خاص شفقنا- يفتخر ويجاهر أمام الملأ انه مسيحي من سلالة الرسول “ص”، فيقول انه من سلالة الرسول “ص” والى العائلة الهاشمية ينتمي، ويرجع تسلسله العائلي الى الإمام الصادق “ع”، تربى على صدى قصائد والده الذي كان يتغنى بسيف جده الإمام علي ابن ابي طالب، وبقيت في ذاكرته هذه المأثرة لاسيما وعندما كان على مقاعد الدراسة، فراح يتعمق كثيرا في سيرة ومسيرة الإمام، مأخوذا بهذا الإنسان الذي يترفع عن البشر في مزاياه المتواضعة فإذا هو “نصف نبي”، هكذا يعبر الوزير اللبناني السابق والشاعر الاديب جوزيف الهاشم عن حبه لآل البيت وعن كيفية ولادة شعور حبه وتعلقه بالامام الحسين “ع” ومشاركته في احياء عاشوراء قلبا وقالبا.
وبعبارات الشاعر والانسان المسيحي المؤمن يشير جوزف الهاشم في حديث خاص لوكالة “شفقنا” الى ان الامام الحسين هو المندور السماوي للشهادة وان ثورته ثورة انسانية تعني الانسان في كلّيته وانتمائه عند المسلمين والمسيحيين، مشددا على ان ثمة خطا شعاعيا بين ثورتين، فالمسيح صلب من اجل انقاذ الانسان من الخطيئة الاصلية والحسين استشهد من اجل انقاذ الدين من الخطيئة الاصلية والانحراف والتحريف.
يرى الهاشم ان الامام علي يصادر بمحبته المسيحيين الذين يغوصون في محيطات الادب والفكر فقال: “انا وسائر المسيحيين الآخرين الذين ولجوا باب العلم من فروعه كافة، عندما يغوصون في محيطات الادب والفكر والورع لا بد من ان يصلوا الى الامام علي فيصادرهم بمحبته وعلمه وثقافته وورعه”.
ويتابع “الامام الحسين هو المندور السماوي للشهادة، هكذا بشر جبريل الرسول ولو لم يغسل الامام الحسين يديه من الحياة عازما على تنفيذ أمر الله لكان على الاسلام السلام وعلى الشهادتين السلام وعلى السلام في الارض السلام، ولكان الذي في الانسان قد تضخمت شراراته واطلق النار على الاله الذي في ذاته، كان في استطاعة الحسين ان يتراجع وهو في منتصف الطريق الى العراق لو لم يكن الامر يتعلق بانقاذ الدين واحياء الحق ومصير الامة”.
ويقف الوزير الهاشم امام المفاهيم التي تحملها الثورة بأبعادها متسائلا: لماذا قاد الامام الحسين نفسه الى الثورة وهو يعرف انه سيستشهد وأهله؟، لافتا الى ان ثورته حمت الدين من التعرض للتحريف والانحراف، ففي بعدها الانساني حررت الانسان من عبادة المادة واكدت ان له قيمة على صورة خالقه، اما في بعدها السياسي فقد كانت تصويبا لخط الخلافة وارتقاء ممارسة الحكم الى مستوى المبادئ القرآنية التي نادى بها الاسلام.
ولأن مفهوم التضحية والآلام كان له نصيب في مسيرة حياة الإمام الحسين والسيد المسيح، يعرج الوزير الهاشم على قصة وهب المسيحي من قبيلة عربية الذي رأى المسيح في المنام وامره ان يستشهد بين يدي الحسين في كربلاء، ما يعني ان ثمة خطا شعاعيا بين الثورتين، فالمسيح صلب من اجل انقاذ الانسان من الخطيئة الاصلية والحسين استشهد من اجل انقاذ الدين من الخطيئة الاصلية والانحراف والتحريف بعدما انتشر آنذاك تحريف كلام الرسول.
ولأن ثورة الحسين ليست عابرة للطوائف والمذاهب، شدد الهاشم على انها ليست ثورة شيعية حسينية مذهبية حصرية بل هي ثورة انسانية شاملة تعني الانسان في كلّيته وانتمائه عند المسلمين والمسيحيين على السواء وتعني تحقيق حقوق الانسان في كل آن وزمان ومكان.
واكد في الوقت عينه ان هناك تعتيم مطلق على التاريخ كل التاريخ لاسيما الديني منه، وخصوصا اليوم وكأننا عدنا نعيش دولة النظام القيصري حيث القمع والهيمنة الظلم والطغيان وشراء الضمائر باختلاس بيت المال، ولهذا نحن لا نزال في هذه العتمة الانسانية والدينية والتاريخية، لافتا الى انه يجب ان تصطفى الثورة من هذا المسلسل التاريخي لابناء اهل البيت، فالإمام علي أنقذ الدين يوم النفير والاقطاعات وكذا فعل الإمام الحسين وانقذه من الانحراف، داعيا شباب الجيل الى التعمق بهاتين السيرتين والاستشهاد بالشهادتين، لانه لو لم يستشهد الامام الحسين لكان السلام على الشهادتين معا، وعليهم ان يتعمقوا في خطى الرسالة الامامية وخطى اهل البيت وانهم في ذلك معظمون.
ملاك المغربي