شفقنا- كتب المحلل السياسي والباحث في مجال التيارات الإسلامية في المنطقة وشمال إفريقيا مقالا نشره موقع “ديبلماسي إيراني” تطرق فيه إلى حركة إخوان المسلمين في السودان، جاء فيه: ان موقف التاريخية لحركة إخوان المسلمين في السودان تجاه الانقلاب العسكري يختلف عن مواقف تيارات الإخوان المسلمين الأخرى، فالشيخ حسن الترابي لعب دورا كبيرا قبل ثلاثة عقود في الانقلاب العسكري الذي قام به عمر البشير وأطاح بحكومة الصادق المهدي وكان جزءا من الانقلاب، لكن وفقا لما جاء في خطاب الإخوان المسلمين لا يجب عليهم ان يشاركوا في الانقلاب العسكري أو الثورة، مع هذا وبعد سنوات وحتى في حادثة الإطاحة بعمر البشير وان لم يكن الإخوان من قادتها لكنهم لم يقوموا بعمل يختلف عن سابقاتها، إذ مدح مرشد الإخوان في السودان عادل إبراهيم ما قام به العسكر في الإطاحة بالبشير، واعتبره في بيان رسمي خطوة مهمة، فان جل التيارات الإسلامية في السودان أيدوا الثورة سواء كانوا من الحداثيين أو التقليديين أو السلفيين.
يندرج الإسلاميون السياسيون في السودان في إحدى التيارات التالية:
- التيار الإسلامي الحداثي: يعد الدكتور حسن الترابي ممثله الأبرز إذ اتخذ مسارا مختلفا عن الإسلاميين الآخرين في العالم العربي، هذا وان تعاونه مع حكومة عمر البشير وخاصة في السنوات المنصرمة قد شهدت منعرجات كثيرة ومواجهات مع الحكومة والجيش.
- الإسلاميون التقليديون: ان الإخوان التقليديين والسلفيين منهم اثبتوا في خطابهم بأنهم يعارضون الانقلاب العسكري كأسلوب للنضال ان هذا الموقف وخاصة بعد التجارب المريرة لحكم العسكر والإسلاميين وبعد ابتعاد البشير والترابي قد ازداد حدة، مع هذا فان الموقف العملي لهذا التيار وبالرغم من الانتقادات الحادة لأسلوب الترابي ينتهج أسلوبا آخر.
مبدأ البراغماتية: يبدو ان الإخوان الشباب ملتزمين بأسلوب قائدهم الروحي ويذهبون إلى انه بإقصاء البشير تتخلص الحركة الإسلامية من تفرده. مع هذا يبدو انه لو أردنا إلقاء نظرة بواقعية يجب علينا البحث عن البراغماتية في دعم الانقلاب العسكري ضد البشير في هواجس هذا التيار نتيجة الأجواء المهيمنة على السودان لتوجهه نحو الإسلام السياسي فالإخوان يحاولون عبر البراءة من البشير ضمان مستقبل لها في السودان بعد الثورة.
مبدأ درء المفاسد: ردا على من يؤمنون بمقولة: ان الغاية عند الإخوان تبرر الوسيلة يذهب البعض بانه يجب تبني قاعدة درء المفاسد الشرعية للأعمال البراغماتية، وفقا لهذا التوجه يرجح التيار التقليدي للإخوان في السودان والسلفيون مبدأ درء المفاسد على كسب المنافع، أتذكر بانه قبل سنوات شارك الدكتور معتز الخطيب في برنامج “الشريعة والحياة” في قناة الجزيرة وكتب مقالا عنوانه الفتوى في خدمة الانقلاب العسكري وفند أسلوب الأزهر في الاعتماد على قاعدة درء المفاسد للإطاحة بنظام الإخوان في مصر. هذا الانتقاد كان يبدو منطقيا لكن لو كان من المقرر إدراجه في تجربة الإخوان فيجب مناقشته بأسلوب آخر.
على كل هناك حقيقة وهي التجربة التاريخية للحركة الإسلامية في السودان تختلف عن الدول الأخرى فجانب مهم من هذا الأمر يعود إلى السلوك السياسي المختلف لحسن الترابي، لا أريد تقييم هذا الأمر لما له من ظروف وبيئة خاصة به، ومهما يكن الأمر سواء كان شرعيا أو عرفيا فانه كتب باسم إخوان المسلمين في السودان، ما كتبه الشيخ السلفي في مصر نقدا على البراغماتية السلفية في مصر وفقه درء المفاسد قد يعبر عن الوضع في يومنا هذا، إذ بدا مقاله بهذه العبارة: من يتنازل مرة يتنازل دائما.
النهاية