شفقنا-أكد ممثل المرجعية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي على ضرورة تجنب التسقيط الديني والتعرض للرموز الدينية والتشويه الفكري.
وعبر منبر الجمعة من داخل الصحن الحسيني الشريف، قال الشيخ عبد المهدي الكربلائي إننا “مبتلون بأنواع من التسقيط ومنها التسقيط الديني الذي أكد أنه على ثلاثة أشكال، منه التشويه الفكري والتسقيط للكيان والفرقة التي تعتقد بهذا الفكر وكذلك تسقيط الرموز الدينية”.
وبين ممثل المرجعية العليا ان “كل فكر ديني معين له رموز واضحة في استقامتها الدينية سيرتها وكمالها ولا يمكن التعرض لها فيتم اللجوء الى التشويه الفكري”، موضحا ان “الفكر الديني له حقائق علمية وعقائدية ويلجأ البعض لتشويها بالتزوير وأحيانا بالتفسير والتأويلات بما يتناسب أهواء الجهة التي تريد إسقاط هذه الفكر”.
وتابع بالقول: “البعض يلجأ الى سلب مقامات وفضائل حسنة لهذا الكيان الذي يعتقد بهذا الفكر ونسب أمور سيئة له من أجل تسقيطه امام المجتمع وأحيانا ينسب الى الكيان والفرقة التي تعتقد بهذا الفكر أفعال شنيعة وتصرفات سيئة من أجل تسقيطه”.
ونوه الوكيل الشرعي للعتبة الحسينية إلى أن “من جملة هذا التسقيط الديني هو ما يتعرض له العلماء الصالحين وأفاضل أهل العلم والمؤمنين من حملة كذب وافتراء وتشويه لصورة هؤلاء الذين هم من القادة والرموز المحترمة والتي على ضوئها ينسب لها الفكر واحيانا تكون بفبركة قصص وهمية وأفعال كاذبة من أجل تسقيط هذه الرموز المجتمعية في سبيل عزلهم إجتماعياُ حتى تفرغ الساحة للمضلين وأصحاب الفكر المنحرف”.
وشدد ممثل المرجعية العليا على ان “خطورة هذا التسقيط عندما تتوفر لهم مواقع التواصل التي لديها القدرة على الفبركة والكذب الذي ينطلي للأسف على السذج من البسطاء وهو الأخطر عندما تسقط هذه الرموز وتفقد قوتها عند المجتمع وعزل الناس عنها وبالتالي عزلهم عن الفكر”، داعيا الى “ضرورة تثبت الشخص مما يكتب قبل نشره”.
وأكد الكربلائي ان “جلالة الشخص والرمز الديني أمر مهم في تقوية الفكر، والتعرض لهم هو أخطر أنواع التسقيط ونرى هذا كثيراً في التسقيط الاجتماعي ومن جملتها ان الإنسان يتتبع زلات وأخطاء الاخرين ويقوم بنشرها على نطاق واسع ويشهر به ويؤدي إلى تسقيطه ومن يفعل ذلك عليه أن يعي قول الرسول: “{لا تطلبوا عثرات المؤمنين فان من تتبع عثرة أخيه، تتبع الله عثرته، ومن تتبع الله عثرته فضحه ولو في جوف بيته}”.
وأضاف الشيخ الكربلائي “يتم أحياناً التسقيط بالكذب والافتراء والمشكلة ان مواقع التواصل الاجتماعي لديها قدرة عجيبة على إقناع الآخرين وان كان هذا الشيء كذباً وإفتراءً بالتفنن بحيث تنطلي على أغلب الناس إلا من رحمه الله ويتثبت ويتدقق وهناك آخرون يكبرون ويضخمون الأخطاء والزلات ولا يعطي حجمها الحقيقي”.
وشدد على ضرورة “حفظ الأسرار الاخلاقية والاجتماعية والمالية والخصوصيات التي قد تكون أحياناً اعتيادية ولكن يجب أن تكون سراً خاصة بما يتعلق بالنساء”، محذرا من “خطر وسائل التواصل التي تهدد السلم الاجتماعي وسمعة العوائل والنساء والرجال التي قد تؤدي أحياناً الى القتل ولابد ان يكون الانسان حريصاً ويحفظ هذه الأسرار بصندوق مغلق ولا يعطي ذريعة للآخرين كي يتصدوا هذه الزلات والعثرات لنشرها”.
واستطرد ممثل المرجعية بالقول “بعض الأحيان نتصور ان بعض الأفعال والتصرفات بسيطة وسهلة ولكنها عظيمة عند الله، وكم من مواقع التواصل التي تمزق بعض الرموز والشخصيات الدينية بل حتى الإنسان العادي وإن كان غير المؤمن الذي يجب حفظ كرامته ومروءته أمام المجتمع”.
انتهى