شفقنا-خاص- لم تشهد قمة من قمم حلف شمال الاطلسي (الناتو) خلافا بين دوله، كما شهدتها أعمال القمة الحالية الخاصة للحلف في لندن بمناسبة الذكرى السبعين لتأسيسه، وهي خلافات القت بظلال كثيفة على مستقبل الحلف، لاسيما بعد السياسة المتقلبة التي انتهجها الرئيس الامريكي دونالد ترامب ازاء اعضاءه.
الرئيس الامريكي ترامب اعتبر يوما ما ان حلف الناتو لم يعد له أي جدوى، وقد عفا عنه الزمن، منتقدا الدول الأوربية لاعتمادها على بلاده في الجانب الدفاعي، بينما انقلب لاحقا على موقفه هذا مائة وثمانين درجة، واكد ان الحلف هو عماد إستيراتيجية واشنطن الدفاعية.
بالاضافة الى رؤية ترامب المتقلبة الى الحلف والنابعة من استراتيجيتيه “امريكا ولا” ، والتي تضغط على اوروبا ان تدفع المزيد من أجل الدفاع وأيضا بتقديم تنازلات لمصالح امريكا في التجارة، هناك عامل اخر نشر بذرة الخلاف في حلف الناتو، وبات يهدد الحل تهديدا جديا، وهذا العامل هوالحرب التي تشنها تركيا ، العضو القوي في الناتو، على اكراد سوريا بتهمة الارهاب،وهي تهمة يرفض الحلف الصاقها بالاكراد الذين قاتلوا الى جانب الحلف ضد “داعش” في شمال سوريا.
انسحاب امريكا من شمال سوريا دون التنسيق مع حلف الناتو، وترك قوات سوريا الديمقراطية التي تؤلف وحدات حماية الشعب الكردية عموده الفقري لقمة سائغة للجيش التركي وحلفائه من الجماعات المسلحة، ودخول الجيش التركي الى شمال سوري بدون التنسيق مع حلف الناتو، دفع الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون وصف الحلف بانه في حالة “موت دماغي”
تصريحات ماكرون اثارة حفيظة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي حمل على الرئيس الفرنسي ووصفه بانه يعيش حالة “موت دماغي”، “فيما اعتبر ترامب تصريحات ماكرون بانها “بغيضة جدا”.
الملفت ان ترامب الذي اتفق مع اردوغان في الهجوم على ماكرون، ما اسرع ما انقلب على اردوغان عندما اعلن في مؤتمر صحفي مع ماكرون على هامش القمة ، انه سيفرض عقوبات على تركيا بسبب شرائها منظومة اس 400 من روسيا.
في نفس المؤتمر الصحفي رفض ماكرون اعتبار الاكراد ارهابيين، واشاد ببسالتهم في القتال جنبا الى جنب مع الناتو ضد “داعش”، بل ذهب الى ابعد من ذلك بالقول ان تركيا لا تقاتل الاكراد الذي قاتلوا “داعش” ، تتعاون مع وكلاء “داعش” في شمال سوريا.
اردوغان بدوره اعلن انه في حال رفض حلف الناتو اعتبار الاكراد ارهابيين كما يريد هو ، فانه سيقوم بافشال القمة عبر إعاقة خطة الحلف للدفاع عن دول البلطيق.
وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر حذر تركيا من انحلف الناتو لا يرى في الاكراد تهديدا لتركيا ، وحثها على الكف عن إعاقة خطة الحلف للدفاع عن البلطيق، من أجل وحدة الحلف.
هذه كانت بعض مواقف اقوى قادة دول حلف الناتو، الذين يجتمعون اليوم في لندن، في قمة اشبه ما تكون بقمة “الاخوة الاعداء”، وقد جاء تساؤل دبلوماسي أوروبي كبير بالحلففي محله عندما قال “السؤال المطروح، ونحن نحتفل بمرور 70 عاما، هو هل نلوح احتفالا أم أن الناس يعتقدون أننا نغرق؟”.
فيروز بغدادي