شفقنا -أكدت المرجعية الدينية العليا على لسان ممثلها في كربلاء المقدسة إنها نصحت على مر السنوات كبار المسؤولين لتفادي الوصول للمرحلة الراهنة التي وصفتها بـ “المأساوية”، وفيما خاطبت الساسة بضرورة الاصلاح الذي قالت إنه لا محيص منه، أكدت إن الانتخابات لم تجر كما تمنتها بسب الفساد والمحاصصة، مشددة على ضرورة تشكيل الحكومة بأقرب وقت ممكن وان يكون رئيسها حازما وقويا.
ودعا ممثل المرجعية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي من على منبر الجمعة من الصحن الحسيني الشريف، الشعب العراقي إلى فرض ارادته عبر تطوير احتجاجاته إذا تنصلت الحكومة والبرلمان أو القضاء عن وعودهم، رافضا الاعتداءات على المتظاهرين والقوات الأمنية.
وقال الشيخ الكربلائي: “ان تنصلت الحكومة عن العمل بما ستعمل به او تعطل الامر في مجلس النواب أو القضاء، فلا يبقى امام الشعب الا تطوير أساليبه الاحتجاجية السلمية لفرض ارادته على المسؤولين مدعومة بذلك من قبل كل الاخوة الخيرة في البلد”.
وأضاف: “عندئذ، سيكون للمشهد وجه آخر مختلف عما هو اليوم عليه، وعندئذ سيكون للمرجعية رأي اخر مختلف عما هو اليوم عليه، ولكن نتمنى ان لا يحصل ذلك”.
وأكد الشيخ الكربلائي على ضرورة تشريع قوانين تمنع اي امتيازات للمسؤولين، وفيما دعا الى تحقيق مطالب المواطنين بصورة عاجلة، قال إن برنامج الحكومة يجب أن يتضمن مشاريع قوانين لإلغاء أو تعديل القوانين التي تمنح مزايا لفئات معينة.
وشدد الكربلائي على ضرورة العمل في مسارين الأول تخفيف معاناة المواطنين والثاني تشكيل الحكومة سريعاً، مطالبا رئيس الوزراء المقبل بشن حرب لا هوادة فيها على الفساد.
وقال وكيل السيد السيستاني: “يعلم الجمیع ما آلت الیه البلاد من ازمات كثیرة وكانت المرجعیة تقدر منذ مدة ما يمكن أن تؤول الیه الامور فیما اذا لم يتم اتخاذ خطوات حقیقیة وجادة في سبیل الاصلاح والفساد، وقامت على مر السنوات الماضیة بما يملیه علیھا الموقع المعني من نصح المسؤولین والمواطنین من تفادي الوصول الى الحالة المأساوية الراھنة”.
وأضاف الكربلائي أن “المرجعیة نصحت كبار المسؤولین في الحكومة بأن يعوا حجم المسؤولیة الكبیرة الملقاة على عاتقھم وينبذوا الخلافات المصطنعة التي لیس ورائھا غیر المصالح الفئوية والشخصیة ويجمعوا كلمتھم على ادارة البلد لتحقیق التقدم لشعبھم ويراعوا العدالة في منح الرواتب والمخصصات ويعملوا للإصلاح ويمتنعوا عن حماية الفاسدين من احزابھم واصحابھم، كما حذرتھم في خطب الجمعة قبل ثلاثة اعوام بان اللذين يمانعون الاصلاح علیھم ان يعوا ان الاصلاح ضرورة لا محیص منھا، واذا خفت المظاھرات فانھا ستعود بوقت آخر باوسع واكثر ولات حین مندم”.
وتابع الشيخ الكربلائي “ووفق ما حصل ندعو الى امرين، الاول على الحكومة الحالية الاستجابة بشكل عاجل الى مطالب المواطنين، والثاني الاسراع في تشكيل الحكومة المقبلة على اساس صحيح تعتمد الكفاءات وتكون فاعلة، ويتحمل فيها رئيس مجلس الوزراء كامل المسؤولية”.
وزاد بالقول: وعليه يجب ان يتم التالي:
- تبني مقترحات لقوانين تتضمن الغاء او تعديل القوانين النافذة التي تمنح امتيازات للمسؤولين على حساب المواطنين، بما يحقق العدالة والمساواة
- تقديم مشاريع قوانين لغرض سد الثغرات القانونية التي تستغل من قبل الفاسدين، ومنح هيئة النزاهة والجهات المختصة الاخرى اختيارات اوسع لمكافحة الفساد
- تطبيق ضوابط صارمة في اختيار الوزراء واصحاب المناصب والدرجات الخاصة والمدراء وغيرهم
- الايعاز لديوان الرقابة المالية للاسراع في تدقيق الموازنات الختامية وتنفيذ المشاريع على مستوى كل وزارة ومحافظة”.
انتهى