شفقنا- وصفت صحيفة غارديان البريطانية القرار الأميركي حول المستوطنات الإسرائيلية بأنه مروع وتتويج كئيب لسجل إدارة ترامب، مضيفة أنه لن يغير شيئا في القانون الدولي، لكن سيُنظر إليه كضوء أخضر للمزيد من التوسع والاستيلاء الإسرائيليين على الأراضي الفلسطينية.
وأضافت الصحيفة في افتتاحية لها اليوم أن واشنطن فعلت كل ما في وسعها لمساعدة حكومة إسرائيل اليمينية ومعاقبة الفلسطينيين ودفن حل الدولتين، مشيرة إلى نقل سفارتها للقدس، وإنهاء التمويل لوكالة عون وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا)، والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان.
وقالت إنه في حين أن سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل ديفيد فريدمان وآخرين لديهم التزام إيديولوجي عميق بهذه التدابير، فإن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب فعلت هذه الأشياء في المقام الأول لتعزيز حظوظ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الاستمرار في الحكم، وكذلك دعم قبول ترامب وسط الإنجيليين وصرف الانتباه عن التحقيق معه في الكونغرس.
تدمير النظام الدولي
واستمرت غارديان تقول إن هذا الإجراء هو أحدث جهود للإدارة الأميركية لتدمير النظام الدولي القائم على القانون وإنه مجرد إعلان رمزي أكثر منه عملي، ولن يغيّر في الوضع غير القانوني للمستوطنات.
وأكدت أن المستوطنات ازدهرت بصرف النظر عن القيود الدولية، وأن الحكومات الأميركية السابقة لم تفعل أكثر من التوبيخ والتنديد، لكن الغضب من الاستمرار في بناء المستوطنات ظل ينمو في الولايات المتحدة لدرجة أن واشنطن سمحت بمرور قرار بمجلس الأمن الدولي يطالب بوقف كل البناء في الأراضي المحتلة، بدلا من استخدام حق النقض، وشن جون كيري وزير الخارجية الأميركي في عهد الرئيس السابق باراك أوباما هجوما قويا على حكومة نتنياهو.
وختمت غارديان افتتاحيتها بالقول إن الادعاء بأن هذا القرار يزيد من احتمال التوصل لاتفاق سلام هو استخدام عبثي للغة، ويبدو أن أميركا بدأت تتخلى عن كل التظاهر بأنها وسيط في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مضيفة أنه إذا كانت واشنطن ترغب حقا في مواجهة الحقائق، فعليها الاعتراف بأن دولة واحدة لن تكون يهودية وديمقراطية في آن واحد.
النهاية