شفقنا- في أول جولة شرق أوسطية له توخى وزير الخارجية الأمريكي الجديد مايك بومبيو لهجة تصعيد ضد طهران مؤكدا أن الرئيس ترامب سينسحب من الإتفاق النووي مع إيران إذا لم يتم تعديله. وإيران تقول إن”الاتفاق غير قابل للتفاوض” مجددا.
وأبدى وزير الخارجية الاميركي الجديد مايك بومبيو تشددا اليوم الأحد (29 أبريل 2018) تجاه طهران متهما إياها بالعمل على “زعزعة استقرار” المنطقة، وذلك في اطار جولة بدأها في السعودية التي انتقل منها إلى اسرائيل، بهدف حشد الدعم واطلاع حلفاء واشنطن على موقف الرئيس الأمريكي ازاء الاتفاق النووي الايراني.
وأعلن بومبيو، خلال زيارته إسرائيل، اليوم الأحد، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سينسحب من الاتفاق النووي مع إيران “ما لم يتم ادخال تعديلات عليه”.
وقال بومبيو، خلال مؤتمر صحفي، عقب اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب: “إذا لم نستطع معالجته سننسحب من الاتفاق”. وأضاف بومبيو أنه يجب معالجة “مجموعة كاملة من التهديدات” بما في ذلك نظام الصواريخ الإيرانية ودعم الجماعات المسلحة في سورية ولبنان واليمن ضمن الاتفاق.
من جهته أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أنه ينوي مناقشة الاتفاق النووي الايراني و”العدوان المتنامي” لطهران لدى لقائه بومبيو. وقال نتانياهو “أعتقد أن مجيئه الى اسرائيل ضمن أول جولة خارج الولايات المتحدة كوزير للخارجية أمر مهم”.
وهيمن الملف الإيراني على لقاءات بومبيو في الرياض مع العاهل السعودي الملك سلمان وكذلك ولي العهد محمد بن سلمان بالإضافة إلى ووزير الخارجية عادل الجبير.
ويزور بومبيو خلال ثلاثة أيام السعودية وإسرائيل، خصمي إيران، إلى جانب الأردن، وسيبحث خصوصا خلال لقاءاته الاتفاق الموقع مع طهران لتقييد برنامجها النووي.
وقال بومبيو في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السعودي عادل الجبير إن إيران تعمل على “زعزعة المنطقة، وتدعم الميليشيات والجماعات الارهابية، وتعمل كتاجر سلاح، اذ انها تسلح المتمردين الحوثيين في اليمن، وايران تقوم بحملات قرصنة الكترونية. وتدعم نظام الاسد القاتل”. وتابع “على العكس من الادارة السابقة، نحن لا نتجاهل إرهاب إيران الواسع النطاق”.
وسيقرر ترامب في 12 من ايار/مايو المقبل بشأن الاتفاق النووي الإيراني الذي تم التوصل إليه بعد مفاوضات شاقة بين إيران والدول الكبرى الست (الولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا)، غير أنه من المرجح أن يقرر انسحاب بلاده من الاتفاق في 12 أيار/مايو، تمهيدا لإعادة فرض عقوبات على طهران على خلفية برنامجها النووي.
وأعلن مستشار الامن القومي الاميركي جون بولتون لشبكة فوكس نيوز الاحد أن ترامب لم يتخذ قرارا بعد ما اذا كان سينسحب من الاتفاق النووي الايراني أم لا.
وتقترن مهمة بومبيو الذي باشر العمل فور أداء اليمين الثلاثاء كوزير للخارجية، بمهمة ثانية ذات طابع شخصي، إذ يعتزم أن يثبت للعواصم الأجنبية ولزملائه أنفسهم عودة الدبلوماسية الأمريكية بعد البلبلة التي سادت ولاية سلفه ريكس تيلرسون قبل إقالته.
ومن جانبه دعا الجبير في المؤتمر إلى “تحسين” الاتفاق النووي مع ايران. وقال “تؤيد المملكة العربية السعودية جهود تحسين الاتفاقية النووية الايرانية”، موضحا “نعتقد ان المدة التي يكون فيها حد لكمية تخصيب اليورانيوم يجب ان تلغى وتكون بشكل ابدي”. وتابع “كما نعتقد انه يجب ان يكون هناك تكثيف في موضوع التفتيش للمنشآت النووية الايرانية.
وتتهم السعودية طهران بدعم جماعات “إرهابية” في المنطقة، وبالتدخل في شؤون الدول العربية.
ودعا الجبير إلى تشديد العقوبات على إيران، قائلا “نعتقد أن المشكلة الايرانية يجب أن يكون التعامل معها عن طريق فرض المزيد من العقوبات (…) لانتهاكاتها القرارات الدولية المتعقلة بالصواريخ الباليستية، ودعمها للإرهاب وتدخلاتها في شؤون دول المنطقة”.
النهایة