شفقنا -أكدت المرجعية العليا المتمثلة بسماحة المرجع الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) في نصائحها للشباب المؤمن على لزوم التمسك بالاعتقاد بالله تعالى والايمان المطلق باليوم الاخرة وانه يوم لا ريب فيه.
فالاعتقاد بالله سبحانه وتعالى يعتبر بداية الطريق في حياة العبودية التي أكرمنا الله بها، فعندما ننظر الى الابعاد التي تمثلها العبودية في ظلال الباري عز وجل نجد انها تجلب للإنسان الكرامة والعزة والحياة الطيبة.
وإذ أمعن الانسان النظر في باقي العبوديات المزيفة و التي يقيد بها نفسه سنجدها متنوعة ومعقدة في فقدانها للجوانب العقلية في إعطائها قابليات وقدرات تفتقر لها، فالعبودية أما ان تكون عبودية انسان لإنسان أو العبوديات الاخرى كعبادة الاصنام والاجسام الاخرى التي يصيرها الانسان اله يعبدها و يتوقع منها ان تحميه من الدنيا و شرورها.
فنجد إن الانسان يجرد نفسه من العقل و المنطق و يخضع نفسه الى انتماءات قبلية متوارثة من الاباء الى الابناء لا تتناسب مع الامكانيات العقلية التي اعطاها الله تعالى للإنسان، والتي يمكنها ان تبحث في الاستدلالات المنطقية لفهم معنى الكون والوصول الى نتائج ترضي عقله بشكل حقيقي وواقعي دون تجميد طاقاته العقلية و الخضوع الى ماديات لا تنفع ولا تضر.
لذلك نرى ان الله سبحانه و تعالى حرص ان يلقى الحجة على عباده في ان يرسل انبياءه ورسله ليكونوا دعاة للحق، وإنه جل اسمه الخالق العظيم الذي أضاء بنوره الوجود بخيرات ونعم لا تحصى ولا تعد، وما حياة الانسان وامكاناته الا فيض من رحمته وكرمه.
أما التأكيد على الاعتقاد بالآخرة فيعتبر ضرورة لا غنى عنها لأنها تجعل الانسان في انشداد دائم مع الخالق وان افعاله وكلماته التي ينطق بها سوف تكون بعين الله عز وجل وانه سوف يمثل بين حكم عدل يعطي الحقوق ويجزي الظالمين بما ظلموا.
فيوم القيامة، اليوم الموعود الذي وعد الله به وعداً أن يقر به عيون المظلومين وينتقم ممن جعل الحياة حمام دماء تنتهك بها الاعراض وتصادر الممتلكات دون وجه حق.
لذا نجد ان مراجعنا العظام يحاولون بكل الوسائل المتاحة ان يذكروا المؤمنين بدورهم في الحياة وان لا ينسوا ويتناسوا معتقداتهم التي تعتبر من أعظم الامور التي تكون مصدر خير و بركة ونعيم للإنسان.
محمد عبد الصاحب النصراوي
———————–
المقالات المنشورة بأسماء أصحابها تعبر عن وجهة نظرهم ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع
————————