خاص شفقنا-للامام علي مكانة تجاوزت المذهب والطائفة والتاريخ، فهو لكل العالم دستورا في العدالة الانسانية ومرجعا للمساواة والمحبة، لجأت اليه معظم الطوائف من غير المسلمين وكان مثالا لهم في الخير.
وقد تأثر الفكر المسيحي بمبادئ الإمام علي الإنسانية وبمنظومته الفكرية الشاملة، واستلهم منه دروسا ومواعظا وعبرا كانت دستورا لجميع المذاهب.
وفي سياق الحديث عن كيفية تأثر الفكر والمجتمع المسيحي بالعدالة الإنسانية والحرية التي طرحها الإمام علي عليه السلام، وفي رحاب استشهاده، يشير المطران جورج صليبا إلى ان الامام اثر في كثير من المسيحيين الذين عاشوا معه في القرن السابع ميلادي وبداية ايام هجرة الرسول وتسليم الامانة للخلفاء الراشدين”، مضيفا ان “الحرية وكرامة الناس والانسانية والتضحية هي من أبرز الشعارات التي نادى بها ومارسها واستشهد من اجلها الامام علي.
ويتابع مطران جبل لبنان وطرابلس للسريان الأورثوذوكس “انا عندي مقولة تقول ان للإمام علي مقاما في الاسلام كمقام مار بولس الرسول في النصرانية، لذلك فله المحبة والاحترام وله المكان الأسمى ليس في الاسلام وحده بل لدى المسيحيين ايضا”.
واشار المطران صليبا إلى “الزهد في المسيحية هو الذي يزهد عن الدنيا ويترهب ويعيش بعيدا عن الناس لكن ان كنا نقصد بالزهد الترفع عن متطلبات العالم وتقديم التضحية واظهار الشخصية المثالية في القدوة فهذه الصفات تجلت في شخصية الامام علي”.
وتمنى صليبا في هذه الايام المباركة أيام شهر رمضان المبارك ان “يتوجه العالم اجمع وخاصة المسلمون الى مكارم الاخلاق والسخاء والعطاء دون حدود”، مستشهدا بكلام للسيد المسيح الذي يقول فيه: ”مجانا اخذتم فمجانا أعطوا” ليؤكد أنه “ليت الاغنياء واصحاب الثروات يعملون على الاقتداء بهذا الكلام لان ليس هناك احد في مختلف الاديان نال وحصل على بركات السماء الا بنعمة من الله، والامام علي كان منعما عليه من الله وذو مواهب سامية“.
وقال صليبا: ”نحن نعلم في المسيحية “ُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ”، داعيا “للتمثل بالامام علي لانه امام وبنفس الوقت هو مثل صالح وقدوة حسنة للعالم وللقادة والمرشدين وكل الاجيال القادمة”.
مهدي سعادي
النهایة