شفقنا -شهدت مدينةُ كربلاء المقدّسة اليوم (13محرم 1440هـ) الموافق لـ(23 أيلول 2018م) انطلاق مواكب القبائل العراقيّة تتقدّمُهم قبيلةُ بني أسد لإحياء ذكرى دفن الأجساد الطاهرة لسيّد الشهداء وأهل بيته وأصحابه المنتجبين (عليهم السلام) الذين سقطوا في واقعة الطفّ عام 61هـ.
وكانت نقطةُ انطلاق هذه المواكب من جوار مرقد السيّد جودة شرق مركز كربلاء متوجّهين عبر الشارع المحيط بمركز المدينة القديمة ومن ثمّ شارع قبلة الإمام الحسين(عليه السلام)، وبعد دخوله الى المرقد الطاهر ومنه عبر ساحة ما بين الحرمين و يختم العزاء مسيره عند مرقد بطل الطفّ الخالد وحامل رايته أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) معيدين الى الأذهان ذكرى دفن الأجساد الطاهرة لشهداء يوم عاشوراء الخالد.
وتذكر الروايات أنّه في اليوم الثالث من شهادة الحسين وآله(عليهم السلام) حضر الى الطفّ يومها مجموعةٌ من نساء بني أسد، فرأين الجثث المقطّعة والمتروكة بلا دفن ولا رؤوس في منظر مهيب يُنبئ بأكبر فاجعةٍ عرفتها البشريّة عبر التأريخ، فتوجّه بنو أسد حاملين أدوات الدفن معهم إلى حيث الواقعة حينها وقفوا حيارى تجاه الأجساد التي لفحتها شمسُ كربلاء فلا يعرفون لمن هذه الجثث أو تلك، فالرؤوس كانت مقطوعة وغير موجودة، وفي ذلك الوقت حضر الإمام زينُ العابدين(عليه السلام) وعرّفهم بنفسه وطلب منهم الإعانة أن يواروا الجثث الثرى، وهكذا فعلوا وشاركوا الإمام فكانت لهم هذه الميزة التاريخيّة، فهذه وبشكلٍ مختصر المكوّن الأساسي من حيث المنبع لعزاء بني أسد الكبير.
كيف تأسس موكب عزاء بني اسد
وتنقل المصادر التاريخية, ان اول من وصل الى كربلاء لدفن الاجساد الطاهرة كانت قبيلة بني اسد ثم وصل الامام السجاد عليه السلام من الكوفة الى كربلاء ليقوم بتجهيز الامام الحسين واصحابه وحفر القبور ودفن الاجساد الشريفة.
ويعرف هذا اليوم في كربلاء بانه يوم انطلاق مواكب عزاء بني اسد والعشائر العراقية.
ويوضح المؤرخ الكربلائي سعيد زميزم للموقع الرسمي , اذ يقول ان “تاريخ مواكب العزاء الخاص بيوم الدفن يعود الى مطلع القرن العشرين, إذ بادر السيد جودة القزويني وهو احد اعيان مدينة كربلاء وقبره معروف في المدينة , بالتأسيس لهذه المراسيم، حيث قام بجمع العشائر الموجودة في كربلاء للذهاب الى قبر الامام الحسين واخيه العباس عليهما السلام على شكل مواكب تتقدمها عشيرة بني اسد”.
ويضيف زميزم , استمرت هذه المراسيم حتى عام 1970 حيث بدأ التضييق عليها من قبل النظام البائد، وانتهت بشكل كامل”.
وبعد سقوط النظام الصدامي عام 2003 عادت هذه المواكب لتحيي مراسيم يوم 13 من محرم ولكن بشكل اكبر وبمشاركة جميع العشائر العراقية.
النهایة