لازالت سياسات تركيا وتدخلها في شؤون البلدان الأخرى، خيردليل على أطماعها التوسعية. فليس هناك مايبرروجودها في سوريا واليونان والقبرص وأذربايجان، رغم كل تبريراتها.
كما لم تخلو نشرة إخبارية أو موقع أو صحيفة عن دورالتي تعلبه تركيا في البلدان الأخرى سواء إن إمتدحوا ذلك أم رفضوه. ولطالما لمحنا في تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعض من النوايا الإستعمارية ونيته في إرجاع ميراث أجداده. كما تحاول السلطات التركية أن تنقل هذا الإحساس التوسعي إلى شعبها وأن تنشره بين الشعوب الأخرى.
ففي آخرمحاولاتها والتي أثارت ضجة واسعة على المنصات الرقمية، نشرت وسائل إعلام تركية مقربة من أردوغان خريطة من كتاب تحت عنوان “100سنة القادمة: التوقعات للقرن الـ 21″، للكاتب جورج فريدمان والتي يتوقع فيها الكاتب عودة النفوذ التركي إلى مناطق كانت جزءا من الإمبراطورية العثمانية المهزومة في الحرب العالمية الأولى.
فكان لتداول هذه الخريطة التي سميت بخريطة الأطماع التركي والتي أصبحت هاشتاغ على تويتروكتب كبارالسياسيين والإعلاميين تحت هذا الوسم تعليقاتهم وإنتقاداتهم إلى الحكومة التركية صدى واسع على تويتروسائرالمنصات التواصل الإجتماعي.
وعلق حسن أبوطالب في مقال يحمل عنوان “أوهام خريطة التمدد التركي”، حول هذه الخريطة، فكتب أبوطالب، مايجب التوقف عنده لماذا نشرت القناة التركية هذه الخريطة في هذا الوقت تحديدا، والأهم من ذلك هل بالفعل تستطيع تركيا أن تمتد جغرافيا وسياسيا في كل تلك الدول في غضون الفترة المتبقية حتى عام 2050، والأكثرأهمية هل ستقبل الدول المستهدفة مثل هذا النفوذ والإلحاق بالدولة التركية الموسعة هكذا بكل بساطة وكأنها تنظرمثل هذه الهبة الإلهية، وإن قبلت فهل ستظل دولا مستقلة أم ولايات تخضع لحكم المركزفي أنقرة أو اسطنبول.
فيما أشارالإعلامي “أسامة الحمد” في تغريدة له على تويترإلى ماتعرضه الخريطة، والتي تنبأ الكاتب بضم بلاد الشام والعراق والسعودية والإمارات وروسيا بحلول عام 2050. ونقل ماقاله السيناتورالروسي والذي رد على نشرهذه الخريطة بالقول من الأفضل عدم الرد لكن هل من أحد يخبرأردوغان أن زمن الدولة العثمانية البائدة قد ذهب لغيررجعة.
كما رأى الإعلامي السعودي “عبدالله البندر” أنه على الرغم من أن الخريطة لاتتجاوزدائرة الدعاية التركية إلا أنها مؤشريثبت للجميع أطماع وخطرالحكومة التركية على منطقتنا مطالبا العرب والمسلمين بتوخي الحذرمن المؤامرات التي تحاك للسيطرة عليها. فيما أكد بندرعطيف جاهزية الشعوب العربية للتصدي لهذا التمدد. ووصف المدون سلطان العساكرطموحات أردوغان بالأوهام الزائفة.
لكن هناك نقطة أشارإليها أغلب المدونون، حيث لم تعرض الخريطة التي تأمل تركيا تحقيقها على أرض الواقع مع حلول عام 2050، المساس بإسرائيل. حيث توصل المغردون إلى أن هناك صلة تربط أردوغان باليهود كما أن مزاعمه بالدفاع عن الإسلام والمسلمين في سائرأنحاء العالم مجرد تبريرات لتدخل تركيا في شؤون البلدان الأخرى لاسيما العربية منها.
وفي لهجة مليئة بالغضب كتب المحلل الإستراتيجي والسياسي “زايد العمري” لايمكن حصرالعربدة في التصرفات بل يمكن أن تكون أبعد عندما تكون في الأحلام، وماخارطة أردوغان لتركيا عام 2050إلا دليل على ذلك، المهم سيلقي مالقي أسلافه من قبل حيث قتلوا ومزقوا وهزموا شرهزائم على يد رجال لاتأخذهم بهم رأفة.
وكانت قناة “تي. آر.تي” التركية الرسمية، عرضت خريطة لمناطق النفوذ التركي المتوقعة عام 2050 من كتاب الباحث السياسي الأمريكي جورج فريدمان، والتي يتضمن الكتاب الصادرعام2009 توقعات بشأن الأوضاع الجيوسياسية في العالم خلال القرن الحادي والعشرين وتطورها وتغيرموازين القوى خلال العقود القادمة.
وزعمت القناة أن الخريطة تشمل سوريا والعراق والأردن وليبيا وشبه الجزيرة العربية بأسرها واليونان، إضافة إلى منطقة ماوراء القوقازوبعض الأقاليم في جنوب روسيا والقرم وشرق أوكرانيا وأجزاء من كازاخستان وتركمنستان تطل على بحرقزوين.
النهایة