شفقنا- سارع الأطباء إلى بتر ساق الفتى الفلسطيني عبدالرحمن نوفل (12 عاما)، بعدما عجزوا عن معالجة جروحه البالغة نتيجة إصابته برصاص الجيش الإسرائيلي في مسيرة العودة على الحدود بين قطاع غزة المحاصر وإسرائيل.
ونوفل واحد من آلاف الفلسطينيين، الذين أصيبوا برصاص القناصة الإسرائيليين على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، فيما اعتبرته منظمة حقوقية أمرا ممنهجا يهدف إلى بتر أعضاء الفلسطينيين وإصابتهم بالشلل الدائم.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صور الفتى نوفل وقد تهشمت إحدى ساقيه من جراء الرصاص الإسرائيلي، الذي سيجعله يعاني من إعاقة حركية مدى الحياة.
وتقول وزارة الصحة الفلسطينية إن هناك 21 حالة بتر للأطراف منذ بداية مسيرة مسيرة العودة الكبرى في 30 مارس الماضي، موضحة أن هناك 5 حالات بتر أعضاء في أجزاء علوية، و17 حالة بتر في الأطراف السفلية.
وقتلت إسرائيل 45 فلسطينيا وجرحت 3500 آخرين، بينهم 2500 عانوا من إصابة بالرصاص الحي في أقدامهم، ما يعزز الاعتقاد بوجود سياسة “البتر” الإسرائيلية.
محمد العجوري
ومن بين هؤلاء المصابين الذين بترت أعضاءهم السفلية، محمد العجوري، الذي يعشق الركض وأحزر ميدالية في هذا المضمار، لكن الرصاص الإسرائيلي أصابه في قدمه وحطم آماله العريضة في الرياضة.
وسلط تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية الضوء على قصته، مشيرا إلى أن الأطباء اضطروا لبتر ساقه، بعدما واجهوا انتشار سريعا لعدوى في الساق.
ومما فاقم من مأساة الجرحى الفلسطينيين، رفضت السلطات الإسرائيلية السماح بنقلهم من غزة، حيث الخدمات الطبية متردية للغاية، إلى مستشفيات الضفة الغربية التي تتمتع بقدرات أفضل.
وذكرت الصحيفة الأميركية أنها رصدت 3 حالات منعت فيها تل أبيب خروج الجرحى من القطاع، مستندة إلى شهادات محامين وعائلة أحد المصابين.
سياسة إسرائيلية
من جانبه، قال مدير دائرة الشؤون الفلسطينية والإسرائيلية في منظمة “هيومان رايتس ووتش” الحقوقية، عمر شكري، إن نشر القناصة والتخطيط الدقيق للإصابات وعددها الهائل منها في الأطراف السفلية، يعكس فيما يبدو سياسة واضحة لإحداث الإعاقة الدائمة.
وأضاف أن تعمد استهداف الأجزاء السفلية لا يعجلها جريمة أقل، خصوصا أن استخدام الذخيرة الحية ضد أي جزء في الجسم يسبب إعاقة دائمة وربما الموت.
وقال صالح حاج يحيى الطبيب، الذي زار القطاع أخيرا إنه في حال إذا استمر الوضع على هذا النحو، فإن معظم الجرحى سيواجهون عمليات بتر الأعضاء، نظرا لتردي الخدمات الطبية في غزة، فأكثر المستشفيات تطورا في غزة تبدو وكأنها في سبعينات القرن الماضي.
وتعد التظاهرات الأسبوعية عند الحدود مع إسرائيل، خروجا عن كوابيس الحياة اليومية في غزة، حيث تنعدم الآمال والعمل معا، في حين تقول الصحيفة الأميركية إن هذا الأمر يدفع الغزيين للمشاركة في هذه التظاهرات.
وبدأت التظاهرات في 30 مارس الماضي، الذي يوافق يوم الأرض، على أن تستمر حتى 15 من مايو المقبل، الذي يوافق الذكرى الـ70 للنكبة الفلسطينية.
وتطالب المسيرة بعودة الفلسطينيين لمنازلهم، التي هٌجروا منها في حرب عام 1948، وباتت حاليا تحت السيطرة الإسرائيلية، وتمثل وأيضا احتجاجا على الأوضاع المتردية في القطاع، من جراء 12 عاما من الحصار الإسرائيلي.
انتهى