في خضم الجدل الدائر بشأن تخلي الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن الأكراد في شمالي سوريا، نشرت مجلة أتلانتيك تحقيقا مثيرا للقلق يكشف نظرة بعض الضابط الكبار في البنتاغون لقائدهم الأعلى.
وقد وضعت هذه المجلة على موقعها تقريرا مطولا لكاتبها المتخصص في الشؤون العسكرية مارك باودن أورد فيه شهادة عدد من كبار الضباط العسكريين الأميركيين ومن الموظفين المدنيين في وزارة الدفاع الأميركية، لافتا إلى أنه أراد من ذلك أن “يفهم كيف تبدو خدمة ترامب”.
وقد اختار الكاتب لتحقيقه الذي سينشر في النسخة الورقية لهذه المجلة في عدد نوفمبر/تشرين الثاني المقبل عنوان “الفوضى العامة”.
وذكر باودن أن هؤلاء الضباط اتفقوا على خمس صفات يتميز بها هذا الرئيس تدل على أنه “جاهل ومتقلب الأطوار في آن واحد معا”.
الصفة الأولى أنه رئيس “يكره الخبرة”، وهو ما أوضحه الكاتب بقوله إن ترامب لا يهتم كثيرا بتفاصيل السياسات، بل يحدد رأيه في المسألة وفيمن اختلف معه حتى وإن كان أعلم منه وأكثر خبرة ويصمه بأنه غبي، بطيء أو مجنون.
أما الصفات الثلاث التالية التي أجمع عليها الجنرالات فإنها الثقة الزائدة بالنفس لحد الغرور، إذ “لا يثق إلا في حدسه، كما أنه “يقاوم جميع الإستراتيجيات المتماسكة”، ناهيك عن كونه “يتناقض تلقائيا”.
والصفة الخامسة لترامب هي نظرته “التبسيطية والقديمة” للجيش والجنود، فهم بالنسبة له محاربون “أقوياء للغاية” يضطرون في بعض الأحيان إلى أداء مهام قذرة، وتجب حمايتهم حتى لو كانوا “متهمين بارتكاب جرائم حرب” يقول باودن الذي يذكر في هذا الإطار أن ترامب قد أصدر عفوا عن العديد من الجنود الأميركيين المدانين بارتكاب جرائم، بما في ذلك في العراق.
ويلخص باودن رأي هؤلاء في ترامب بأنه يكشف أن هذا الرئيس الأميركي جاهل وحساس للنصيحة وللمعرفة وحتى للتفكير، ويمكنه أن “يشعل النار بسهولة كبيرة”.
وفي حالة حدوث أزمة أمنية مفاجئة وخطيرة تتطلب ردا سريعا فإن ترامب “سيخاطر بإطلاق النار دونما تبصر” وفقا لأحد الجنرالات، و”أسوأ شيء هو أنه يمكن أن يكون رئيسا لمدة خمس سنوات أخرى” كما يقول جنرال آخر.
النهاية