شفقنا – أثار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان احتمال استخدام مواد سامة في القنصلية السعودية بإسطنبول، التي يرجح أن الصحفي جمال خاشقجي قُتل داخلها قبل أسبوعين، في حين يتم مساء اليوم الثلاثاء تفتيش منزل القنصل السعودي بعد تفتيش القنصلية وجمع أدلة من داخلها.
فبعد ساعات من خروج المحققين الأتراك من القنصلية السعودية، قال أردوغان في تصريحات للصحفيين خلال اجتماع لحزب العدالة والتنمية في أنقرة؛ إنه يأمل التوصل بأسرع وقت إلى رأي مقنع في هذه القضية، لأن التحقيق ينظر في عدة أشياء؛ بينها مواد سامة ومواد أخرى تمت إزالها بعد طلائها.
وأضاف أن تفتيش القنصلية السعودية في إسطنبول سيستمر، والهدف هو الوصول إلى نتيجة تكشف ما حصل في قضية جمال خاشقجي.
ولم يوضح الرئيس التركي إذا كانت المواد السامة التي أشار إليها استخدمت في قتل خاشقجي أو في التخلص من جثته التي تم تقطيعها، وفق مصادر أمنية تركية.
وفي وقت سابق، أفادت وسائل إعلام تركية بأن تركيا أطلعت دولا بينها الولايات المتحدة على تسجيلات صوتية ومرئية تثبت تعذيب وقتل الصحفي السعودي بُعيد دخوله قنصلية بلاده بإسطنبول في الثاني من الشهر الحالي.
و افادت الوکالات نقلا عن مصادر مطلعة أن تسجيلات صوتية بحوزة جهات التحقيق التركية تكشف تفاصيل واضحة عن قتل خاشقجي بعد ضربه وحقنه بإبر لا يعرف إذا كانت تحوي مخدرا أو مادة سامة.
عمليات التفتيش
في الأثناء، من المقرر أن يدخل المحققون الأتراك مساء اليوم منزل القنصل السعودي محمد العتيبي لتفتيشه بحثا عن أدلة “حاسمة” في قضية اختفاء خاشقجي.
و من المتوقع أن يبدأ التفتيش مع غروب الشمس، وسط إجراءات أمنية مشددة على غرار ما جرى مساء أمس بالقنصلية.
وأضاف أنه سيكون على رأس الجانب التركي في الفريق المشترك التركي السعودي نائب رئيس المدعي العام الجمهوري، ومدير شعبة البحث الجنائي وخبراء بهذا الجهاز، ونائبان لمدير الأمن العام بإسطنبول وضباط مختصون في القضايا الجنائية، ونائب مدير مكافحة شعبة الإرهاب في إسطنبول.
وتابع أن وجود شخصيات مهمة في فريق التفتيش مثلما حصل أمس يدل على مدى اهتمام الجانب التركي وتوخيه الدقة خلال عمليات التفتيش التي كانت نتائجها الأولية العثور على أدلة بالقنصلية تدعم فرضية مقتل خاشقجي داخلها.
كما نقلت الوکالات إن مقر إقامة القنصل لا يقل أهمية عن القنصلية لأنه أحد مراكز التنقل خلال إخفاء أو قتل خاشقجي، حيث إن الفريق الأمني السعودي والسيارات ترددوا على المنزل الذي يبعد نحو ثلاثمئة متر فقط عن القنصلية، وقد تكون فيه جثة خاشقجي.
وبعد اكتمال التفتيش ستكون هناك تقارير رسمية تُقدم من فريق التفتيش التركي والسعودي إلى الجهات السياسية العليا في البلدين، والتي بدورها ستقرر الخطوات اللاحقة إذا ثبت قتل خاشقجي. وكان فريق التحقيق التركي غادر القنصلية فجر اليوم بعد نحو تسع ساعات من التفتيش.
وقال مصدر في مكتب المدعي العام التركي إن الفحص الأولي داخل القنصلية السعودية أظهر أدلة بارزة على مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، رغم محاولات طمسها، وتدعمُ الأدلة التي وجدت شبهةَ تعرّض خاشقجي لجريمة قتل داخل القنصلية.
وأضاف أن الفريق التركي فتش جميع غرف القنصلية وحصل على أدلة مهمة. و افادت الجزيرة إن المحققين الأتراك أخذوا عينات من جدران بعض غرف القنصلية ومن تراب الحديقة الداخلية.
النهایة