شفقنا – بعد انتهاء الماراثون الانتخابي، اتجهت بوصلة الاحداث السياسية صوب رسم تشكيل الحكومة المقبلة، لتكشف مصادر سياسية مختلفة عن اقتراب العبادي من نيل الولاية الثانية في ظلّ المقبولية التي نالها من أغلب الاطراف والكتل والاحزاب السياسية، التي لم تضع اية خطوط حمراء امام هذا الموضوع.
في المقابل، طرحت بعض الكتل السياسية اسماء مرشحيها لتسنم رئاسة الحكومة، لكن هذه الاسماء لم تنل المقبولية من الجميع ومن بينها فالح الفياض وقصي السهيل ومحمد شياع السوداني، باعتبارها لا تشكل حلقة فاعلة في العملية السياسية ولا تحظى بمقبولية الاغلبية، حسب ما أعلنت المصادر المقرّبة من التفاوضات.
وفي خضم هذه الاحداث ووفق المعطيات الآنية، فإن تحالف النصر اقترب جدا من تشكيل الكتلة الاكبر من خلال التفاهمات مع ائتلاف سائرون ذات الاغلبية البرلمانية وتيار الحكمة والوطنية والقرار. وهذه الصورة بدأت تتضح يوما بعد آخر ويراها الكثير من المراقبين بانها الاقرب باعتبارها تضم جميع مكونات الشعب العراقي، وقادرة على صنع انتقالة بعمل الحكومة العراقية المقبلة وابتعادها عن جميع المصالح الحزبية والفئوية التي تقود البلد الى مفاهيم لا تختلف كثيرا بين المحاصصة والتوافقية السياسية.
ولا بدّ من الاشارة الى وجود تحركات بالجهة الاخرى تتمثل بين تحالف الفتح ودولة القانون وربما بعض الكتل الكردية، لكن هذه الجبهة ووفق المقدرات الانتخابية لن تتمكن من بلوغ العتبة البرلمانية القادرة على تشكيل الحكومة، الامر الذي جعل البعض يصف مهمة هذه الكتل بالتعجيزية لتشكيل حكومة الاغلبية.
وتبقى الايام المقبلة كفيلة بإنضاج حكومة الاغلبية السياسية التي تعول عليها جميع الكتل لبناء الحكومة المقبلة.
کما كشف القيادي في تيار الحكمة عباس العيساوي عن عزم الحكمة وتحالفا سائرون والفتح فضلا عن ائتلاف النصر برئاسة رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي تكوين تحالف كبير لتشكيل الحكومة المقبلة، وأشار إلى أن العبادي سيكون الأوفر حظا لتولي رئاسة الحكومة المقبلة ولكن وفق شروط، بينها وضع برامج خدمة واضحة تنفذ على ارض الواقع بأسقف زمنية محددة وإلا فسيتم إسقاط حكومته خلال فترة قد لا تتجاوز الستة أشهر.
ومن جهته دعا القيادي في ائتلاف الوطنية زياد الجنابي، الكتل السياسية إلى “عدم الانصياع للإملاءات الخارجية”، واعتبر أن أغلب الكتل السياسية تتفاوض بهدف “الحصول على مناصب”، مضیفا إن “هناك أجندات خارجية تتدخل في بعض اجتماعات الكتل السياسية”، مبينا ان “تلك الأجندات تملي عليهم ذلك”.
بدوره كشف النائب عن ائتلاف الوطنية رعد الدهلكي، عن تشكيل تحالف جديد من اربع كتل سياسية ويضم 27 عضوا، وفيما اشار الى ان ابرز الشخصيات بالتحالف الجديد هم سليم الجبوري وصالح المطلك وقاسم الفهداوي واحمد الجبوري، أضاف ان “الوطنية اليوم انفتحت على بعض الكتل السياسية لتشكيل تكتل سياسي يضم شخصيات وطنية.
ومن جانبه افصح النائب حارث الحارثي عن شروط الكرد للانضمام للكتلة الأكبر التي ستكلف بتشكيل الحكومة المقبلة.
وقال الحارثي “هناك تسابق في الحصول على أعلى المكتسبات وهذا ما جعلنا نعود الى الخلف”، موضحا ان” الكرد جاءوا بالأمس ووضعوا كركوك كاستفتاء واستقلال من اجل تقسيم البلد، واليوم جاءوا بمطالب اكثر حدة من السابق منها تفعيل المادة 140 وزيادة حصة اقليم كردستان في الموازنة المالية التي قد تصل الى اكثر من 17%”.
النهایة