شفقنا -شهدت الأيام الماضية جدالا حادا حول دور الحشد الشعبي في العراق، بعد أن أكدت مصادر أمنية عراقية أن الانفجار الذي وقع في معسكر الصقر جنوبي بغداد قبل أيام، ناجم عن قصف نفذته طائرة مجهولة من خارج المعسكر الذي يضم أربعة مقرات لألوية تابعة للحشد الشعبي، من بينها منظمة بدر وجند الإمام وكتائب سيد الشهداء.
حقيقة وقوف إسرائيل وراء الانفجارات التي شهدتها معسكرات تابعة للحشد الشعبي في صلاح الدين وديالى وبغداد، لا تزال مجهولة بين نفي حكومي وتأييد من بعض المحللين والموقع الإعلامية.
السبب الأساسي الذي يعول عليه بعض الخبراء لدور إسرائيلي في قصف معسكرات الحشد هو الاعتقاد بأن إيران نقلت صواريخها الى معسكرات يديرها عناصر ينتمون الى فصائل الحشد الشعبي، مستبعدين فرضية الاحتراق بفعل ارتفاع درجات الحرارة، أو سوء التخزين.
من جانبها تؤكد بعض الصحف والمواقع الإسرائيلية إن طائرات تابعة للكيان الصهيوني هي من قصفت مواقع في العراق، بدءا من معسكر الشهداء في آمرلي وذلك بسبب “استغلاله من قبل إيران لإدخال الأسلحة عبر العراق إلى سوريا ولبنان للعمل ضد إسرائيل”.
مرورا بمعسكر أشرف في محافظة ديالى الذي يسيطر عليه منظمة بدر، وأخيرا معسكر الصقر جنوب العاصمة بغداد.
كما إن شركة إسرائيلية للتصوير بالأقمار الصناعية، نشرت هي الأخرى صورا لمستودع للأسلحة في جنوب بغداد، تظهر تعرضه لغارة جوية.
وقالت شركة “أميغ سات إنترناشونال” الإسرائيلية، الأربعاء، إن خصائص الضرر التي تم تحديدها في الصور تظهر أنه “من المحتمل أن يكون الانفجار الذي وقع في المعسكر قد نجم عن غارة جوية، أعقبتها انفجارات ثانوية للمتفجرات المخزنة في المستودع”، بحسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” في موقعها الإلكتروني.
من جانبه، أكد مسؤول دفاع عراقي أن “اسرائيل هي المسؤولة عن انفجار ضخم وقع في وقت سابق من الأسبوع في مستودع أسلحة تابع لجماعات مدعومة من إيران”، وقال إن “جميع المؤشرات تدل على أن إسرائيل تكمل، وربما بتأييد من الولايات المتحدة، ما بدأته في سوريا من استهداف لمواقع القوات الإيرانية”.
غارة جوية أم سوء تخزين؟
بدوره قال عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد، سعد المطلبي، إن “أسباب تفجير مخازن الأسلحة في معسكر الصقر بمنطقة الدورة ما تزال مجهولة خصوصاً أن كاميرات المراقبة في المعسكر لم تكن موجهة نحو الداخل بل كانت نحو الخارج فقط”، مبيناً بأن “المعطيات الأولية تشير إلى أن سبب الحادث هو حريق وان هناك سوء في تخزين تلك الأسلحة”.
وأوضح المطلبي بالقول: ”نستبعد فرضية القصف الإسرائيلي لكون إسرائيل لا تمتلك الطائرات المسيرة التي تستطيع الوصول إلى بغداد لتنفيذ هكذا ضربات دون رصدها”، لافتاً إلى أن “الأسلحة الموجودة في المخزن هي أسلحة تقليدية تستخدم في المعارك الصحراوية ولا توجد أسلحة غريبة تابعة لدول الجوار فيه”.
لكن خبير أمني أكد إن “التهديدات الإسرائيلية لا زالت قائمة باستهداف مواقع عراقية، سواءً باستخدام الطائرات المسيّرة أو إطلاق الصورايخ أو بواسطة عملاء لهم داخل العراق، وأن سيناريو الخزن غير الآمن لا يلغي فرضية الاستهداف الإسرائيلي”.
وأوضح أن “إسرائيل تعتقد بأن إيران نقلت صواريخها لهذا المستودع، وحفاظا على أمنها كان يجب حرق أو إعطاب وتفجير المخزن”، مبينا أن “إسرائيل لا تتشاور مع أمريكا أو أي من حلفائها في هذه الأمور”.
كما رجح الجنرال العسكري السابق، وقائد سابق لمديرية الإستخبارات العسكرية العامة، وفيق السامرائي اعتبر في مقال له، فرضية الضربات الإسرائيلية الجوية في العراق، وقال إن الحكومة الإسرائيلية دأبت على التكتم فيما يتعلق بالضربات الجوية مثلما تكتمت لسنوات على قصف المفاعل النووي جنوب بغداد 1981.
وأضاف السامرائي إن إسرائيل تخطئ الحساب إن عادت واستعدت أي طرف عراقي وإن مضت في قصف أهداف في العراق، فالسلاح كله تقليدي وبسيط ودفاعي والحشد وغيره معنيون بالدفاع عن العراق، وليس في حساباتهم حربا على إسرائيل، بل أنهم دافعوا ضد إرهابيين مدفوعين بشعار أجوف عنوانه “استعادة العراق”.
وأكد الجنرال العسكري السابق إن الحديث عن معسكرات إيرانية في العراق تهويل إعلامي فهي ليست في حاجة لمعسكرات متقدمة ولن تضع سلاحا مهما خارج حدودها.
النهاية