شفقنا- خاص- الصراع بين الجمهورية الاسلامية في ايران ومحورها ، واسرائيل ومحورها في المنطقة الى جانب امريكا، هو صراع وجود، خلافا لما يصوره الاعلام الممول من بعض اعضاء الحلف الاسرائيلي الامريكي وخاصة الاعضاء العرب منه، على انه صراع غير حقيقي، تقوم ايران واسرائيل من خلاله بذر الرماد في العيون من اجل تقاسم النفوذ في المنطقة.
التطورات التي نشهدها هذه الايام تشير الى ان المنطقة على وشك الدخول في مرحلة بالغة الخطورة في اطار الصراع بين محور المقاومة الذي تقوده ايران والمحور المناهض لها الذي تقوده امريكا واسرائيل، وذلك بعد سلسلة من الاحداث التي وقعت في ايران مثل الحرائق التي شبت في منشأة نطنز النووية و منطقة بارجين العسكرية و محطة لتوليد الكهرباء في أهواز، وهي حرائق حاولت اسرئيل ان تغطيها بالطريقة التي توحي بانها هي التي تقف وراءها.
الاعلام الاسرائيلي والاعلام العربي المنضوي تحت لواء المحور الامريكي الاسرائيلي، حاول ان يتناول هذه الحرائق بطريقة تظهرها وكانها انتصارات حققتها اسرائيل ومحورها ضد ايران ومحور المقاومة، لاسيما بعد الهزائم التي لحقت بالمحور الامريكي الاسرائيلي في العراق وسوريا واليمن ولبنان والمنطقة برمتها.
ايران التي حصلت على ارضها تلك لاحداث مازالت تحقق في الاسباب التي ادت اليها، ورغم انها لم تخف اي حدث من هذه الاحداث عن الشعب، الا انها اعلنت عن معرفتها بالاسباب التي ادت الى اندلاع الحريق في منشأة نطنز الا انها ولاسباب امنية لن تعلن عنها في الوقت الحاضر.
من الواضح ان ايران تحاول من خلال موقفها هذا سد الطريق امام اسرائيل لتسجيل نقطة ضدها في الصراع الدائر بينهما، وثانيا، وهو المهم، انها بصدد الرد على الهجوم السيبراني الاسرائيلي، هذا في حال كانت اسرائيل وراء الهجوم فعلا، بمثله قبل ان تعلن عن وقوف اسرائيل وراء الهجوم، لاسيما ان العالم اجمع بات يعترف بقدرات ايران السيبرانية.
اغلب المراقبين للشأنين الامريكي والاسرائيلي، يعترفون ان الرئيس الامريكي دونالد ترامب وورئيس االوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ، يمران بظروف في غاية الصعوبة، فالاول فشل في تركيع ايران عبر الحرب الاقتصادية والحصار وممارسة الضغوط القصوى، وكذلك في مواجهة وباء كورونا، وسلوكياته العنصرية التي ضربت امن واستقرار امريكا كما هو الحال حيث تضرب الاحتجاجات الشعبية لمناهضة للعصرية جميع الولايات الامريكية، وهو ما جعله يتراجع كثيرا امام منافسه الديمقراطي جو بايدن في استطلاعات الراي قبل اربعة اشهر من موعد الانتخابيات الرئاسية، اما نتنياهو فوضعه اسوء من رفيقه ترامب، فلم يتمكن من الفوز بالانتخابات ليشكل حكومة بمفرده، وملاحق من المحاكم الاسرائيلية بقضايا فساد والتي قد ترمي به وراء قضبان السجون، كما فشل في تمرير صفقة القرن وضم الضفة الغربية للسيادة الاسرائيلية، والاهم من كل هذا بات محور المقاومة يحاصر كيانه برا، لذلك يحاول ترامب ونتنياهو البحث عن انتصار حتى لو كان وهميا من اجل تجميل صورتهما.
هؤلاء المراقبون يعتقدون ان ترامب ونتنياهو، في حال ثبت وقوفهما خلف الحرائق التي اندلعت في ايران، فانهما اختارا المكان الخطأ في تسجيل نقاط ضد ايران، لسبب بسيط وهو ان ايران لن تسمح لترامب ونتنياهو بالحصول على هذه النقاط، وهي لن تقف مكتوفة الايدي، وانها سترد حتما لتحرق تلك النقاط وتسجل لها في المقابل اكثر من نقطة، ثانيا ان ايران ليست بالبلد الذي تحكمه حكومة تتصرف بردات الافعال، فجميع تصرفاتها مدروسة ومحسوبة، ولن تنخرط الى حرب يحدد نتنياهو وترامب توقيتها وجغرافيتها، ثالثا من الواضح ان ترامب يلعب بالوقت الضائع فالرجل بات قريبا من موعد الانتخابات الرئاسية التي تشير جميع التوقعات واستطلاعات الراي انه سيخسرها، كما ان نتنياهو الذي يحاول التغطية على فشله في ضم مناطق من الضفة الغربية ومحاولته الهروب من السجن، ليس لديهما ما يخسراه في حال وقوع اي مواجهة الا ان ايران ورغم انها سترد لا محالة في حال كانت الحرائق من صنع امريكا واسرئيل، الا ان الرد لن يكون كما يتمناه المأزومان ترامب ونتنياهو.
*فيروز بغدادي
انتهى