شفقنا-خاص- رغم اننا لا نرى في جائزة نوبل للسلام دليلا على ان حاملها قد تم اختياره على اسس موضوعية وعلمية من الجهات التي تمنح هذه الجائزة، نظرا لطبيعة الاشخاص الذين تم منحهم هذه الجائزة منذ البداية وحتى الان ، فهؤلاء الاشخاص حصلوا عليها وفقا لمقاييس الغرب عن “السلام”، وهي مقاييس لا تختلف مع مقاييس باقي شعوب العالم فحسب بل تتناقض معها كليا، ولكن مع ذلك نرى ترشيح شخصية مثل الرئيس الامريكي دونالد ترامب لهذه الجائزة، يعتبر إهانة كبرى لها رغم وجهة نظرنا بها.
أثار خبر ترشيح ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام نظرا “لجهوده في احلال السلام بين العرب واسرائيل”، العديد من علامات الاستفهام لدى العديد من المراقبين، فهناك من اعتبر الامر دعابة وسخرية ، والبعض الاخر اعتبره كذبة، وهناك من استغرب الامر بعد ان تناقلته وسائل اعلام معتبرة.
اللافت ان اغلب وسائل الاعلام التي تناقلت الخبر ، وخاصة وسائل الاعلام الغربية وكذلك العربية الممولة من قبل بعض الانظمة الخليجية، حاولت ان تتجاهل عن قصد الجهة التي رشحت ترامب لجائزة نوبل، الامر الذي كثف من علامات الاستفهام لدى المراقبين حول الخبر وحقيقته.
قديما قيل اذا عرف السبب بطل العجب، لذلك تبخر كل العجب والاستغراب الذي اثاره خبر ترشيح ترامب لجائزة نوبل، بعد معرفة الجهة التي رشحت ترامب للجائزة وهذه الجهة لم تكن سوى النائب اليميني المتطرف والمعادي للعرب والمسلمين في البرلمان النرويجي كريستيان تيبرينغ جيدي، فهو صاحب الرسالة التي ارسلها الى اللجنة النرويجية لجائزة نوبل يطلب فيها تسجيل اسم ترامب بين المرشحين لنيل جائزة نوبل للسلام عام 2012، وتعتبر هذه الرسالة هي الثانية بعد رسالته الاولى التي رشح فيها ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام عام 2019.
اللافت ان ترامب احتفل وبشكل طفولي مثير للغثيان، بترشيحه من قبل النائب النرويجي العنصريجيدي، حيث اعاد نشر 17 تغريدة على حسابه في موقع “تويتر” من صفحات أخرى تحدثت عن ترشيحه لجائزة نوبل للسلام وعلق على اثنتين منها بالقول “شكرا”.
من المعروف ان ترامب كان يحسد سلفه باراك اوباما لحصوله على جائزة نوبل ، واعلن وفي اكثر من مناسبة انه احق من اوباما بالجائزة، وفي العام الماضي قال “منحوها لأوباما. هو نفسه لم يعلم لمَ حصل عليها. كان هناك لمدة 15 ثانية ونال جائزة نوبل.. ربما لن أحصل عليها أنا أبدا”
من المؤكد ان ترامب لن يحصل على هذه الجائزة لانه أجبر الامارات والبحرين على توقيع اتقافية “سلام” مع اسرائيل، فالعالم كله يعلم انه لم تكن هناك حرب حتى يكون ترامب تحمل عناء احلال السلام ، فالعلاقة بين الامارات والبحرين مع اسرائيل تعود الى اكثر من عقدين، كما ان العالم يعرف ترامب كما تعرفه لجنة نوبل، فالرجل هدد كوريا الشمالية بالسلاح النووي، وساهم في في انعدام المساواة المنهجي والمستمر في امريكا، وغذى الروح العنصرية بين الامريكيين، وخرج من اتفاقية باريس للمناخ ، وساهم في تفشي وباء كورونا في امريكا بسوء ادارته والذي اسفر عن اصابة نحو 7 ملايين امريكا وموت اكثر من 200 الف انسان، وشجع على استخدام العنف ضد مواطنيه وانتهك اتفاقيات منع انتشار الأسلحة المستقرة منذ فترات طويلة، وانتقد التعددية والتنوع في كل مناسبة، ووثق علاقة امريكا باكثر الانظمة الدكتاتورية والمستبدة والرجعية في العالم، وفشل فشلا ذريعا في سياسته الخارجية.
*فيروز بغدادي
انتهى