شفقنا-خاص- بات واضحًا، أن هناك إصرارًا إمارتيًّا على التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، دون أدنى مراعاة لمشاعر الملايين من العرب، وعلى رأسهم الفلسطينيين الذي يدفعون يوميًا ثمن نضالهم من أجل الحصول على حقوقهم المشروعة.
وفي هذا الإطار، زار وفد عربي مؤيد للتطبيع (15 تشرين الأول) المسجد الأقصى، بحماية الشرطة الإسرائيلية. ويأتي ذلك في الوقت الذي تمنع فيه قوات الاحتلال الفلسطينيين من الصلاة في المسجد بحجة مواجهة وباء كورونا، فضلَا عن الاقتحامات اليومية للمسجد والاعتداء على المصلين.
ومع بداية الزيارة، كان هناك اختلاف بشأن تبعية الوفد العربي، وتحدث ناشطون أنه قد تشكل من عدة دول خليجية.
لكن مصادر إعلامية، أكدت أن أعضاء الوفد الذي زار القدس هم من الإمارات والبحرين.
وتعد الإمارات هي الدولة التي تتبنى جر المزيد من البلدان العربية لتطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي.
وتداولت صفحات التواصل الاجتماعي، صورًا للوفد وهو يتجول داخل باحات المسجد الأقصى، بينما تقوم عناصر من الشرطة الإسرائيلية بحمايته. وأثارت هذه الزيارة غضبًا واسعًا، فيما تداول ناشطون فيديوهات يُسمع من خلالها أصوات مقدسيين يستنكرون الزيارة التي جاءت ضمن تعزيز التطبيع مع الاسرائيلي.
وقالت الإعلامية الفلسطينية ليلى عودة : ” منظمة الهيكل المتشددة تكشف أن الوفد الذي تواجد في المسجد الأقصى هو من الإمارات والبحرين، واعتبرت أن زيارته تاريخية كون الوفد دخل للأقصى من باب المغاربة المخصص لليهود وفِي ظل حراسة أمنية إسرائيلية مشددة وليس برفقة موظفي الأوقاف الإسلامي واعتبرت هذه التغييرات بداية (إتمام النبوة) ” .
ونشر الناشط الفلسطيني، أدهم أبوسلمية، في تغريدة، صورًا للوفد خلال الزيارة، وعلق قائلًا : ” تحت حماية مشددة من الاحتلال الصهيوني، وبسيارات تتبع للمخابرات الصهيونية. وفد تطبيعي عربي يُدنس المسجد الأقصى المبارك..خلال الاقتحام اعتقلت الشرطة الصهيونية ثلاثة مقدسيين اعترضوا الوفد المتصهين..التطبيع خيانة وهذه خطوات تدنيس لثاني مسجد وضع للناس في الأرض”.
وقال الأكاديمي الفلسطيني، عبد الله معروف : ” وفد خليجي تطبيعي تسلل إلى المسجد الأقصى خلال منع المسلمين من دخوله بسبب الإغلاقات الصهيونية..الاحتلال هو المعني بإدخال هؤلاء إلى الأقصى لإعطاء صورة مغلوطة عن تسامحه.. والواجب منعهم من اقتحام المسجد، فمن يدخل المسجد برعاية الاحتلال يعتبر مقتحماً له، ولا فرق بينه وبين يهودا غليك”.
وأضاف : ” لم يحاول هذا الوفد التطبيعي حتى لقاء حراس المسجد الأقصى أو أي موظف من الأوقاف المسلمين فيه، وإنما حرصوا على الالتزام بتعليمات الاحتلال وتصرفوا كما يتصرف المستوطنون أثناء اقتحام الأقصى تماماً، دخلوا بحماية الشرطة، أدوا طقوساً شكلية، والتقطوا الصور وغادروا من باب المغاربة!”.
وتابع : ” توجه أعضاء هذا الوفد لقبة الصخرة والجامع القبلي والتقطوا الصور وأدوا ما يسمونه “صلاةً” مع الحرص على تصويرهم بالكامل، وتسربت صور لهم يظهر فيها أحدهم يضع يده اليسرى فوق اليمنى أثناء الصلاة، مما يدل على أننا لسنا أمام أشخاص يعرفون قيمة المسجد الأقصى أو حتى يصلون”.
