خاص شفقنا-يرى محلل القضايا الأوروبية بان هناك علامات تدل على إضعاف الاتحاد الأوروبي وزيادة الفجوات والخلافات بين الدول الأوروبية، هذا ولم تعلن أي دولة رغبتها في الخروج من الاتحاد الأوروبي ما عدا بريطانيا، لكن علينا ان ننتظر لنرى ماذا يحل بالاقتصاد الأوروبي كما لو تعرض الاقتصاد الأوروبي إلى مشكلة فلن تتبع الدول الأخرى النموذج الاقتصادي السائد.
وقال عضو هيئة التدريس في مركز الأبحاث الإستراتيجية الدكتور بيروز ايزدي، عند الحديث عن توقعاته لأهم الأحداث في الاتحاد الأوروبي في العام الجديد: أتوقع ان تتصدر قضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قائمة أهم الأحداث لكنها ليست نهاية المطاف ذلك ان المفاوضات مستمرة للوصول إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي. تبحث بريطانيا عن توطيد علاقاتها الاقتصادية في كافة أنحاء العالم وبكل الدول منها أمريكا ودول الخليج والصين والهند، ذلك ان تلك الدول أطلقت وعودا لبريطانيا حول إبرام اتفاق تجاري معها إذا ما توفرت الظروف الملائمة، من الأحداث الأخرى التي شاهدناها في الأعوام المنصرمة هي ظهور موجة الشعبوية ونجاح أحزاب اليمين المتطرف في الانتخابات الأخيرة، يجب ان ننتظر لنرى هل ستستمر هذه الأحداث أم لا، وهذا الأمر يتوقف على الوضع الاقتصادي للدول الأوروبية إلى حد كبير.
وأضاف: هذا وموجة الشعبوية تعتمد على أساسين الأول الاقتصاد ذلك ان الطبقات الأدنى والعمال في تلك المجتمعات كانوا يميلون نحو الشيوعية والاشتراكية لكن وبسبب الخطط الاجتماعية والرفاهية أصبحت تميل نحو أحزاب اليمين المتطرف، إضافة إلى هذا هناك قضية الهوية ذلك ان قضية المهاجرين أصبحت في الأعوام المنصرمة حديث الساعة، تلك الأحزاب لديها نزعة شديدة في معارضة المهاجرين، أما القضية الأخرى التي تطرح في الاتحاد الأوروبي هي الحركات الانفصالية كما ظهرت في أسكوتلندا ونجاح الحزب القومي هناك في الانتخابات الأخيرة، إذ أعلن زعيم الحزب بانه يبحث عن إجراء استفتاء آخر حول استقلال أسكوتلندا، أما في اسبانيا نشاهد ظهور حراك في منطقة كاتالونيا إذ كانت فيما سبق تتبنى نزعة انفصالية، وظهرت مظاهرات حاشدة في بارشلونا، وانتهت إلى إيداع قادتها في السجن، في ناحية أخرى من أوروبا أي ايرلندا الشمالية وويلز أتوقع ان تزداد الحركات الانفصالية، كما تعاني الحكومة في فرنسا من مشاكل ذات صلة بقانون التقاعد الذي تمت المصادقة عليه مؤخرا.
وفي معرض رده على سؤال مفاده هل يتم تضعيف الدول الأوروبية في العام المقبل وهل يتم التقليل من نفوذها على المستوى الدولي كما شاهدنا في الاتفاق النووي الإيراني إذ لم تتمكن من اتخاذ موقفا قويا قال: في السنوات الماضية ظهر ما يدل على ظهور فجوات في الاتحاد الأوروبي كما نشاهد في يومنا هذا ان الدول الأوروبية تعاني من فجوتين: الأولى الفجوة بين دول الشمال والجنوب مثل ألمانيا وهولندا، وإذ استنفعت من توحيد العملة في أوروبا لكن دول الجنوب مثل اسبانيا ويونان تضررت من هذا الأمر والشاهد على هذا الأمر الأزمة المالية التي اجتاحت أوروبا بعام 2011 أما الفجوة الأخرى فهي حدثت بين شرق أوروبا وغربها، التي ظهرت في إطار قضية المهاجرين، إذ استلمت الحكومة القومية في دول مثل بولندا وهنغاريا مقاليد الأمور إذ تكتسي قضايا الهوية لها أهمية كبرى، انها تتبنى نزعات معارضة لليبرالية انها نزعات لم تشهدها أوروبا سابقا، كما أعلن ترامب بانه على أوروبا ان تلتزم بالتزاماتها العسكرية في إطار حلف الناتو، وان تخصص اثنين بالمائة من عوائدها للميزانية العسكرية، هذا وتحدث ماكرون عن الجيش الأوروبي، هناك فجوات تعاني منها الدول الأوروبية والاتحاد الأوروبي إذ تتعرض دول شرق أوروبا إلى التهديد الروسي بينما تعد أمريكا داعمة لها، وهذا الأمر يجعلها تواجه مشكلة كبيرة.
أما عن دور دول الاتحاد الأوروبي في المعادلات العالمية فقد قال: ان الصين كونها قوة اقتصادية كبيرة تبحث عن توسيع نفوذها في كل مناطق العالم. نظرا إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فانها ستولي اهتماما خاصا ببناء العلاقات بالصين، فيما يتعلق بروسيا وكما قال ماكرون انها لم تمثل تهديدا للعالم، وان التهديد الرئيس لأوروبا يأتي من جانب الإرهاب والإرهابيين. في هذا المجال نرى بان توازن القوى يتعرض إلى هزات ويجب التركيز على هذا الأمر، هناك علامات تدل على إضعاف الاتحاد الأوروبي وزيادة الفجوات والخلافات بين الدول الأوروبية، هذا ولم تعلن أي دولة رغبتها في الخروج من الاتحاد الأوروبي ما عدا بريطانيا، لكن علينا ان ننتظر لنرى ماذا يحل بالاقتصاد الأوروبي ولو تعرض الاقتصاد الأوروبي إلى مشكلة فلن تتبع الدول الأخرى النموذج الاقتصادي السائد.
النهاية