شفقنا-خاص- البسطاء من الناس هم من يحتارون في أمر الادارات الامريكية ،وخاصة الادارة الحالية برئاسة دونالد ترامب ، عندما تصنف الدول والجماعات بمقاييس عجيبة غريبة ، حيث تضع من تشاء في خانة الارهاب ، وتضع آخرين في خانة محاربي الارهاب ، بينما ما يجري على الارض يتناقض بالمطلق مع هذه التصنيفات الامريكية.
الحيرة ليس لها مكان ، لدى العارفين بالسياسة الامريكية ، التي تجعل من الكيان الصهيوني القياس الذي من خلاله يمكن تصنيف الارهابيين من غيرهم ، فأي دولة او حزب او حركة او شخصية ، تقف موقفا مناهضا من هذا الكيان المغتصب لاقدس مقدسات المسلمين والمشرد لملايين الفلسطينيين ، يصنفون مباشرة في خانة الارهاب ، حتى لو حاربوا شياطين الانس والجن ، اما الدول والحركات والاحزب والشخصيات ، التي تنبطح امام “اسرائيل”وتطبع معها وتتذلل لها وتبيع مقدساتها وكراماتها ، فيصنفون مباشرة في خانة المعتدلين ومحاربي الارهاب ، حتى لوتحالفوا مع شياطين الانس والجن.
من منا لا يعرف لولا مساعدة ايران ، وخاصة حرس الثورة الاسلامية ، للعراق وسوريا لكانت الجماعات التكفيرية الارهابية مثل القاعدة و داعش ، مازالت تزهق ارواح السوريين والعراقيين الابرياء امام مرآى ومسمع امريكا والعالم المتحضر ، الامر الذي ما انفك يردده كبار المسؤولين في العراق وسوريا ، وتشهد على ذلك اسماء الاف الشهداء الايرانيين الذين اختلطت دماؤهم مع دماء الشهداء العراقيين والسوريين.
داعش اقتربت نحو اربعين كيلومترا من بغداد عام 2014 ، والقاعدة والتكفيريون كانوا يعشعشون في ضواحي دمشق ، ولم تحرك امريكا ساكنا ،بل كانت على العكس تماما ، تمد الارهابيين بكل اسباب القوة بهدف استنزاف البلدين وتمزيق جغرافيتهما وتشتيت شعبيهما ، الا انه بفضل الله ، وبهمة الشعبين السوري والعراقي ، وبمساعدة حرس الثورة الاسلامية في ايران، طويت هذه الصفحة السوداء والى الابد.
حرس الثورة الاسلامية ، هذه القوة القاهرة للارهاب التكفيري المدعوم من امريكا والكيان الصهيوني ، تحول الى “تنظيم ارهابي ” من وجهة نظر امريكا ، لانه افسد على امريكا مخططاتها ،وأقبر اسطورة الجيش “الاسرائيلي” الذي لا يقهر والى الابد ، بعد ان صنع اجيالا من المقاومين الابطال في لبنان وفلسطين والعراق.
على مدى عقدين من الزمن وقوات الاحتلال الصهيوني كانت تحتل جنوب لبنان ، وكانت قد وصلت الى بيروت ، وما كانت لتخرج من المناطق التي دخلتها ، لولا مساعدة ايران وحرس الثورة الاسلامية ، للشباب اللبناني المقاوم ، الذي شكل قوة ضاربة متمثلة بحزب الله ، الذي طرد المحتلين وطهر جنوب لبنان من دنس الصهاينة.
اما في فلسطين المحتلة ، وعندما اوشكت امريكا على تصفية القضية الفلسطينية عبر اتفاقيات وهمية بين بعض الفلسطينيين والعرب من جانب وبين الكيان الغاصب للقدس من جانب اخر ، كان الشباب الفلسطيني الذي فقد الامل بالانظمة والحكومات العربية ، يستلهم كل معاني العزة والاباء والمقاومة من الثورة الاسلامية في ايران ، فخرجت حركة حماس وحركة الجهاد الاسلامي ، الى الوجود لتقضا مضاجع الصهاينة ، ولتؤكدا ان الشعب الفلسطيني شعب لا يقهر وان قضيته لن تموت.
اما في العراق ، فكادت امريكا تُعيد هيمنة فلول البعث على العراق ، الذين تسربلوا بلباس التكفيريين ، واحتلوا ثلث العراق خلال ايام ووصلوا الى اسوار بغداد ،ولكن بفضل الله ، وبحكمة المرجعية الدينية العليا ، وبهمة ابناء الشعب العراقي ، وبمساعدة حرس الثورة الاسلامية ، ولد وليد مبارك من رحم كل تلك الهزائم ، فكان الحشد الشعبي ، الذي قلب الطاولة على امريكا واذنابها والتكفيريين ، وطهر العراق من دنسهم.
لهذه الاسباب وغيرها ، ادرجت امريكا ، حرس الثورة الاسلامية في ايران ، على لائحة الارهاب ، فحرس الثورة هي القوة الوحيدة المتبقية ، التي تذكر العرب والمسلمين بامجادهم وعنفوانهم وكبريائهم ، وهي القوة التي تمدهم بكل معاني الشجاعة والتضحية والاقدام ، في زمن الذل والهوان والمهانة.
*جمال كامل
انتهى