علاقة الرياض بواشنطن وثمن الصداقة
خاص شفقنا-فعل ترامب طوال السنوات الثلاثة كل ما بوسعه للحصول على المال من السعودية، خاصة في ظل ما يعانيه محمد بن سلمان من مكامن ضعف، إذ وفرت الأرضية لترامب ليفعل ما يشاء، إلى جانب هذا ارتكبت السعودية أخطاء فادحة فيما يتعلق بعلاقتها بإيران، وبعد تدهور علاقاتها بإيران والمخاطر التي شعرت بها جراء ذلك، اتجهت مرغمة نحو بناء العلاقة بأمريكا، من جهة أخرى كلما نقترب من نهاية عهد ترامب، نرى أمريكا تواجه عدة قضايا، منها انخفاض أسعار النفط والاستغناء عما يزيد على مليوني موظف في الشركات النفطية، وهي القضية التي تحتل أهمية كبيرة لأمريكا قُبيل الانتخابات.
كان يصر ترامب بان تخفض المملكة إنتاج النفط، لكن السعودية تأخرت في القيام بهذا العمل، ومن جهة أخرى فان الاقتصاد العالمي واجه ركوداً وانخفاضاً في استهلاك النفط بسبب تفشي كورونا، وما قامت به المملكة قد ساعدت على انخفاض أسعار النفط، هذه القضية قد أثارت غضب ترامب، لان بن سلمان قد تأخر في تنفيذ أوامره، من جهة أخرى كانت السعودية دوماً تمنح الامتيازات لأمريكا في إطار المال أو الهدايا أو شراء الأسلحة، وبعد انخفاض أسعار النفط، لم تتمكن المملكة من إبرام العقود لشراء الأسلحة، لهذا لم يعد باستطاعة ترامب كسب الأموال منهم.
يبدو ان ترامب يظن بان تواجد أمريكا في دول الخليج يمكن ان يكلفه أثمان باهظة ونظراً إلى ان السعودية تواجه عجزاً في الميزانية فانها لن تتمكن من دفع كل التكاليف، مع انه لم تعلن الإدارة الأمريكية من انها تريد إحداث تغيير فيما يتعلق بالقضايا العسكرية في السعودية، لكن هذا الأمر قد يرى النور؛ بشكل عام لا أرى بان بن سلمان يتمكن من الوقوف بوجه الإدارة الأمريكية، إذ ارتكب أخطاء كبيرة منها قتل خاشقجي ولهذا يمكنهم بسهولة محاكمته في المحكمة الدولية، خاصة وان تركيا تريد القيام بهذا العمل، من جهة أخرى ولما كانت الإدارة الأمريكية قد تغلغلت في الجانب الأمني والسياسي في السعودية، وبنت علاقات وطيدة بالأمراء، بإمكانها جمعهم ليتفقوا على إجماع وبهذا تحدث ما تريده من تغييرات، لهذا لا يمكن ان نتوقع ان يحدث تغييراً استراتيجيا في العلاقات السعودية الأمريكية.
صحيفة آرمان ملي
النهاية