شفقنا-خاص-بعد قصف جوي ومدفعي عنيف على مدى شهرين كاملين اسفر عن مقتل الالاف من اهالي منطقة عفرين بينهم اعداد كبيرة من الاطفال والنساء ، وتشريد مئات الالاف منهم ، احتل الجيش التركي ومرتزقته من التكفيريين والعنصريين ، مدينة عفرين ورفعوا العلم التركي فوق ابنيتها الحكومية.
الصلف العثماني بان بابشع صوره في الكلمة التي القاها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يوم امس الاحد أمام حشد تجمع للاحتفال بذكرى حملة تعود للحرب العالمية الأولى ، عندما كان يفتخر وبشكل ملفت باحتلال جيشه المدينة السورية ورفع العلم التركي فيها.
من الواضح ان رفع العلم التركي في عفرين فيه من الدلالات والرسائل التي لاتخفى على اللبيب ، وكان اردوغان واضحا جدا عندما اكد وبكثير من الغرور على قضية رفع العلم التركي في عفرين في خطابه ، حيث كان يتحدث بلغة سلطان عثماني يتبجح ب”فتوحات” جيشه.
رفع علم تركيه في عفرين لم يكن الدليل الوحيد على اطماع العثمانية الجديدة في ارض سوريا ، فقد ارتكب جيش اردوغان ومرتزقته ، عملا في غاية العنصرية لدى احتلالهم عفرين ، وكان هذا العمل رسالة واضحة الحروف والعبارات الى كل من يهمه الامر ، وذلك عندما قاموا بتدمير تمثال بطل الاسطورة الكردية كاوه الحداد وسط عفرين ، في أول انتهاك سافر لثقافة وتاريخ اكراد سوريا.
من المؤكد ان جرائم تطهير عرقي على يد الجيش السوري ومرتزقته ، ستقع خلال الفترة القادمة ، عبر تهجير سكان شمال سوريا وهم في اغلبهم من الاكراد والعرب ، واسكان عوائل الجماعات التكفيرية والعنصرية فيها تحت حجة اقامة منطقة امنة، لاسيما ان مرتزقة تركيا الذي يقاتلون الى جانب الجيش التركي تحت لواء “الجيش السوري الحر” هم : لواء السلطان مراد ، وقوات البارسلان الخاصة ، ولواء اشبال العقيدة ، ولواء حمزة وعباس ، ولواء أهل السنة والجماعة ، وفوج اليرموك الفوج الأول ، وكتائب شهداء التركمان ، ولواء السلطان محمد الفاتح ، ولواء السلطان ملك شاه ولواء سليمان شاه!!.
العالم كله رأى مسلحي هذه الميليشيات لدى دخولهم عفرين ، حيث كانوا يرفعون سبابتهم الى الاعلى ، كما يرفعها جميع مسلحي الجماعات التكفيرية وفي مقدمتهم مسلحي “داعش” و “النصرة” ، كما ان تهديدات هذه الجماعات التكفيرية والعنصرية ، بالصوت والصورة ، بإبادة الاكراد في عفرين وحرق منازلهم واسكان اخرين فيها وتغيير ديمغرافيتها ، ليس بالامر الخفي.
اردوغان استعجل الاعلان عن النصر في عفرين ورفع العلم التركي فيها ، وهذا الاستعجال مرده حاجته الملحة لاي انتصار من اجل رفع شعبيته التي تدنت بسبب سياسته المتهورة في الداخل والاقليم ، وما جلبته من ازمات لتركيا ، فمن المؤكد ان مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية والقوات الشعبية السورية ، لن يتركوا الفرحة تستقر طويلا على وجه اردوغان ، وسوف يدفعوه الثمن غاليا على ما ارتكبه من فظائع في عفرين وفي شمال سوريا وفي كل سوريا بسبب الدعم الرئيسي الذي قدمه للجماعات التكفيرية والعنصرية وفي مقدمتها “داعش” و”النصرة” والجماعات التركمانية المنضوية تحت لواء السلطان مراد وباقي سلاطين العثمانيين ، على مدى اكثر من سبع سنوات.
الشعب السوري وخاصة الاكراد هم اهل هذه المناطق وهم ادرى بشعابها من الجيش التركي ومن مرتزقته ، وهم بالاضافة الى ذلك مقاتلين اشداء ، تمكنوا من طرد “داعش” و القاعدة من كل المناطق التي احتلها الجيش التركي اليوم ، وسيكون حساب هذا الجيش عسيرا على يد المقاتلين الاكراد ، الذين سيتلقون هذه المرة دعما كبيرا من الحكومة السورية والجيش السوري وحلفائه ، وهم في النهاية جزء من ابناء الشعب السوري ، وعندها سيندم اردوغان المنتفخ بنشوة فتوحات جيشه العثماني ومرتزفته ، على اعلانه النصر في عفرين ، كما ندم بوش الابن عندما اعلن النصر في العراق عام 2003.
إنتهى