شفقنا- تطرق محلل القضايا الإقليمية “محمد رضا ستاري” في صحيفة ابتكار الإيرانية إلى زيارة أمير قطر ووزير الخارجية الباكستاني إلى إيران تحت عنوان الوساطة في ظروف صعبة وكتب:
سافر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، إلى طهران لأول مرة منذ وصوله إلى السلطة في عام 2013، بالإضافة إلى لقاءه مع حسن روحاني، التقى بمرشد الثورة ورئيس البرلمان الإيراني.
جاءت هذه الزيارة في وقت كانت تتم زيارات بشكل متقطع بين السلطات الإيرانية والقطرية خلال الفترة السابقة، إذ زار وزير الخارجية القطري طهران بعد استشهاد اللواء سليماني، في رحلة غير معلنة والتقى بوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.
تبادل الرسائل من الدوحة إلى طهران
إحدى محاور هذه الزيارة، إلى جانب المحادثات الثنائية والمناقشات حول تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية، هي الأحداث والتطورات الراهنة في الشرق الأوسط. على الرغم من أن تفاصيل الاجتماع الخاص بين روحاني وأمير قطر لم تصدر بعد، لكن كما يقول الخبراء، يمكن إرجاع القضية برمتها إلى مسألة الوساطة القطرية. خلال زيارة وزير خارجية قطر لطهران الأسبوع الماضي، أشارت بعض التقارير الإخبارية إلى أن رئيس الدبلوماسية القطرية قد سافر إلى طهران في ذروة الالتهابات بين طهران وواشنطن لشرح الهجوم على سيارة اللواء سليماني بالطائرة الأمريكية بدون طيار من القاعدة القطرية. من ناحية أخرى، يعتقد المراقبون أنه مع زيادة التوترات في المنطقة، يزداد احتمال نشوب صراع غير مقصود، وتدرك بلدان المنطقة أن آثار هذه الصراعات قد تطالهم. نتيجة لذلك، وفي حين أن الوضع في العراق متوتر وهناك العديد من التحديات في العلاقات بين دول المنطقة، فمن المرجح أن يحمل أمير قطر رسالة من أو إلى طهران.
إضافة إلى هذا وعلى الرغم من وفاة العاهل العُماني السلطان قابوس، الذي عمل دائما كقوة دبلوماسية للتوسط في التطورات في الشرق الأوسط، يريد القطريون اليوم القيام بدور دبلوماسي جريء على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجههم في علاقاتهم بالبحرين والإمارات العربية المتحدة والسعودية ومصر.
هذه القضية تصبح أكثر وضوحا عندما نعلم أن وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي يزور إيران حاليا. قال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان في بيان له بعد الهجوم الإيراني على قاعدة عين الأسد ردا على اغتيال اللواء سليماني، إنه يعتزم إرسال وزير خارجيته للتوسط بين إيران والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.
وفي هذا الإطار، ونظرا إلى أن الوساطة تبدو صعبة في ضوء التطورات الحالية والتوترات المتصاعدة، التقى الرئيس الإيراني حسن روحاني بأمير قطر، وأشار إلى أن إيران وعندما كانت قطر تعاني من الحصار، عملت بواجب حسن الجوار ووقفت إلى جانبها، كما أضاف روحاني إنه خلال الاجتماع قررنا رفع مستوى العلاقات السياسية وزيادة زيارة المسئولين في المجال السياسي والاقتصادي حتى نتمكن من توظيف جميع الإمكانيات لصالح الشعبين. وأشار إلى القرار المتخذ في هذا اللقاء إذ بموجبه سيتم تشكيل اللجنة الاقتصادية الثنائية في الأشهر القليلة المقبلة في إطار ترسيخ العلاقات الثنائية بالقول: “آمل أن يتم إلى جانب هذه اللجنة، اتخاذ خطوات جيدة لتطوير التعاون بين البلدين في جميع المجالات”. وأكد روحاني على أنه نظرا لأهمية الأمن الإقليمي، وخاصة أمن الطرق البحرية في الخليج ومضيق هرمز وبحر عمان، فقد قررنا إجراء المزيد من المشاورات والتعاون لتحقيق الأمن الشامل في المنطقة.
وفي نفس الإطار، قال أمير قطر إن القنوات وطرق الاتصال بين البلدين كانت مفتوحة دائما وأن الدوحة لن تنسى أبدا دعم إيران، وأشار إلى الظروف الحساسة التي تمر بها المنطقة قائلا: إن الحل الوحيد لجميع الأزمات هو الحوار ونعتقد أنه بالحوار يمكن حلحلة الأزمات. لهذا السبب قمنا بلقاءات جيدة لغاية اليوم، واتفقنا على علاقة البلدين الخاصة جدا.
بين هذا وذاك وفي أعقاب المخاوف المتزايدة بشأن تصاعد التوترات في المنطقة وإعلان بعض الجهات الفاعلة عن استعدادها للتوسط للتخفيف من وتيرة تلك التوترات، يقول بعض الخبراء إن إحدى أهم الطرق للخروج من التحدي الراهن هو تفعيل الدبلوماسية الإقليمية بين جميع الجهات الفاعلة وبذل الجهود لتولي مبادرة إدارة التحديات بيد البلدان الإقليمية نفسها. لذلك، يمكن أن تكون مقترحات إيران، مثل إنشاء منتدى الحوار الإقليمي ومبادرة هرمز للسلام، إحدى العناصر الرئيسية في المرحلة الأولى من الحوار الإقليمي.
النهاية