شفقنا -أعلنت المرجعية الدينية العليا على لسان ممثلها في كربلاء المقدسة، تضامنها مع المتظاهرين في البصرة وباقي المدن في مطالبهم الحقة، وفيما انتقدت تقصير المسؤولين في توفير الخدمات للمواطنين، طالبت الحكومتين المركزية والمحلية بالبصرة بالتعامل بجدية مع مطالب المحتجين.
ومن على منبر الجمعة في كربلاء المقدسة، طالب وكيل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي، المتظاهرين باتباع الاساليب السلمية في الاحتجاج وحفظ الممتلكات العامة وعدم التعدي عليها، محذرا من المندسين في التظاهرات التي شدد على سلميتها، مشيرا الى أن كل ضرر يصيب الشركات النفطية العاملة في البصرة فإن أموالها ستدفع من الشعب.
وأشار الشيخ الكربلائي الى أن محافظة البصرة هي الاولى برفد البلد بالموارد المائية والشهداء والجرحى، قائلا أنه من غير الانصاف أو المقبول أن تكون اكثر مناطق العراق بؤسا وحرمانا، فلا تزال تمتلئ شوارعها وأزقتها بصور الآف الشهداء الذين بذلوا ارواحهم في سبيل إنقاذ العراق وحماية أهله ومقدساته”.
وانتقد الكربلائي النقص الحاد في الخدمات العامة كقلة ساعات التجهيز للكهرباء بالرغم من ارتفاع درجات الحرارة وعدم توفر القدر الكافي من المياه الصالحة للشرب بل ولا لبقية الاستعمالات الضرورية، فضلا عن انتشار البطالة وقلة فرص العمل والكسب اللائق وعدم كفاءة معظم المؤسسات الصحية بالرغم من ارتفاع نسب الاصابة بالامراض الصعبة في المحافظة.
كما أكد إن الكثير من أهل البصرة يعاني شظف العيش وقلة الخدمات العامة وانتشار الأمراض والأوبة ولا يجد معظم الشباب فيها فرصاً للعمل بما يناسب امكاناتهم ومؤهلائتهم.
وبين وكيل المرجعية العليا إن “ما حصل من التقصير الواضح من قبل المسؤولين سابقا ولاحقا في تحسين الاوضاع وتقديم الخدمات لهم بالرغم من وفرة الامكانات المالية حيث انهم لو احسنوا توظيفها واستعانوا باهل الخبرة والاختصاص في ذلك وأداروا مؤسسات الدولة بصورة مهنية بعيدا عن المحاصصات والمحسوبيات ووقفوا بوجه الفساد من اي جهة او حزب او كتلة لما كانت الاوضاع مأساوية كما نشهدها اليوم”.
ودعا الشيخ الكربلائي الى “وضع برنامج واضح ومدروس لحل بقية المشاكل القائمة بوتيرة متصاعدة وتطلب ذلك اتباع سياسة حازمة وشديدة مع الفاسدين ومنع استحواذهم على موارد البلد بأساليبهم الملتوية والاستعانة بالخبراء وأصحاب الكفاءات ومن لا يجاملون على حساب الحقيقة للوصول الى حلول جذرية للازمات الراهنة بعيداً عن اختلاق الذرائع والمبررات لتحميل الآخرين مسؤولية ما جرى ويجري منذ سنوات طوال على أهل هذه المحافظة الكريمة من الأذى والمعاناة، فقد جرب أهلها مختلف الكتل السياسية في ادارة محافظتهم ولم يجدوا تفاوتا في اوضاعهم بل ازدادوا بؤساً وشقاءً”.
انتهى