خاص شفقنا-رغم تصاعد التوترات في علاقات إيران بالولايات المتحدة وحلفائها في الأيام الأخيرة، إلا أن البيانات الرسمية تُظهر عدم اهتمام أي من الطرفين بالنزاع العسكري، لكن يبدو كما لو أن شبحا غامضا قد طار فوق الشرق الأوسط وإن صراخ الحرب مرتفع! لسوء الحظ، أظهر التاريخ البشري أن الحروب لا تبدأ بالضرورة بالتخطيط المتعمد، وفي وقت تكون فيه مستويات عدم الثقة والتوتر والعداء بين دولتين أو أكثر في أعلى مستوياتها، يمكن لحادث صغير أن يشعل حربا أهلية.
على سبيل المثال، أشعل اغتيال ولي العهد النمساوي على يد صربي نيران الحرب العالمية الأولى. حرب مدمرة ومكلفة ولكنها عقيمة وحمقاء، كان من الممكن منعها بسهولة. لكن قبل ذلك، كانت التوترات بين القوى الأوروبية قد وصلت إلى حد أن الاغتيال كان أشبه بإشعال عود ثقاب في برميل من البارود، فجاء بالدمار والمجاعة إلى جميع أنحاء أوروبا ومعظم أنحاء العالم. إلا أن المآسي التي سببتها هذه الحرب لم تنته بالحرب نفسها، كما أنها زرعت بذور الحرب العالمية الثانية في رحمها! عندما تصبح التوترات والأعمال العدائية بين الدول طويلة بشكل متزايد ولا يوجد أفق واضح لحل الأعمال العدائية، فإن الحرب بينهما ستندلع عاجلا أم آجلا، عن قصد أو عن غير قصد، ما لم يكن الخوف من عواقب الحرب يؤدي إلى البحث عن مخرج، للقضاء على العداء.
في ظل الأعمال العدائية الرسمية، لا تنظر الأطراف المعادية إلى تحركات بعضها البعض بحيادية، وخلف كل عمل دعائي أو حدث عرضي، يعدون خطة ومؤامرة ضد أنفسهم. ويذهب هذا التشاؤم الطبيعي إلى حد أن أحد الطرفين يقرر القيام بهجوم استباقي. لأنه يخشى أن يهاجمه الطرف الآخر في حالة التأخير! هناك الآن توتر متزايد ومتصاعد بين إيران من جهة والولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين، وخاصة إسرائيل من جهة أخرى.
رغم أن التصريحات الرسمية للطرفين لا تبدي اهتماما بالحرب، فإن كل خطوة منهما لا تعني شيئا للطرف الآخر سوى الاستعداد للحرب! هذا ولا توجد علامة حقيقية على الرغبة في حل العداء بينهما. يفسر كل طرف إزالة العداء على أنه استسلام للطرف الآخر، وهذا يعني أن الأرضية الوسطية قد اختفت وأن جهود السيطرة على الأزمة أصبحت أكثر صعوبة. ربما قررت الدوائر في البيت الأبيض والبنتاغون وتل أبيب وحتى بعض العواصم العربية دخول الصراع مع إيران.
حتى لو لم يصدق ما سلف قوله، لكن وفقا للاتجاه الحالي، سوف يستمر شبح الحرب في التحليق في سماء المنطقة حتى اليوم الذي يصبح فيه هذا الشبح متجسدا بشكل موضوعي أو واضحا وقويا وتظهر الإرادة العامة للتسوية النهائية والدائمة للأعمال العدائية. ملخص القول إن الوضع الحالي لا يبدو مستداما.
صحيفة آرمان ملي
النهاية