خاص شفقنا-تنوي أمريكا ومن خلال إزالة التوتر مع إيران وتأسيس محور العرب المحافظين-الليبراليين إلى جانب إسرائيل، ان تحكم نظامها المنشود على المنطقة حتى تحول دون زيادة نفوذ روسيا والصين المتزايد في منطقة غرب آسيا، ولا تسمح لهما بالاستفادة من مصادر طاقة المنطقة.
بعد فوز الديمقراطيين في الإنتخابات الأمريكية طرأت الكثير من التغييرات على سياسات البيت الأبيض في المجال الداخلي والدولي، إذ يرى الكثير من الخبراء والمحللين بان العالم اليوم يمر بمرحلة العبور من نظام واحد-متعدد الأقطاب إلى نظام ثنائي القطب، وفي هذا النظام الجديد يعد الصين منافساً جديداً لأمريكا في النظام الدولي من خلال مشاريع شاملة مثل مبادرة الحزام والطريق، وفي هذه المرحلة تلعب الشرق الأوسط دوراً جوهرياً بسبب امتلاكها الطاقة الوافرة والمكانة الجيوبوليتكية المميزة.
جعلت أمريكا منذ رئاسة أوباما مقاربة التوجه إلى آسيا وخاصة جنوب شرق آسيا على رأس أجندتها، واشتدت هذه السياسة في فترة المحافظين الجدد بعد الحرب التجارية ضد الصين، أما اليوم تركز واشنطن على حلفاءها في شرق آسيا مثل الصين واليابان كوريا الجنوبية وأستراليا لمواجهة منافسها وبغية تحقيق هذا الهدف من الضروري وقبل خروج القوات الأمريكية من الشرق الأوسط، ان تتأكد من تحقيق مصالحها في المنطقة، فالسلام الإبراهيمي والاتفاق النووي يمثلان مشروعان جوهريان لاستقرار النظام المنشود الإقليمي في مواجهة الصين.
تعرف أمريكا جيداً بان الصين بحاجة لمصادر الطاقة للتنمية والاستفادة من المكانة المميزة للمنطقة، على هذا تريد أمريكا ومن خلال التفاهم مع الكتل الثلاثة في المنطقة وهي تيار المقاومة (إيران وسوريا وحزب الله) وتيار الإخوان (تركيا وقطر وإخوان المسلمين) تيار السنة المحافظين الليبراليين (السعودية ومصر والإمارات والمغرب والأردن و.)، ان تمنع تقدم المارد الصيني نحو الشرق الأوسط، الباحث عن النفط.
عند النظر إلى علاقات واشنطن وتل أبيب، نرى بأنها علاقات تاريخية وتغطي مجالات مختلفة ويشتركان في قضايا عديدة مثل مواجهة إيران والحرب السورية ولبنان و. إذ في فترة ترامب قدمت أمريكا كل ما كانت إسرائيل تبحث عنه، فساعدتها في تحقيق أهدافها عند اغتيال الشهيد سليماني والعالم فخري زادة كما اعترفت بمرتفعات الجولان، ونقلت السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى بيت المقدس، وكذلك إبرام اتفاقية السلام أي السلام الإبراهيمي، كما كانت تنوي إسرائيل فرض مطالبها على الفلسطينيين من خلال ما عرف بصفقة القرن، لكنها جوبهت بالرد من المسلمين والدول الأوروبية والتيارات الفلسطينية.
يبدو بأنه في فترة بايدن ستسير الأمور على ما كانت عليها، في مجال التعاون الاستراتيجي بين أمريكا وإسرائيل، وعلى رأسها مواجهة الأنشطة النووية الإيرانية السلمية، ونفوذها في المنطقة، كما يدعم بايدن عملية التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل.
لكن من أهم خطط أمريكا في علاقاتها بإسرائيل هي منع دخول علاقات إسرائيل-الصين المستوى الاستراتيجي. فواشنطن تشعر بالقلق من نقل التقنية المتطورة التي تمتلكها إسرائيل إلى الصين، وأما التحدي الآخر بين البلدين هو إحياء الاتفاق النووي، إذ ترى إسرائيل بأنه وبغية مواجهة إيران يجب تبني سياسة الضغط الأقصى لما تمتلكه من فاعلية كبيرة، كما يرون بأنه لو قضي الأمر بان يتم إحياء الاتفاق النووي، فيجب التفاوض حول القدرة الصاروخية لإيران ونفوذها الإقليمي.
راهبرد معاصر
النهاية