خاص شفقنا-اتهم بومبيو وزير خارجية إدارة ترامب إيران بأنها على صله بتنظيم القاعدة. تذكرنا هذه التصريحات بالعبارة الشهيرة لغوبلز، وزير الدعاية في حكومة هتلر، الذي قال: كلما كبرت الكذبة كان تصديقها أسهل.
في فترة تعرف باسم الحرب الباردة، احتل الاتحاد السوفيتي أفغانستان تطبيقا لمقولة بطرس الأكبر القاضية بالوصول إلى المياه الدافئة للخليج والمحيط الهندي في إطار التنافسات المحتدم في فترة الحرب الباردة. انتفض الشعب المسلم في أفغانستان ضد المحتلين الشيوعيين. كما سارعت الولايات المتحدة لمساعدة المجاهدين الأفغان خوفا من وصول السوفييت إلى الخليج والمحيط الهندي.
هذا وتحرك حلفاء الولايات المتحدة الإقليميون، مثل السعودية، وفي هذا الإطار، تم تنظيم جماعة طالبان بما يتماشى مع الإستراتيجية الأمريكية العالمية والإقليمية وبدعم فكري ومالي من السعوديين على يد باكستان لمحاربة الاتحاد السوفيتي.
هرع الملياردير السعودي الأصولي المعارض أسامة بن لادن، إلى باكستان، وقام تحت راية طالبان، بتنظيم مقاتلين قدموا إلى باكستان من الدول العربية والمنطقة، لمحاربة العدوان السوفيتي، المعروفين باسم المجاهدين الأفغان العرب. وهكذا أعلن بن لادن عن ظهور القاعدة في مدينة بيشاور الباكستانية.
بعد هزيمة الاتحاد السوفيتي وانتهاء احتلال أفغانستان، شنت القاعدة، التي نظمتها السعودية وباكستان، عملية 11 سبتمبر وهاجمت البرجين في الولايات المتحدة. هناك الكثير من الغموض حول الهجوم ومن كان يقف وراء هجمات 11 سبتمبر. لكن لا شك في أن القادة والجناة والإرهابيين الذين نفذوا هذه العملية الإرهابية هم من السعودية.
بناء على الأدلة المتوفرة والدامغة، وحسب شهادة العالم بأسره واعتراف الغربيين أنفسهم، لم يكن لإيران دور في إنشاء وتنظيم ودعم القاعدة.
أن المجاهدين الذين عرفوا بالأفغان العرب هم المعارضون للممارسات الأنظمة التابعة لسياسات القوى العظمى في الشرق الأوسط. ملخص القول إن القاعدة ليس لها صلة إيديولوجية أو ارتباط تنظيمي بإيران، ومصدرها الفكري هو العقائد السلفية المتزمتة مثل الوهابية التي تعود جذورها التاريخية إلى الخوارج وأفكار ابن تيمية الذي كان شخصا متزمتا وكان يرى أن العقل هو السبب في الضلال.
طبعا يجب ألا نتجاهل دور أيمن الظواهري المصري، حامل الفكر الإخواني في القاعدة. علاوة على ذلك، فإن تصرفات جماعتين إرهابيتين أي جبهة النصرة وداعش، وهما فرعان للقاعدة، في مواجهة إيران في الشرق الأوسط، دليل على هذا الادعاء. هذا التنظيم الإرهابي هو من صنع السعودية وباكستان، كما يعد انعكاسا لممارسات الأنظمة التابعة لها في الشرق الأوسط ونتاج تنافس القوى العظمى خلال الحرب الباردة.
صحيفة آفتاب يزد
النهاية