شفقنا- أدلى نائب وزير الخارجيّة الروسيّ ومبعوث الرئيس فلايديمير بوتن إلى الشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف، بحديثٍ صحافيٍّ لقناة “كان” العبريّة-الإسرائيليّة وقال إنّ الأزمة في سوريّة مستمرّة منذ أكثر من سبع سنوات، مضيفًا أنّه حتى قبل اندلاع الأزمة، فإنّ الوضع في سوريّة كان معقدًا، وبعض المشاكل في البلاد لم تحل بعد.
وأضاف نائب الوزير: نود أنْ نرى سوريّة، التي سيتّم فيها انتخاب القيادة من قبل الشعب السوريّ، أيْ أنّ الشعب يُحدّد مصيره، مُشدّدًا في الوقت عينه على أنّ سوريّة يجب أنْ تبقى دولةً علمانيّةً. ولفت في معرض ردّه على سؤال إلى إنّه عندما كانت الحرب على الإرهاب في ذروتها في سوريّة، وبناءً على طلب من حكومتها السيادية، أرسلنا قواتنا، وخاصة القوات البريّة والجويّة إلى الدولة، بعد توقيع اتفاقٍ سياسيٍّ بين حكومتنا والحكومة السوريّة على وجود القوات الجويّة والبحريّة في قاعدتي في طرطوس وحميميم.
وشدّدّ بوغدانوف على أنّه عندما تنتهي الحرب ضدّ الإرهاب، سنتصرّف وفقًا لقرار الدولة السوريّة ذات السيادة: هل وجودنا هناك ضروري أوْ مهمتنا في سوريّة انتهت، ولم يعُد الشعب السوريّ والقيادة السوريّة بحاجةٍ إلى مثل هذا الدعم.
وفيما يتعلق بالوجود الإيرانّي في سوريّة، أوضح بوغدانوف أنّه يدرك أنّ الوضع بين إسرائيل وإيران حساس، لكنّه أكّد على أنّ المصلحة الإسرائيليّة هي منع سوريّة من الوقوع في أيدي المنظمات الإرهابيّة، وهو ما تفعله إيران، بحسب تعبيره. وأشار إلى أنّه “كما نفهم، لا توجد قوات إيرانية في سوريّة، هناك جنود ومهندسين إيرانيين، لكنّ أعدادهم محدودة، مُوضحًا أنّ التواجد الإيرانيّ في سوريّة تمّ بناءً على اتفاقٍ بين الحكومتين السوريّة والإيرانيّة، بهدف المُساعدة في القضاء على الإرهاب. وعبّر عن اعتقاده بأنّه من مصلحة إسرائيل عدم المساح للمتطرفين والإرهابيين، أولاً وقبل كلّ شيءٍ، داعش وجبهة النصرة، وبالتالي الهدف الرئيسيّ للإيرانيين هو مساعدة السلطات السوريّة على حلّ هذه المشكلة، قال بوغدانوف.
أمّا بالنسبة للاتهامات بارتكاب جرائم حرب، مثل استخدام الأسد للغاز في بلاده، فقد أنكر بوغدانوف هذه الأحداث، قائلاً إنّ هذه كانت دعاية تهدف إلى تشويه صورة الرئيس الأسد، مُضيفًا: لا أفهم أين توجد هذه الافتراضات والادعاءات بأنّ القوات الجوية تستخدم البراميل المُتفجرّة ضدّ المدنيين الأبرياء، هذه حرب دعاية يتم تنظيمها من قبل جهات معروفة، على حدّ تعبيره.
وتساءل نائب وزير الخارجيّة الروسيّ: من أين جاءت الأسلحة الكيميائية؟، وردّ قائلاً: يأخذون طفلًا من الشارع، يصبّون عليه الماء ويقولون إنّه مسموم بسلاحٍ كيميائيٍّ، ثم يقول الصبي: كان هناك أشخاص وضعوني في غرفة، وأخبروني كيف أقدّم مثل هذه المشاهد التي ظهرت في وقتٍ لاحقٍ على التلفزيون، إنّ الناس العاديين يعتقدون أنّ هذا هو ما يحدث ، وهذه الحرب الدعائية للأسف منتشرة جدًا في العالم في هذه الفترة، على حدّ قوله.
فيما يتعلق بخطة السلام الأمريكيّة، أيْ صفقة القرن، شكك بوغدانوف في فرص نجاحها، مشددًا على أنّ موسكو لن تنقل سفارتها إلى القدس، إلّا بعد التوصل إلى اتفاقية الوضع النهائيّ بين إسرائيل والفلسطينيين.
وأوضح أيضًا أنّ مبادرة السلام العربية لم تدعم فقط كل الدول العربية، ولكن أيضًا من جميع الدول الإسلاميّة، مُعتبرًا أنّ المبادرة العربيّة أصبحت الأساس لأيّ اتفاقٍ دوليٍّ. لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ اللجنة الرباعية كانت شطة وعقدت عدّة اجتماعات بحضور وزراء الخارجية، ولكن بعد ذلك قرر شركاؤنا الأمريكيون احتكار الوساطة وقالوا لنا: سوف تنتظر، سنفعل كل شيء الآن، وسنطلعكم على النتائج دون مشاركتكم،. قلنا: حظًا سعيدًا، إذا كنت لا تريد منّا أنْ نساعدك، فهذا شأنك، انظر الآن ماذا حدث مع “صفقة القرن”، وماذا سوف يخرج منها، وكيف سيكون الردّ الفلسطينيّ والإسرائيليّ عليها.
وفيما يتعلق بنقل السفارة الروسيّة من تل أبيب إلى القدس قال نائب وزير الخارجيّة الروسيّ إنّ إسرائيل على درايةٍ كبيرةٍ بموقفنا الرسميّ، وقد أثيرت المسألة مرّةً أخرى وبشكلٍ ملموسٍ، في شهر نيسان (أبريل) الماضي، عندما قلنا إننّا نعترف بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل، والقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية، وذلك من مُنطلق أنّ الطرفين، الإسرائيليّ والفلسطينيّ، بحاجةٍ للتوصل لاتفاقٍ حول جميع قضايا الوضع النهائيّ، وإذا تمّ ذلك، فإننّا سنقوم بنقل سفارتنا إلى القدس الغربيّة، على حدّ قول بوغدانوف.
النهایة