خاص شفقنا-أضرّت التطورات الناجمة عن هجوم أنصار ترامب على الكونجرس بصورة الولايات المتحدة، خاصة فيما يتعلق بمعايير الديمقراطية، لكنها ستتغلب على هذه الفضيحة السياسية كما اجتازت مرحلة ترامب. إن مفتاح بقاء أمريكا وتمكينها طوال تاريخها هو قوة إعادة بناء نفسها داخليا. لقد ارتكب ترامب خطأً استراتيجيا، وقضى على نفسه بفعلة أنصاره.
لا شك أن ترامب والترامبية لن يكون لهما مكان في مستقبل أمريكا. إضافة إلى ولاء بنس للدستور، فقد كان جزءا من موقف نائب الرئيس الهادف إلى الحفاظ على سمعة الجمهوريين في السياسة الأمريكية. على الرغم من أن الديمقراطية خارج حدود الولايات المتحدة كانت لعبة وآلية لها، لكن داخل الولايات المتحدة، غالبا ما كانت الديمقراطية مصحوبة بالالتزام بمعاييرها. لا ينبغي اعتبار السجل الأسود للولايات المتحدة في فيتنام والعراق وغيرها، وعلاقات واشنطن الخاصة مع ديكتاتوريات الشرق الأوسط وما إلى ذلك، بلورة للديمقراطية.
على من احتفل بموت الديمقراطية في أمريكا، ألا يستعجل، يجب أن يكون صبورا ويتأمل، ففي الأحداث والتطورات، يجب مراعاة جميع الزوايا. فأن هذا الحادث قد يكون مصدر تغييرات من شأنها أن تؤدي إلى ضمان أكبر للديمقراطية والمؤسسات ذات الصلة بها. تُظهر الاستقالات والمواقف التي اتخذها الجمهوريون وحتى القضاة المنتخبون ولاء الأفراد ليس للفرد بل للنظام، وهذا هو أكبر ضمان للديمقراطية الأمريكية.
ألا يمكن أن يكون انتصار النظام والقانون على الرغبات الشخصية للرئيس النرجسي عبرة لنا؟ إذا حدث هذا في أي دولة شرق أوسطية بدلا من الولايات المتحدة، فماذا ستكون العواقب؟ يجب أن نعلم أن مسار السياسة يمر بطريق الصواب والخطأ.
لنتأمل أين تقف الديمقراطيات اليوم وأين توجد الأنظمة الاستبدادية. دعونا لا نستخدم الهجوم على الكونجرس كذريعة للتنديد بالديمقراطية، فلننتظر ونرى أن ترامب، يظل استثناء ولن يتكرر. بالإضافة إلى وجود المكونات الأساسية للقوة، تمتلك الولايات المتحدة القدرة على إعادة بناء نفسها داخليا.
صحيفة آرمان ملي
النهاية