شفقنا -وجه ممثل المرجعية العليا السيد أحمد الصافي عبر منبر الجمعة في كربلاء المقدسة، انتقادا شديد اللهجة لساسة العراق والمسؤولين الحكوميين متسائلا بالقول: “أين ذهبت أموال البلد بأرقامها المرعبة.. ولماذا تستمر معاناة الشعب العراقي؟”، وفيما طرح تساؤلات على أصحاب القرار، قال إننا نطالب من سنين محاربة الفساد ولم يتحقق شيء.
وجه ممثل المرجعية الدينية العليا السيد أحمد الصافي في خطبة الجمعة، من الصحن الحسيني بكربلاء، مجموعة من الأسئلة، التي قال إنه “لا يعرف أجوبتها”، بخصوص أموال العراق، وأين ذهبت.
وقال: “لدينا تساؤلات سياسية واقتصادية واجتماعية وهي تساؤلات مشروعة وقد لا تصل إلى آذان يمكن أن ترتب الأثر على ذلك وهي تحمل في طياتها معاناة وهي قطعا ليس من الصحيح أن تبقى وتحتاج إلى من يرفعها ووجدنا من المناسب أن تظهر من الأوراق والاتصالات أمام الملأ”.
وأضاف “هذه التساؤلات في عفويتها هي تطلعات شعب واختصاصات عندهم تساؤلات تحتاج إلى أجوبة وتطرح أمام من بيده القرار وستبقى هذه التساؤلات ما لم يوجد لها حل”، مبينا أن “محورها المركزي أن المواطن يشعر بالحيف ويطمح ويطمع أن تجاب”.
السيد الصافي بين أن المواطن العراقي المسكين يكون في وقت الانتخابات أعز شيء، وعندما تنتهي الانتخابات يعود إلى أسوأ مما كان عليه.
وأضاف أن المرجعية الدينية العليا قبل 15 عاما ولا زالت تركز على قضية الفساد المستشري في مؤسسات الدولة من خلال الخطب والبيانات، إلا انها لم تلمس أي جدية لمعالجة ذلك.
وتساءل السيد الصافي عن سبب عدم تصدي المسؤولين لمعالجة هذا الملف رغم أن قضية الفساد تهم الدولة وأن هنالك أموالا بأرقام مرعبة تسرق، والشعب يتضور جوعا ويعاني اقتصاديا خصوصا أنه مر بحصار وحروب عدة من بينها الهجمة الشرسة التي تعرض لها من قبل تنظيم داعش الإرهابي، لافتا إلى أن “استمرار المشاكل تستدعي وقفة جادة ممن بيده الأمر فإننا نسمع المعالجات وتغيب في الواقع”.
وتساءل السيد الصافي بالقول: “أين ذهبت أموال البلاد بأرقامها المرعبة، ولماذا ما زالت معاناة الشعب العراقي مستمرة”، مضيفا أنه “في كل يوم نسمع عن الفساد، وعن أرقامه الكبيرة والمهولة”، وأضاف أن “شباب عراقيين لديهم طاقات كبيرة، ولا يمتلكون أكثر من 5 آلاف دينار في جيوبهم”.
وتابع”هل هناك أفق لحل مشاكلنا وسقف زمني لذلك؟ أما آن الأوان كشعب أن يرتاح وأن تلبى له أبسط الحقوق” مشيرا “لدينا مئات الآلاف من العقول ولما لا نستجلبها ونجلس معها لحل المشاكل”.
وقال “تعب وتعب وتعب بات المواطن يفكر بمغادرة البلاد، ولماذا الدولة لا تربي الشعب على احترام القانون، فالبلاد تتجاذبها الرياح يميناً وشمالاً والجميع يتفرج”.
ولفت الصافي إلى أن “هنالك من يتخرج ولا يجد فرصة عمل بعد أن أمضى من عمره في الدراسة أكثر من 16 عاما، الأمر الذي يدفعهم للسفر خارج العراق بسبب الفراغ الكبير في حياتهم”.
وطرح ممثل المرجعية تساؤلات وقال: “لماذا لا يتم الاهتمام بالمحافظات الزراعية التي يمكن من خلالها الاعتماد في على المحاصيل الزراعية التي تغطي حاجة السوق المحلية”، وأضاف: “لماذا كل مرة يتم فيها الاهتمام بالزراعة يتم فتح الحدود أمام المحاصيل الأجنبية”.
وانتقد غياب الهوية للمحافظات العراقية وقال إن “هناك محافظة طبيعتها زراعية تضيف إلى البلد الجانب الزراعي وترفد المحافظات بالمحاصيل فلماذا هذه الهوية لا يحافظ عليها؟” مؤكدا أن “الزراعة في العراق تفتت وتبددت وتحول البلاد الذي كان يسمى يوماً ببلاد السواد الى حالة من التصحر”.
كما انتقد “فتح الحدود أمام استيراد المحاصيل الزراعية وخسارة الفلاح والمزارع العراقي الذي هجر زراعته بسبب هذه الإجراءات”.
وتابع السيد الصافي بالقول: “متى ينتهي التعب والمعاناة، نتمنى أن نجد من يجيب على هذه التساؤلات ويعطي الحلول وينهي المعاناة”.
النهاية