شفقنا-خاص- لا يمر يوم الا ويكشف كتاب او يسرب صحفي او يصرح شخص مسؤول، عن جوانب في غاية التقزز من شخصية الرئيس الامريكي الحالي دونالد ترامب، تجعل المراقب يشعر بالغثيان لإجتماع كل هذا الكم الهائل من العنصرية والكراهية والحقد والتكبر والغرور والنرجسية والتعالي والقسوة والرعونة والكذب والخسة والدناءة و..، في رجل واحد.
لا نعتقد ان رئيسا امريكيا ، تم تأليف كل هذا العدد الكبير من الكتب عنه، خلال فترة قصيرة، كما تم تأليف الكتب عن ترامب، واللافت ان لا كتاب من هذه الكتب كانت لصالح ترامب فكلها تنتقده وتكشف الجوانب المظلمة من شخصيته.
لم يجند علماء النفس كل امكانياتهم للكشف عن شخصية ترامب والتحذير من خطورته على المجتمع الامريكي والعالم، كما جندوا هذه الامكانيات في تحليل شخصية ترامب، حيث اتفق هؤلاء العلماء على ان الرجل غير متزن ومريض نفسيا ومجنونا ولا يمتلك السيطرة على نزواته، ونرجسي ولا يمكنه ان يتعاطف مع اي شخص.
اللافت ان الاشخاص الذين كشفوا عن شخصية ترامب المريضة ووصفوه بابشع الصفات، لم يكونا من منافسيه او خصومه، بل كانوا من اقرب المرقبين منه مثل مستشاره للامن القومي جون بولتون، ووزرائه وكبار موظفي البيت الابيض ، ومن اعضاء اسرته مثل ابنة شقيقه ماري ترامب، وشقيقته ماريان ترامب.
آخر هذه الشهادات كانت شهادة المحامي الشخصي والمقرب جدا من ترامب ، مايكل كوين، الذي يقضي عقوبة بالسجن لكذبه على الكونغرس لصالح ترامب، حيث نشرت صحيفة “واشنطن بوست” مقتطفات من كتاب لكوهين، اتهم فيها ترامب بالعنصرية وبكره الزعماء السود والأقليات، بينهم رئيس جنوب إفريقيا السابق، نلسون مانديلا.
وفي هذا الكتاب الذي من المقرر نشره الأسبوع المقبل، كتب كوهين أن ترامب وصف مانديلا بأنه زعيم ضعيف، وعقب وفاة مانديلا عام 2013 تحدث ترامب عنه بألفاظ بذيئة عنه ووصفه بأنه “لم يكن زعيما”.
كما أشار كوهين في كتابه إلى أن ترامب قال له “أخبرني عن دولة واحدة يديرها شخص أسود ليست خربة.، جميعها مراحيض…”.
وحول احتقار ترامب للاقليات ، نقل كوهين عن ترامب قوله، خلال حملته الرئاسية لعام 2016 ، انه لن يفوز بأصوات الأمريكيين من أصول لاتينية. لان “السود.. أغبياء جدا بدرجة لا تسمح لهم بالتصويت لترامب”.
رغم ان ترامب حاول منع صدور الكتب التي انتقدته، كما رفض كل ما قيل عنه من قبل علماء النفس واقاربه ومعارفه و وزرائه ومستشاريه وموظفيه واصدقائه، واصفا اياهم بالكذابين والمخادعين والباحثين عن الشهرة، ولكن يكفي ان يستمع اي انسان لدقائق لترامب او يقرأ بعض تغريداته، في اي موضوع كان، سيصل الى نتيجة ان المتحدث انسان غير سوى ومعتل اجتماعيا، وقبل كل شيء عنصري صريح، والمؤسف جدا ان يقفز الشعب الامريكي فوق كل هذه الحقائق الدامغة ويختار مثل هذا الشخص لقيادته وقيادة بلاده.
*فيروز بغدادي
انتهى