شفقنا -نظّمت العتبةُ العبّاسية المقدّسة رحلةً لعددٍ من عوائل شهداء وجرحى الحشد الشعبيّ لزيارة مرقد السيّدة زينب(عليها السلام) والعلويّات في العاصمة السوريّة دمشق، وذلك ضمن سعيها واهتمامها الكبير صوب ملبّي نداء المرجعيّة الدينيّة العُليا، الذين قدّموا أرواحهم فداءً للوطن والعقيدة وساروا على نهج سيّدهم سيّد الشهداء(عليه السلام)، وتجسّد ذلك من خلال متابعتها المستمرّة والمتواصلة لعوائل الشهداء الكرام والجرحى الأبطال، وما هذه الرحلة إلّا واحدةٌ من بين العديد من المبادرات التي سبقتها في هذا المضمار.
الرحلة كانت تحت إشراف فرقة العبّاس(عليه السلام) القتاليّة التي حدّثنا مشرفُها عنها قائلاً: “مبادرةٌ كريمة من قِبل العتبة العبّاسية المقدّسة وبرعايةٍ من المتولّي الشرعيّ لها سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزّه)، الذي أوعز بتسيير قافلةٍ كبيرة لزيارة مرقد السيّدة زينب(عليها السلام) إحياءً لذكرى وفاتها الأليمة، حيث ضمّت الرحلة مجموعةً من عوائل الشهداء الأبرار الذين ذادوا عن تراب وطننا الغالي، ومجموعةً من الجرحى الأبطال الذين رسموا صور البطولة والتضحية في معارك العزّ والشرف، بتلبيتهم المباركة للفتوى المقدّسة للمرجع المفدّى التي حمت الأرض والعِرْض والمقدّسات”.
ضيوف الحوراء زينب(عليها السلام) في قافلة فرقة العبّاس(عليه السلام) القتاليّة عجزوا عن وصف مشاعرهم وهم يجدّدون العهد والولاء ويتشرّفون بخدمة الزوّار الكرام، وثمّنوا هذه المبادرة الكريمة التي قدّمتها لهم العتبةُ العبّاسية المقدّسة.
وإحياءً لذكرى شهادة عقيلة بني هاشم السيّدة زينب(عليها السلام) واستذكاراً لهذه المناسبة الأليمة، وضمن برنامجها الخاصّ بإحياء هذه الفاجعة التي ألمّت بالمسلمين عامّةً والبيت النبويّ خاصّة في مثل هذا اليوم الخامس عشر من شهر رجب الأصبّ، أقامت الأمانةُ العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة صباح اليوم السبت (15 رجب 1440هـ) الموافق لـ(23 آذار 2019م) مجلساً للعزاء خاصّاً بالمنتسبين على قاعة تشريفات العتبة المقدّسة، وهو تقليدٌ دأبت على إقامته في إحياء ذكرى أحزان البيت المحمديّ(صلوات الله عليهم).
واستُهِلّ المجلسُ بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم ثمّ محاضرةٍ دينيّة للسيّد أحمد الطويرجاوي من قسم الشؤون الدينيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة، وقد بيّن فيها: “اليوم نحن جالسون في عزاء السيّدة زينب(عليها السلام) التي يسمّونها بطلة كربلاء، فماذا عسانا أن نقول عنها؟ عندما نقرأ ونتحدّث عن حياتها وندقّق في التاريخ نجده يقول: ما كان بينها وبين الإمام المعصوم إلّا العصمة فقط، يعني هي غير معصومة وإلّا علمُها وزهدُها وتقواها وعبادتها وفصاحتها نفس المعصوم والتاريخ يشهد على هذا الكلام، يقول: لمّا وُلدت زينب(سلام الله عليها) قالت أمّها الزهراء(عليها السلام) لأبيها: يا عليّ سمِّ هذه المولودة. فقال: ما أسبق بتسميتها أخي وابن عمّي رسول الله، أريدُ منه أن يسمّيها هو”. لمتابعة باقي المحاضرة اضغط هنا
واختُتِم المجلسُ بمرثيّةٍ عزائيّة وضّحت وسلّطت الضوء في أبياتها على ما عاشته وقدّمته السيّدة زينب(عليها السلام) خلال فترة حياتها.
الجديرُ بالذّكر أنّ العتبة العبّاسية المقدّسة قد أعدّت برنامجاً ومنهاجاً عزائيّاً وتوشّحت بالسواد، وأعلنت أقسامها الخدميّة كافة عن استعدادها التامّ لاستقبال جموع المعزّين والمواكب الحسينيّة بهذه المناسبة الأليمة، كما سينطلق موكبُ عزاءٍ خاصٍّ بالعتبتين المقدّستين لتقديم التعازي والمواساة لأخيها سيّد الشهداء(عليه السلام).
لم يقتصر دورُ أبناء فرقة العبّاس(عليه السلام) القتاليّة على توفيرها الأمن ومساهمتها في حفظ البلاد من شرور الأعداء في جميع قواطع مسؤوليّتها، بل كانت لها مشاركةٌ ومساهمة أخرى من نوعٍ آخر تُضاف الى سلسلة مشاركاتها السابقة في إحياء شعائر الله، باستذكار ولادات ووفيات أئمّة أهل البيت(عليهم السلام) وتقديم ما يلزم تقديمه من خدماتٍ لزائريهم، فقد امتدّت كفُّهم الأخرى لنيل شرف الخدمة الزينبيّة في سوريا لخدمة المعزّين بذكرى استشهاد بطلة كربلاء الحوراء زينب(عليها السلام).
حيث قامت فرقةُ العبّاس(عليه السلام) القتاليّة بنصب موكبٍ حسينيّ خدميّ بالقرب من المرقد الزينبيّ الطاهر، اشترك فيه عددٌ من ممثليّاتها ووحدات الإغاثة والدعم التابعة لها، وذلك لتقديم مختلف الخدمات للزائرين الوافدين.
المشرف على الفرقة الأستاذ ميثم الزيدي كان متواجداً هناك وأجرت شبكة الكفيل لقاءً معه فبيّن قائلاً: “تشرّفت فرقةُ العبّاس(عليه السلام) القتاليّة بحضور مراسيم عزاء السيدة زينب(عليها السلام) في ذكرى وفاتها، وذلك بتوجيهٍ من سماحة المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة، وهناك برنامجٌ كاملٌ للوفد المبارك ومن جملته هو إقامة هذا الموكب الحسينيّ، الذي عمل على تقديم وجبات الطعام والشراب بمختلف أصنافه بالإضافة إلى مشاركته مع موكب عزاء أهالي كربلاء المقدّسة”.
وأضاف: “نحن جئنا وهدفنا الأساس هو خدمة ضيوف الحوراء زينب(عليها السلام) مثلما كنّا نخدم ضيوف كافلها أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، وذلك بعد أن لبّينا نداء المرجعيّة الرشيدة في النجف الأشرف، وهذا فضلٌ كبير من الله أن نلبّي الفتوى المباركة ونحيي شعائر الله جلّ وعلا”.
النهایة