خاص شفقنا- كلما اقتربنا من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، زادت صعوبة ترامب للحصول على الأصوات. يدرك ترامب جيداً أنه في هذه الظروف، وبالنظر إلى الهزائم السياسية المتكررة، لن يتمكن من دخول البيت الأبيض مرة أخرى في انتخابات 4 نوفمبر دون دعم اللوبي الصهيوني. وفقاً لترامب، يمكن أن يحصل على دعم اللوبي الصهيوني عبر قضيتين إستراتيجيتين. الأولى هي موضوع الضغط على الأنظمة العربية الرجعية لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني. وفي هذا الصدد، ضغط ترامب بشدة على السعودية والإمارات والبحرين والسودان للكشف عن علاقتهم بالكيان الصهيوني قبل الانتخابات الرئاسية.
بدأت الإمارات والبحرين على الفور بالتطبيع مع الكيان الصهيوني بسبب الضعف الهيكلي. لكن السعودية، خشية فشل ترامب في الانتخابات المقبلة، تحاول الكشف عن مسألة تطبيع العلاقات مع إسرائيل بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية. والسبب في ذلك أن السعودية قلقة من أنه في حال فوز بايدن، منافس ترامب الديمقراطي، ستُفتح ملفات القضايا المتعلقة باغتيال الصحفي السعودي خاشقجي، وقضية حقوق الإنسان، وهجمات 11 سبتمبر، والحرب على الشعب اليمني. وهذه الأمور تعتبر تحدياً خطيراً للنظام السعودي.
لذلك، في الوضع الحالي، فإن السعودية ترى نفسها في مساحة رمادية تماماً وتحاول اتخاذ قرار في هذا الصدد بعد الانتخابات الرئاسية. لكن الرياض ضغطت على البحرين والإمارات لإقامة علاقات بالكيان الصهيوني في هذا الفضاء الرمادي لمساعدة ترامب على الفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة. في الواقع، وقع النظامان الهشان، الإمارات والبحرين، ضحية السياسات المشتركة للرئيس الأمريكي ترامب وولي العهد السعودي. كما ربطت السودان قضية التطبيع مع الكيان الصهيوني بإبعادها عن قائمة الإرهاب وتقديم مليار دولار من المساعدات للسودان.
وهذا يدل على أن الدول العربية الرجعية ليست على استعداد تام للتطبيع مع الكيان الصهيوني، لكنها استسلمت لهذه العلاقة الشريرة بسبب الضغوط المشتركة من الولايات المتحدة والسعودية. لكن مع هذا، يبدو أن فرص ترامب في الفوز قد تضاءلت بسبب الهزائم العديدة التي واجهها في المنطقة والعالم، فضلاً عن المظاهرات واسعة النطاق التي بدأت في 30 ولاية أمريكية خلال الأشهر الأربعة الماضية. لهذا وبغية كسب ود الصهاينة فرض عقوبات جديدة على إيران ، بينما عارض الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن وروسيا والصين العقوبات الأمريكية الأحادية.
صحيفة آرمان ملي
النهاية