شفقنا-خاص- بات واضحا ان التحالف البعثي “الداعشي” سرق ، وفي وضح النهار ، تظاهرات الشارع البصري ، الذي خرج احتجاجا على الفساد وضعف البنية التحتية وانقطاع الكهرباء وعدم توفر مياه صالحة للشرب ، بعد ان تحولت ، هذه التظاهرات المشروعة ، الى معول لهدم ما بناه البصريون بعرق جبينهم على مدى عقود.
التظاهرات لم تتحول الى معول لضرب الاقتصاد البصري ، عبر اغلاق المعابر الحدودية ، واقتحام الميناء ، وشركة النفط ، فحسب ، بل تحولت الى شرارة لاشعال فتنة شيعية- شيعية عبر حرق مقار الاحزاب ومقار الحشد الشعبي ، واحراق القنصلية الايرانية ، وعدم التعرض لمقار تابعة لاحزاب اخرى ، وكذلك القنصلية الامريكية.
خارطة الحرائق التي شهدتها البصرة ، كانت تشير وبشكل واضح الى ان التحالف البعثي الداعشي ، المدعوم من جهات معروفة ، هو الذي يقف وراء ما جرى ، فهذه الحرائق كانت تشير الى:
-اصرار هذا الحلف القذر ، وبشكل لافت ، على الانتقام من ابناء الجنوب ، وخاصة ابطال الحشد الشعبي ، الذين وأدوا دولة الخرافة البعثية الداعشية بتضحياتهم ، ومحاولة استدراج ابطال الحشد للدخول في دائرة الفتنة.
-اصرار هذا الحلف القذر ، على اشعال فتنة شيعية- شيعية عبر احراق مقار احزاب بعينها ، وعدم التعرض لمقار احزاب اخرى ، كما تم رفع شعارات تؤكد هذه الحقيقة الواضحة.
-اصرار هذا الحلف القذر ، وبشكل مستميت على ضرب العلاقة بين الشعبين العراقي والايراني ، عبر حرق القنصلية الايرانية ، ومحاولة استفزاز ايران ودفعها لاتخاذ اجراءات انتقامية ضد العراق.
فطنة وذكاء والشعور الوطني والديني العالي للبصريين ،هو الذي وأد المخطط البعثي الداعشي ، بعدما انسحبت جميع الفعاليات الشعبية من التظاهرت ، اثر اتضاح الدور الاجرامي للحلف البعضي الداعشي ، في الاضرار بالبصرة واهلها وصولا للاضرار بالشارع الشيعي والعراق باجمعه ،وبعلاقته مع دولة ايران الشقيقة والجارة .
من العوامل الاخرى التي ساهمت في وأد الفتنة البعثية الداعشية، وهو الموقف الايراني المسؤول والاخلاقي من احراق القنصلية الايرانية ، حيث لم تنساق ايران الى الاستفزاز ، بل على العكس تماما لم تحمل اي جهة عراقية ،كما لم تحمل المتظاهرين ، مسؤولية حرق قنصليتها ، ودعت الحكومة العراقية الى اتخاذ التدابير اللازمة لمعاقبة الجهات التي لا تريد خيرا لا للبصرة ولا للعراق ، والتي تقف وراء الاعتداء الوحشي على القنصلية الايرانية.
الحشد الشعبي هو ايضا شارك وبشكل رئيسي في وأد الفتنة البعثية الداعشية، عندما رفض استدراجه الى اتون الفتنة ، كما ارادت الجهات التي تقف وراء الحلف البعثي الداعشي ، رغم انه كان يرى النيران وهي تحرق صور وذكرى شهدائه الابطال الذي سقطوا للدفاع عن مقدسات وارض واعراض العراقيين.
عندما وأد العراقيون وايران الفتنة البعثية الداعشية ، وساد الهدوء في الشارع البصري ، انتاب الحلف البعثي الداعشي نوبة هستيريا ، تجلت وبشكل واضح عندما اقدم الحلف على قصف مطار البصرة بالصواريخ يوم امس السبت ، في محاولة يائسة لتعكير صفو الهدوء ولاثارة اجوء من الفوضى في الشارع البصري.
قصف مطار البصرة ، واحراق المباني الحكومية ،واغلاق المنافذ الحدودية التي اضرت بحياةعشرات الاف العوائل التي تسترزق من هذه المنافذ ، ووقف العمل في الميناء ومنع التصدير واقتحام شركة النفط واحتجاز العمال والموظفين رهائن ، وضرب العلاقة الاخوية بين ايران والعراق عبر حرق القنصلية الايرانية التي تقوم على خدمة العراقيين الراغبين بزيارة ايران لاسباب شتى ، وبشكل عام احراق كل من ساهم في دحر داعش ووأد حلم البعثيين للعودة الى حكم العراق ، كل ذلك يؤكد ان ابن البصرة البار بريء من هذه الممارسات ، التي تستهدفه وتستهدف حياته ورزقة وامنه ومدينته ووطنه ، ونتمنى ان تكون فتنة البعثيين والدواعش ، سببا في دفع قادة القوائم الفائزة الى توجيه الصاع صاعين للبعثيين والدواعش وحماتهم ، من خلال الائتلاف في كتلة واحدة كبرى تساهم في الاسراع بتشكيل الحكومة ، والعمل على تلبية مطالب اهل البصرة المشروعة وجميع مطالب العراقيين ، وفي مقدمتها قبر الحلم البعثي الداعشي في اثارة فتنة شيعية شيعية ، وقبر حلم البعثيين والدواعش بالعودة مرة اخرى لحكم العراق.
*جمال كامل
انتهى