خاص شفقنا-بعد أحداث الربيع العربي، شهد مستقبل الشرق الأوسط والعلاقات بين الدول، العديد من التطورات الإيجابية والسلبية. خاصة ظهور الجماعات الإسلاموية، في الساحة، مثل الإخوان المسلمين، أدى إلى دخول العلاقات العربية إلى مرحلة جديدة. دخلت قطر والسعودية، اللتان كانتا لاعبتين رئيسيتين في التدخلات الإقليمية، فصلاً جديداً في العلاقات مع مصر بعد سقوط مبارك والإطاحة بمرسي والانقلاب عليه، عنوانه التوتر في العلاقات، فمن جهة كانت قطر وبدعم من تركيا تقدم الدعم لمرسي والإخوان ومن ناحية أخرى، دعمت السعودية السيسي، هذا وزادت الحرب السورية من حدة تلك التوترات.
قدمت السعودية دعمها للعلمانيين كما قدمت قطر دعمها للحركات الإسلاموية بدعم من تركيا وحركة إخوان المسلمين، وعزفت قنوات الجزيرة القطرية والحدث والعربية على أوتار تلك التوترات والخلافات.
لكن ماذا حدث إذ فتحت الحدود السعودية مع قطر فجأة؟ ودخل أمير قطر السعودية فجأة، ماذا يعني ذلك بعد التطبيع مع إسرائيل؟ حبذا لو تعلم البلدين، وخاصة السعوديين، الذين يدعون أنهم قادة العالمين العربي والإسلامي، القليل من العلاقات الدولية من نظرائهم عمان والكويت من أجل النظر إلى مصالح شعوب الشرق الأوسط والعالم الإسلامي.
بن سلمان والفشل في قراءة العلاقات الإيرانية القطرية
سعى الاجتماع الأخير لمجلس التعاون، والذي حضره أمير قطر وأمير الكويت وولي عهد السعودية محمد بن سلمان، إلى تحقيق هدفين رئيسيين. لكن ما لفت انتباه المراقبين السياسيين هو وجود كوشنير، صهر ترامب، إلى جانب قادة دول مجلس التعاون، وهو ما يمكن اعتباره إهانة كبيرة لقادة هذه الدول. ولم يحضر الاجتماع قادة البحرين وعمان والإمارات، مما يقلل من أهمية هذا الاجتماع. حدث شيئان خلال هذا الاجتماع. الأول هو المصالحة بين قطر والسعودية، التي اتخذ البلدان خطوات لحلها بعد ثلاث سنوات من الخلافات.
السبب الرئيس في ذلك هو خوف بن سلمان من فوز بايدن، وهو ما أثار قلقه. تشعر السعودية أنها فقدت مظلة دعمها بهزيمة ترامب في الانتخابات. لهذا السبب، اتخذت السعودية خطوات لحل خلافاتها مع قطر من أجل الابتعاد عن المخاطر في المنطقة، مما يدل على فشل سياسات بن سلمان الإقليمية. اما القضية الأخرى في الاجتماع كانت محاولة ولي العهد السعودي خلق تحالفات ضد إيران. كان ينوي استخدام الوضع الراهن في المنطقة والعالم ضد إيران، لكنه لم يحقق نجاحا كبيرا، لأن قطر لم تنوي أبدا تقليص مستوى علاقاتها مع إيران والوقوع في فخ ولي العهد السعودي.
صحيفة آرمان ملي
النهاية
