تستمرالصين في مسيرها نحوريادة العالم في السنوات الأخيرة الماضية، حيث حققت تقدما ملحوظا على جميع الأصعدة سواء الإقتصادية منها والإقليمية ما سبب بقلق كبارالقوى العالمية. أبرزتلك الدول الولايات المتحدة الأمريكية والتي رآت في الصين المنافس الأكبرلها في زعامة العالم، ماجعلها تتخذ سياسات صارمة للتصدي لما تصفه أميركا بالتمدد الغيرشرعي.
ففي عهد الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية إتخذ ترامب سياسات أحادية حازمة ضد الصين وتحدت إدارته بقوة مطالب الصين بالسيادة على مناطق في البحرالصين كما عاقب الصناعة الصينية والباحثين لسرقتهم المفترضة لتكنولوجيا أميركية.
لكن مع مجيء بايدن ظن العديد أن سياسات الولايات المتحدة ستكون مختلفة عن عهد سابقه لكن حسب ماتناقلته الصحافة عن مسؤول أمريكي إن بايدن وجد أن نهج ترامب الذي سعى لتنافس استراتيجي مكثف تجاه الصين مجد وهناك ضرورة لإتباع ذلك النهج في كل أوجه العلاقات الثنائية وبكل أدوات القوة الأمريكية.
ففي آخرتطورات أعلن الرئيس الأمريكي عن تشكيل فريق عمل في وزراة الدفاع مكلف بملف الصين، وأمربالشروع فورا في مراجعة للمقاربة الاستراتيجية العسكرية للمخاطرالتي تشكلها الصين. كما أكد بايدن في مكالمة هاتفية مع الرئيس الصيني شي جينبينغ عن توسع نفوذ الصين في منطقة المحيطين الهادئ الهندي وقمع النشطاء المطالبين بالديمقراطية في هونغ كونغ، واظطهاد ملايين الإيغورالمسلمين في منطقة شينغيانغ.
وفي مقال تحت عنوان “هل يفعلها بايدن مع الصين” للكاتب السوري خيام الزغبي، رأى الكاتب أنه لايمكن لبايدن أن يستمرفي حربه ضد الصين كما فعل سلفه وأنها حرب خاسرة بكل تأكيد، وأرجع سبب ذلك في العلاقة المعقدة والمركبة والمتعددة الأبعاد بين البلدين والتي هي مزيج من علاقات تعاون ومنافسة وتحدي على المستوى الإستراتيجي.
لكن مع ذلك تنبأ الكاتب أن معركة شد الحبال بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية ستسمربشكل أقوى في منطقة الشرق الأوسط وأنه من المستبعد أن يغيربايدن من سياسته تجاه القضايا الدولية ونهجه العدواني وخطابه المناهض للصين حتى نهاية فترة حكمه، فسياسته تثيرإمتعاضا ليس فقط لدى الأمريكيين وإنما لدى حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا التي تتكبد الخسائرالكبيرة.
ومن ضمن التعليقات التي رصدت على تويترفي هذا الشأن، تغريدة للسياسي الكويتي “عبدالله النفيسي” والتي كتب، أن معركة عام 2021بالنسبة لبايدن هي مع الصين. ولذلك تجتهد هذه الإدارة لتصفية أو تبريد الملفات العالقه وذلك للتفرق للتحدي الصيني. وهذا مايفسرالإهتمام الملحوظ في الإعلام الأمريكي بإنقلاب ميانمار.
كما أضاف في تغريدة أخرى، أن إدارة بايدن لا تستهدف الإشتباك مع الصين بل الضغط عليها لكبح طموحها في الشرق الأقصى مايهدد حلفاء الولايات المتحدة هناك وهم كثرومن أهمهم اليابان التي يحثها الأمريكان على تعديل الماده 9من الدستورالياباني ليسمح لليابان بحرب هجومية.
وغرد المدون “بن دوس محمد” قائلا، أن سياسة جوبايدن تجاه الصين مغايرة عن تلك التي انتهجها ترامب، فالأول يستعمل ورقة حقوق الإنسان كأداة ضغط دبلوماسي، بينما الثاني كان يقوم بإستخدام ورقة العقوبات الإقتصادية كالرفع من الرسوم التجارية من أجل الضغط عليها.
لكن رأى محمد نافع رامز”الكاتب الإقتصادي والسياسي” أن سياسة بايدن ستكون أكثرتشددا ضد الصين والتي باتت الآن تشكل أكبرتحدي لأمريكا مع نمواقتصادها بشكل متسارع.
5
فيما إنتقد الناشط الإجتماعي “جمال عبدالعزيزالتميمي” نهج بايدن، حيث بحلول الوقت يدرك فريقه حقيقة أن ترامب كان محقا بشان الصين، لكن حينها ستكون الولايات المتحدة قد تخلت عن تقدمها وتتجاوزالصين النقطة التي يمكن أن تردعها العقوبات الأمريكية بشكل مؤقت.
کما أنه في تلك المرحلة ستكون شركات التكنولوجيا الصينية مندمجة للغاية في النظام العالمي وسيكون من المستحيل تقريبا تحقيق الهدف النهائي لعقوبات ترامب ضد الصين.
وتنبأ الكاتب “احمد الخطيب” أن بايدن لن يحرك شعرة في طريقة إدارة الصين لبلدها وأن كل ما يطمح إليه بايدن من خلال هذه التصريحات هي صفقات لصالح إدارته فحسب.
وفی السیاق قال نصیرالعمري “الإعلامي والأكاديمي” أن إدارة بايدن تغيرالإستراتيجية الدفاعية للولايات المتحدة حيث ستركزعلى مواجهة الصين وروسيا من خلال إعادة التموضع في الشرق الأوسط الذي يضمن الحفاظ على المصالح هناك وبنفس الوقت إحتواء الصين وروسيا.
لکن إعتبرالسیاسی الفلسطيني “غازي حسين” تهديد بايدن للصين فيما يخص إنتهاكها حقوق الإنسان« تجلي واضح لإزدواجية المعاييرلديه، وأنه يتعامي عن إنتهاكات اسرائيل للإعلان العالمي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني وعنصريتها.
وأعلن بايدن عن تشكيل فريق عمل داخل وزارة الدفاع لتطويراستراتيجية تجاه الصين، التي تعتبرها الولايات المتحدة خصمها الإستراتيجي الأول.
وتتالف مجموعة العمل من 15مستشارا مدنيا وعسكريا، وستكون لديها أربعة أشهرلتقديم توصياتها إلى وزيرالدفاع، لويد أوستن، وسيترأسها المستشارالدبلوماسي السابق لبايدن المتخصص في الصين، إيلي راتنر.
والهدف هو تحديد الموقف العسكري الضروري في المحيط الهادئ، لمواجهة الطموحات الإقليمية لبكين، وتطويرالتعاون مع الحلفاء، لكن أيضا تحديد نوع العلاقات التي ترغب الولايات المتحدة في إقامتها مع الجيش الصيني، أو حتى أنواع الأسلحة التي يمكن أولايمكن تطويرها.
النهایة