وواصل : ” خلال وجود هذا الوفد التطبيعي في المسجد الأقصى، وقف بعض المقدسيين في وجهه واعترضوا على تطبيعهم مع الاحتلال وأبلغوهم أنهم غير مرحب بهم برعاية الاحتلال، فاعتقلت قوات الاحتلال 3 شبان مقدسيين من الذين اعترضوا طريق هذا الوفد، عرفنا منهم أمجد السمري وأسعد عجاج من شباب القدس”.
وأوضح : ” توجيهُ الاحتلال لهذا الوفد لدخول المسجد الأقصى من باب المغاربة برعايته وحمايته، والطريقة التي تصرف بها الوفد داخل المسجد، تبين بوضوح أنه كان وفداً معادياً للأقصى وللقدس وللمقدسيين، وأنه مجرد وفد لا يختلف عن قطعان المستوطنين الذين يقتحمون الأقصى بالقوة”.
وأشار : ” منعُ الاحتلال المقدسيين من الوصول إلى المسجد الأقصى مقابل إدخاله لهؤلاء المطبعين برعايته، بل واعتقال من اعترض عليه، ودخول المسجد من الباب الذي يسيطر عليه الاحتلال ويخصصه لضيوفه ولغير المسلمين يدل على أن الاحتلال ليس منفتحاً ولا متسامحاً، وإنما يريد رسالةً من هذا الوفد”.
واختتم الأكاديمي الفلسطيني تغريداته بالقول : ” لكل ذلك فإنه يحق لنا أن نسمي فعلة هذا الوفد التطبيعي “اقتحاماً” للمسجد الأقصى لا يختلف نهائياً عن اقتحامات المستوطنين للمسجد، وأعضاء هذا الوفد في نظري لا يختلفون عن الإرهابي (يهودا غليك) عراب المقتحمين، فكلهم يؤدي وظيفةً واحدةً: هي تحويل السيادة على الأقصى إلى الاحتلال”.
وأشار الصحفي الفلسطيني، محمد سعيد نشوان، في تغريدة، إلى أنه بينما يصلي وفد تطبيع خليجي في المسجدالأقصى، إلا أن أهل القدس ممنوعون من دخوله منذ قرابة الشهر.
وقال في تغريدة أخرى : ” الوفد دخل وخرج من المسجد الأقصى كما يدخله المغتصبون الذين يقتحمون الأقصى يوميًا من ساحة البراق (التي أقيمت على أنقاض حارة المغاربة التي هدمها الاحتلال وهجر أهلها)، وتجولوا بحماية شرطة الاحتلال في ساحات الأقصى”.
هذا، وقال مراقبون في تصريحات لـ”شفقنا”، إن زيارة وفد إماراتي إلى القدس تحت الحماية الإسرائيلية هو مرفوض تمامًا من قبل الفلسطينيين، مشيرين في الوقت نفسه إلى أن هذا الحدث ليس مستغربًا فالدولة الخليجية تفتخر ليلًا ونهارًا بعلاقاتها مع الاحتلال، والتي أقل ما يمكن أن توصف بأنها “مشبوهة”، وبعيدة عن مباديء القومية العربية.
وأضافوا، أنه لا يمكن إجبار إسرائيل على التفاوض إلا من منطلق القوة، وليست تعني الدخول في شن حرب عسكرية، ولكن ذلك يمكن أن يتحقق بوجود الوحدة العربية في كافة المجالات العسكرية والاقتصادية والترابط القوي بين الشعوب.
وأوضحوا، أن الخوف الإسرائيلي من التوحد العربي لمواجهتها، هو ما جعلها تلجأ إلى أذرعها في المنطقة وعلى رأسها دولة الإمارات وتستخدمها في إحداث شق جسيم في الصف العربي، ولم تكن بدايته في التطبيع.
وأشاروا، إلى أن الإمارات عبر سنوات ماضية كانت تلعب في الخفاء لصالح الكيان الإسرائيلي من خلال التآمر على شعوب المنطقة، إلا أن التطبيع كان بداية خروج العلاقة بين الطرفين إلى العلن.
وعول المراقبون، على أن مقاومة الشعب الفسطيني، باتت هي الأمل في هدم كل المخططات الداخلية والخارجية التي ترمي إلى إنهاء القضية الفلسطينية، وجعلها في ذاكرة النسيان.
انتهى