إعلان الجزائرالأحادي فيما يخص قطع علاقاتها مع المغرب وذلك بعد عقود من التوترات على خلفية تناقض سياسة ومواقف الجانبين أبرزها قضية الصحراء الغربية، أثارموجة من الانتقادات والآراء المتباينة في هذا الشأن.
وأعلن وزيرالشؤون الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة قطع الجزائرلعلاقاتها الدبلوماسية مع المغرب بدءا من الثلاثاء الماضي. مؤكدا في تصريحاته أن المملكة المغربية لم تتوقف يوما عن الأعمال العدائية ضد الجزائرحيث إن التصرف المغربي يجرإلى الخلاف والمواجهة بدل التكامل في المنطقة المغاربية.
وبعد الإعلان عن هذا القرارالمثيرللجدل، تصدرالحديث عنه المنصات التواصل الإجتماعي والصحف والمواقع الإخبارية، ففي مقال للكاتبة السودانية منى عبدالفتاح تحت عنوان “كيف أصبحت بوليساروعنوان الافتراق بين الجزائروالمغرب” والتي نشرتها صحيفة الإندبندنت العربية، أكدت الكاتبة أنه إذ نظرنا إلى أغوارالعلاقة بين الجارتين نجد أن أي محطة خلاف بينمهما كانت وراءها قضية الصحراء المغربية.لكن مؤخرا تصاعد التوتربين الجزائروالمغرب وشابت علاقتهما خلافات نابعة من عاملين، الأول داخلي سياسي وعسكري، والثاني خارجي، تمثل في مصالح ونفوذ قوى دولية، تحديدا فرنسا وإسبانيا المستعمرتين السابقتين للمنطقة.
وأضافت منى عبدالفتاح إن التطورات الأخيرة بين الجزائروالمغرب تستلزم توجها دبلوماسيا تجاه أفريقيا تمليه اعتبارات آنية ملحة، في ظل الأزمة التي تعيشها الدولتان. ويبدومن خلال تتبع خلافات البلدين أن الأبعاد السياسية والأمنية المتجذرة أصبحت تتحكم فيها عوامل أخرى أفرزتها التغيرات التي شهدتها البئتين الدولية والأفريقية. وهذا مايدل عليه رد فعل لطرف على الآخر، وبروزسعيهما الحثيث ليكونا فاعلين مؤثرين في التحولات التي يشهدها محيطهما الأفريقي، ولكن كل بمنطلقاته وأدواته الخاصة، ولاشك في أن جبهة بوليساروستظل عنوان هذا التنافس الجيوسياسي المتأثربعوامل داخلية وإقليمية ودولية.
فيما علق الصحفي معن البياري بمقاله “المغرب والجزائر، انتحارالعقل” بصحيفة العربي الجديد، إن أطوارالخلاف المديد بين الجزائروالمغرب هوغياب العقل وإنتحارله بوصف أدق.
ورأى البياري أن تصاعد التأزم كان متوقعا بعد الحملة الإعلامية الجزائرية الضاربة على المغرب، إبان موقعة الحسم العسكرية التي أجرتها الرباط مع مسلحين من بوليساروفي منطقة الكركرات الحدودية مع موريتانيا، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
مؤكدا أن وراء كل هذه الأزمات قضية الصحراء المغربية مستدلا بوصف بطرس الغالي لقضية الصحراء قبل أكثرمن 25عاما بأنها ثاني أعقد قضايا العالم والتي لايراد لها أن تعثرعلى حل.
ويقول الخبيرفي الدراسات الجيواستراتيجية والأمنية الشرقاوي الروداني “ليس هناك شيء يقلق المغرب أكثرمن انهيارالنظام في الجزائرعلى اعتباروجود مشاكل يعيشها هذا البلد، لكنه يستبعد السيناريوالدراماتيكي.
ويعتقد أن التقارب الاستراتيجي المغربي_الأمريكي والمغربي_الإسباني مؤخرا كان سببا سرع صدورهذا البيان باعتبارأن الجزائركانت تراهن على خلق أساليب توترجديدة بين الرباط ومدريد، وأن الاتهامات التي تضمنها بيان الرئاسة الجزائرية واهية وهروب إلى الأمام لأنها تعتبرمحاولة لتصديرالمشاكل الداخلية التي يعرفها هذا البلد.
وعلى تويتركتب محمد المختارالشنقيطي “الأستاذ في الشؤون الدولية” قائلا، كلما أملت الشعوب المغاربية خيرا في إمكانية تقاربها ووصل أرحامها ووحدتها في وجه التحديات الجمة يطفوالصراع الأبدي بين الجزائروالمغرب على السطح من جديد فيفسد ذات البين ويقطع الأرحام ويدفن الآمال.
وجائت موجة من التغريدات الداعمة للشعبين والتي تحث الطرفان إلى عدم التأثرمن الخلافات والتوترات التي تحدث بين الجكومات، حيث كتب الأكاديمي “محمد هنيد” أن الجزائروالمغرب باق والشعبان شعب واحد، ومهما حيكت من مؤمرات ودسائس الرابح الوحيد فيها هوعدوالمغرب وعدوالجزائر. فیما قال المدون رشید غلام أن أخوة الشعبين المغربي والجزائري عروة وثقى لايقطعها خصومات الحكام ولايفسدها اعلام السوء في البلدين.
بینما إنحازآخرون لكل من الطرفان، فوجه البعض أصابع الإتهام إلى المغرب، واصفا ردة فعل الجزائري بردة فعل متزنة وعقلانية وأخلاقية إزاء تصريحات وقرارات المغرب كتطبيع مع الكيان الصهيوني وفتح المنابرالإعلامية والمغربية لدولة الاحتلال الصهيوني للتهجم على الجزائروحشرها في الشؤون الإفريقية. مشیرین أن الأحداث الأخيرة من الحرق وشحن الوضع الداخلي الجزائري جائت بتواطئ المغرب مع اللوبي الصهيوني.
لکن إنتقدت فئة أخرى قرارالحكومة الجزائرية بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب وأنهاهي من بدأت بالتصعيد وذلك بغية إشغال الرأي العام الجزائري عن فشلها في إدارة حريق منطقة القبائل وندرة المياه والعديد من المشاكل الاجتماعية.
وتشهد العلاقات الجزائرية المغربية توترا منذ عقود، بسبب قضية الصحراء المغربية على وجه الخصوص والحدود بين الجارتين مغلقة منذ عام 1994.
كمازاد مؤخرا توترالعلاقات المغربية – الجزائرية، وذلك على خلفية دعوة ممثل المغرب لدى الأمم المتحدة، السفيرعمرهلال إلى حق تقريرالمصيرلسكان منطقة القبائل في الجزائر، وهومادفع هذه الأخيرة إلى استدعاء سفيرها لدى الرباط.
النهاية