شفقنا-خاص- لا شك أن القضية الفلسطينية لا تخص الشعب الفلسطيني وحده ولا يمكن أن يخوض الصراع منفردًا مع عدو مغتصب لأرضه ومقدساته؛ بل إنها تمثل القضية الأساسية لكل عربي يغار على هويته ويخشى على سرقة تاريخه من قبل الصهيونية التي لا يهمها في النهاية إلا الاستحواذ على دول المنطقة من النيل إلى الفرات.
وجاء التطبيع بين الإمارات وإسرائيل ليشكل ضربة قاصمة وطعنة غادرة في صلب القضية الفلسطينية ووحدة الشعب الفلسطيني الذي يقاتل منذ مائة عام، ولم يتخاذل عن المقاومة ضد الكيان الصهيوني رغم التضحيات التي قدمها من الأنفس والتهجير ووجود أبنائه في المنافي والشتات بالملايين، بل ويصر أن يحصل على حقوقه على حقوقه المشروعة.
وتضامنا مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ضد الاحتلال وأيضًا رفض التطبيع، تفاعل ناشطون أردنيون مع هاشتاغ “#قلبي_إردني_ودقاته_فلسطينية”، الذي تصدر قائمة التريندات على موقع تويتر في المملكة الأردنية الهاشمية.
وأكد الأردنيون عبر الهاشتاغ، أن الجيش العربي الأردني قدم شهداء وبطولات تاريخية في الدفاع عن فلسطين، مشددين على أن الأردن وفلسطين شعب واحد وقضيتهما واحدة.
وقال الناشط الأردني سلطان : ” نصيحة أقولها للقوم جميعاً قبل أن تبدأ مع أحدهم في تعارف أي نوع من أنواع العلاقات، إسألهُ عن رأيه في القضية الفلسطينية، إن كان ضدها وضد حق الشعب الفلسطيني فلا تثق به ولا تأمنهُ، فمن يُنكر هذه القضية المقدّسة يستطيع أن ينكر العِشرة فلسطين هي الحق”.
وقال حساب باسم بدوية شمالية : ” لا يلزمك أن تكون فلسطينيآ لتحب القدس، حبها لايعرف جنسية أو هويه..حبها يكون بالفطرة شي يشبه حبنا لأمهاتنا…بلا تفكير .. لك الله يا أول القبلتين ثم دعواتنا”.
وقالت حلا العدوان : ” أعيدوا تسطير الحنين إلى فلسطين، ذكروا العالم بلحمتنا، بانتمائنا لأرض فلسطين و لقضيتها، باهوا الأمم بجبالنا المتقابلة، تباهوا بالمسجد الأقصى”.
وغرد منصور القرالة قائلا : ” فلسطين هي قصية شرفاء الأمة، ومن لم تحدثه نفسه بتحريرها مشكوك بإيمانه.. الشرفاء والأحرار.. محبو فلسطين قولوا كلمتكم بحق فلسطين، أنا كركي من كل فلسطين قصية حملها أبي وورثها لي وسأتركها لأولادي حتى التحرير”.
أما علي الطراونة فكتب: ” هذا الهاشتاق طعنة في خاصرة “الإقليميين” و قطع الطريق على “إعلام الفتنة الخنزيري” من العزف على وتر أيلولي رخيص، وخطوة في إعادة تشكيل الوعي الجمعي لمعاني الأمة الجامعة..الأردن سوف يبقى ذخيرة البندقية لتحرير فلسطين من البحر إلى النهر”.
ومن خلال مشاركتها في الرد على التغريدات في هاشتاغ #قلبي_إردني_ودقاته_فلسطينية ، قالت هديل البطوش، إن ” فلسطين قضيتي وقضية كل حر وغيور، لأنها قضية شرف وعرض وكرامة ومبدأ، فمن الطبيعي أي شخص فاقد للكرامة والغيرة والشرف أن لا يحمل همّ قضية فلسطين”، وذيلت الناشطة تغريدتها بهاشتاغي #فلسطين_قضيتي، و #التطبيع_خيانة.
وقال حساب بإسم فلسطينية : ” المجد و الخلود لشهداء الجيش العربي و لجميع الشهداء الأبرار.. هنيئا لكم يا من كتبتم بدمائكم و أرواحكم قصص الشرف والكرامة الأبدية على أسوار القدس و أرض فلسطين الطاهرة”.
وأضافت حنان إحميد قائلة : ” الشعب الأردني قدّم طلائع الشهداء في سبيل حرية فلسطين العربية، وكان الدعم الأردني للفلسطينيين مساندة القبائل الأردنية للشعب الفلسطيني في مهاجمة المستعمرات اليهودية عام 1920م ، وكان كايد مفلح العبيدات من كفرسوم أول شهيد أردني على ثرى فلسطين”.
يذكر أن وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، قال إن على إسرائيل أن تختار بين السلام العادل الذي يشكل إنهاء الاحتلال وحل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة القابلة للحياة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران ١٩٦٧ سبيله الوحيد، أو استمرار الصراع الذي تعمقه انتهاكاتها للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وخطواتها اللاشرعية التي تقوض كل فرص تحقيق السلام.
وأضاف الصفدي، أن الأردن يدعم أي جهد حقيقي يسهم في تحقيق السلام العادل والشامل الذي ينهي الاحتلال الإسرائيلي ويلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفق حل الدولتين، ومستمر في العمل مع الأشقاء والأصدقاء لتحقيق السلام العادل الذي لن يكون دائماً إلا إذا قبلته الشعوب.
ويتطابق الرأي في الشارع الأردني مع كل الشعوب العربية التي ترفض بشدة كل أنواع التطبيع مع العدو الإسرائيلي الذي لايزال يقتل أبناء الشعب الفلسطيني، ويستولي على الأرض بالقوة، ويرتكب المجازر الدموية بحق المدنيين العزل.
ويرى مراقبون، أن ثمن التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي سيكون فادحًا؛ لأن تل أبيب لا يهمها سوى مصالحها وهيمنتها على المنطقة وضم المزيد من الأراضي العربية إلى سيادتها، محذرين في الوقت نفسه من أن سعي بعض الأنظمة العربية للتطبيع مع إسرائيل سيكون أشد خطورة على المنطقة العربية وقضاياها، بل ربما يجعل من المطبعين صهاينة جدد أشد من الإسرائيليين أنفسهم.
*احمد عزيز
انتهى