شفقنا-خاص- “مثير أن نرى نائبات تقدميات ديمقراطيات في الكونغرس يقلن بنبرة عالية للشعب الأميركي، أكبر وأعظم دولة في العالم، كيف ندير حكومتنا .. أنّهن جئن من دول تعاني حكوماتها من أوضاع كارثية هي الأسوأ والأكثر فساداً والأقل كفاءة في العالم ..لماذا لا ترجعن وتساعدن في إصلاح الأماكن الموبوءة بالجرائم من حيث أتيتن .. هذه الأماكن في أمسّ الحاجة إلى مساعدتكن .. إني واثق من أن نانسي بيلوسي ستكون مسرورة جداً للحصول على رحلات مجانية”.
هذا الكلام العنصري والمتغطرس والموبوء بالكراهية والحقد على الاخرين، هو تغريدات لرئيس دولة، تتبجح وبصلافة بانها اكبر ديمقراطية في العالم، واكبر منادية لحقوق الانسان والكرامية الانسانية وحرية التعبير، واحتلت وغزت دولا،وقتلت ملايين البشر،تحت ذريعة محاربة الاستبداد والدكتاتورية والدفاع عن حقوق الانسان والديمقراطية، انه الرئيس الامريكي العنصري والمهووس بالتفوق العرقي دونالد ترامب.
الملفت ان هذا الخطاب العنصري الذي يزكم الانوف، لم يتقيأ به ترامب، ضد الاجانب، بل هو كلام موجه ضد نائبات امريكيات في الكونغرس الامريكي عن الحزب الديمقراطي، انتخبهن الشعب الامريكي، الا انهن لا يستحقن من وجهة نظر ترامب العنصري المقيت، ان يعشن في امريكا، والسبب بشرتهن الملونة!!.
الخطاب الكريه لترامب كان موجها إلى النائبات ، مثل ألكسندريا أوكاسيو ــ كورتيز من نيويورك، وإلهان عمر من مينيسوتا، وأيانا بريسلي من ماستشوسيتس، ورشيدة طليب من ميشيغن، لم ينس ان يعزف على الوتر الذي يغازل فيه الصهيونية العالمية وجماعات تفوق العرق الابيض في امريكا،عندما اتهم النائبات ب”انهن يكرهن إسرائيل بقوة”.
كل هذه الهجمات العنصرية الصارخة، كان سببها موقفهن المناهض للسياسة العنصرية لترامب ازاء المهاجرين وممارساته غير الانسانية ضدهم والمتمثلة بسجن المهاجرين وتفريق الاطفال عن الاباء والمهمات، وهي ممارسات تتعرض مع ابسط حقوق الانسان التي ترفع امريكا رايتها كذبا ونفاقا.
مواقف ترامب هذه تكشف حالة مرضية مزمنة في المجتمع الامريكي، تم التغطية عليها منذ زمن طويل، الا ان هذا المرض استفحل وبدت عوارضه تنتشر في الجسد الامريكي، الذي افرز شخصية عنصرية رعناء متعجرفة متغطرسة، تؤمن بتوفق العرق الابيض، مثل ترامب ومن يحيطون به ، لا يرون في الامريكيين، حتى لو كانوا ينحدرون من اجداد امريكيين، حق العيش في امريكا، مادامت بشرتهم ملونة.
عندما نقول ان من يحيطون بترامب ، جميعهم عنصريون، فاننا لا نتهمهم، فالادارة الامريكية الحالية، كلها تدافع عن مواقف ترامب العنصرية الامريكيين الملونين والمهاجرين، فكل تغريدة عنصرية ، وكل تصريح عنصري،وكل ممارسة عنصرية، وكل قرار عنصري ، يصدر عن ترامب،ترى اعضاء ادارته يدافعون عن تلك التغريدات والتصريحات والممارسات والقرارات، ويتهجمون على كل من ينتقدها.
امريكا ترامب العنصري، هي امريكا الحقيقة التي يجب ان يعرفها العالم دون رتوش، فامريكا ترامب، هي امريكا التي استعبدت السود، والتي القت بالقنابل الذرية على اليابان، والتي دافع ومازالت عن الكيان الصهيوني العنصري الغاصب لاقدس مقدسات المسلمين، التي ساندت ودافعت عن ابشع الدكتاتوريات العسكرية والقبلية والاسرية في العالم، التي غزت البلدان وقتلت الملايين من البشر في العالم اجمع، والتي ناصبت العداء للانظمة الديمقراطية التي تاسست على اصوات الشعوب،وفرضت عليها عقوبات تجويعية بغرض اركاعها واذلالها واعادتها الى الحظيرة الامريكية.
الامر الذي يحز في النفس ان العنصري ترامب الذي نبذه حلفاؤه الغربيون، لعنصريته الصارخة، ولرعونته وجلفه وحمقه، ينبطح امامه انبطاح العبيد، من يصفون انفسهم بقادة وزعماء البلدان العربية، بينما هو لا يكف عن اهانتهم واذلالهم وحلبهم وافراغ خزائنهم.
إنتهى