شفقنا-خاص- رغم محاولات نائب رئيس المجلس السيادي ورئيس قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو المشهور ب”حميدتي”، التنكر من قراره الذي اصدره والقاضي بإعادة 10 آلاف جندي من قواته التي تقاتل الى جانب تحالف العدوان السعودي الاماراتي ضدالشعب اليمني،الى السودان،بسبب ما قيل عن تزايد المخاطر الامنية التي تهدد السودان، الا ما ترشح عن الصحافة السودانية خلال الايام القليلة الماضية لا تبقى اي شكوك بشأن حقيقة هذا القرار.
الصحافة السودانية ذكرت ان حميدتي قال خلال اجتماع ثلاثي حضره ممثلو مجلس السيادة ومجلس الوزراء وقوى الحرية والتغيير، انه سوف لن يرسل قوات جديدة إلى اليمن بديلة للقوات التي عادت الى الخرطوم،دون ان يذكر الاسباب التي دعته الى اتخاذ هذا القرار قي ذلك هذا الاجتماع، الا ان الصحافة السودانية تطرقت الى جملة من الاسباب سنمر عليها لاحقا في هذا المقال.
هناك من اعتبر تهديد مسلحي بوكو حرام الذين بدأوا ينشطون في الجنوب الغربي من حدود السودان بانه السبب وراء سحب الجنود السودانيين من حرب اليمن ، وهناك من اعتبر ان حميدتي الذي تطارده جرائم الحرب التي ارتكبها في دارفور وقسوته المفرطة في قمع الحراك الشعبي للشعب السوداني الذي اذهب ضحيته المئات بين قتيل وجريح، يجاول ان يحسن صورته من اجل تمهيد الارضية امامه للوصول الى سدة الحكمة في السودان.
لكن الغالبية العظمى من التحليلات وكذلك العارفون بالشان السوداني ، يؤكدون ان هزيمة تحالف العدوان امام الشعب اليمني ، والخسائر الكبيرة التي تعرض لها الجنود السودانيون، كانت السبب الرئيسي وراء قرار حميدتي ،بعد ان فضح المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع قادة الجيش السوداني ،عندما كشف وبالارقام والصور والوثائق إجمالي خسائر مرتزقة الجيش السوداني منذ بداية العدوان على اليمن وحتى اليوم، فقد تجاوزت خسائرهم الـ8 آلاف قتيل وجريح بينهم 4253 قتيلا.
للاسف الشديد ان حميدتي وقادة الجيش السوداني ، لطخوا سمعة هذا الجيش الوطني والعريق ، عندما جعلوا جنوده مرتزقة يعملون في خدمة مخططات ابن سلمان ضد الشعب اليمني العربي المسلم، فاذا كان يمكن خلق تبريرات لقرار عمر البشير في تحويل الجيش السوداني الى مرتزق يقتل اليمنيين، ليتهرب من مطاردة المحكمة الدولية له ، ترى ما هو التبرير الذي يمكن ان نختلقه لقادة الجيش السوداني الان بعد ان اطاح الشعب السوداني بالبشير ونظامه؟!.
رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن السيد محمد علي الحوثي انتقد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، ونائبه حميدتي، داعيا الثوار السودانيين الى التفاوض مع صنعاء لسحب الجنود السودانيين واسترداد الاسرى والجرحي وجثث القتلى، بعد باعهم البشير والبرهان وحميدتي بثمن بخس.
هذه الحقيقة المرة ، حقيقة بيع حميدتي السودانيين لبن سلمان ، كشف عنها رئيس لجنة الأسرى اليمنية عبدالقادر المرتضى، عندما اعلن ان السعودية رفضت تبادل جثامين الجنود السودانيين بجثامين شهداء الجيش اليمني واللجان الشعبية، وذلك أثناء مفاوضات السويد، حيث رفضت الرياض أن يسلموا جثامين شهداء اليمن الا في مقابل جثث لجنودهم هم.
على البرهان وحميدتي وباقي قادة الجيش السوداني ان يتعظوا من مصير البشير الذي ارتكب اكبر جريمة بحق شعبه وجيشه من اجل حفنة من المال.
يبدو ان لمعاملة غير الانسانية التي يتم فيها التعامل مع الجنود السودانيين من قبل السعودية والامارات ، والدور السلبي لهاتين الدولتين في الحراك الشعبي السوداني، اثار حفيظة الاحزاب والفعاليات السياسية السودانية التي اخذت تدعو الى سحب الجيش السوداني من اليمن ، والوقوف في وجه التدخلات السعودية والامارتية في الشن السوداني.
الحزب الشيوعي السوداني (أحد مكونات قوى إعلان الحرية والتغيير التي تشارك في السلطة مع المجلس العسكري) وعلى لسان سكرتيره العام محمد مختار الخطيب ، دعا حكومة بلاده الانتقالية الى سحب قوات الجيش السوداني من تحالف العدوان على اليمن ، متهما الرياض وأبوظبي بالتآمر لإجهاض ثورة السودان.
لم يعد بمقدور حميدتي اخفاء مقتل 4 الاف جندي سوداني ، في حرب لا ناقة لهم فيها ولاجملا، بعد ان عرضت القوات المسلحة اليمنية افلاما وصورا لجثث قتلى الجيش السوداني، وكان الحراك الشعبي السوداني على حق عندما اعتبر سحب الجنود السودانيين من تحالف العدوان على اليمن احد اهم مطالب الحراك، وهومطلب سيجد طريقه الى التحقق بعد ان وصل من رفعه الى سدة الحكم.
انتهى