف مع تيار النصر طرح ثلاثة شروط للاتفاق مع حيدر العبادي بالشكل التالي :
وطنية التحالف؛ أي ان يضم قوى وطنية (سنية وشيعية وكردية)، وتحالفا قائما على الخطط الهادفة، وتحالفا للمشاركة في اتخاذ القرارت وتحديد التوجهات و وضع السياسات، كانت شروطاً مطروحة من قبل تيار الحكمة الوطني لتقديم قائمة مشتركة مع تحالف النصر.
دخول الحكمة الوطني في تحالف النصر جاء بعد تحالف العبادي والعامري وفي وقت كان قد وافق فيه حيدر العبادي بأن تشارك التيارات السياسية بإسمائها في التحالف، وبالنظر الى السياسات التي اتخذها العبادي بعد تشكيل التحالف اكد بشكل غير مباشر على قائمته واعتبر حق باقي اعضاء التحالف يقتصر على تقديم الاستشارة في القائمة وخلافاً للاتفاقات الحاصلة لا يسمح لهم بالتدخل في اتخاذ القرارت، الامر الذي سبب الكثير من عدم الرضا من قبل الاحزاب المشاركة في تحالف نصر وشكك في اصول تشكيل التحالف.
وتابع، والآن مع الاتفاق الجديد بين الحكيم والعبادي لتقديم قوائم مستقلة، يتشكل الاصطفاف السياسي العراقي لخوض الانتخابات، من خمسة تحالفات وتيارات واحزاب مهمة في هذا البلد؛ أي تحالف النصر(حيدر العبادي) وتيار الحكمة الوطني (السيد عمار الحكيم) وتحالف الفتح (هادي العامري) وتيار الصدر (السيد مقتدى الصدر) ودولة القانون (نوري المالكي).
وأشار الى أنه في ظل هكذا أوضاع ربما يمكن اعتبار اتفاق العبادي والحكيم على تقديم قوائم مستقلة في الانتخابات فرصة لجميع التيارات الشيعية المهمة بشكل عام وتيار الحكمة الوطني بشكل خاص حيث يمكن في المرحلة الراهنة لاسيما بعد اجتياز أزمة ارهاب داعش المشاركة في المنافسة واظهار حجمه السياسي.
ويري ضرغام حسيني رئيس مكتب تيار الحكمة الوطني في ايران، ان تيار الحكمة الوطني فتي وجديد لكنه متجذر ولديه تاريخ يعود الى اكثر من 100 عام في الساحة السياسية العراقية وتاريخ بدايته يعود الى عام 1914 عندما انتفض آية الله العظمى السيد محسن الحكيم في ثورة العشرين في وجه الاحتلال البريطاني إبان الحرب العالمية الاولى، حيث يمكن لهذا التيار كشف نقاط قوته وضعفه واختبار حالته السياسية وموقعه الاجتماعي في اول منافسة سياسية والتي تعتبر الاهم.
وأضاف، في النهاية يمكن القول أن هذه المنافسات ستكون مثمرة ومفيدة من أجل نمو ونضج الساحة السياسية العراقية.
النهایة