شفقنا-خاص- تعتبر الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الى الجمهورية الاسلامية الايرانية، يوم امس الاحد ، هي الزيارة الثانية له الى الجمهورية الاسلامية الايرانية، خلال سنة واحدة، الامر الذي يؤكد على العلاقة الاستثنائية التي تربط بين البلدين الجارين والشقيقين العراق وايران.
السيد الكاظمي، الذي كان يرافقه وفد رفيع المستوى، حل بالامس ضيفا على الجمهورية الاسلامية الايرانية، والتقى كبار المسؤولين فيها وعلى راسهم الرئيس الايراني السيد ابراهيم رئيسي، وبحث معهم سبل تعزيز العلاقات الاخوية والتاريخية بين الشعبين العراقي والايراني.
مصادر عراقية وايرانية اشارت الى ان الوفد العراقي برئاسة السيد الكاظمي بحث مع المسؤولين الايرانيين، سبل تعزيز العلاقات الثنائية في المجالات الاقتصادية والخدمية، وتابع الاتفاقيات ومذكرات التعاون الموقعة بين البلدين في المجالات المختلفة، وتحديدا في ما يخص المبادلات البنكية وانتقال الكهرباء والغاز، اضافة الی دراسة المشكلات التي تعترض عمليات التبادل التجاري بين البلدين.
في جانب آخر، رحب الشارع الايراني ترحيبا كثيرا ب”النبأ السار” الذي اعلن عنه السيد رئيسي نقلا عن ضيفه العراقي، وهو نبأ إلغاء التأشيرات بين البلدين، وكذلك زيادة أعداد الزائرين الإيرانيين الراغبين في المشاركة في مراسم احياء أربعينية الإمام الحسين عليه السلام.
بعض المراقبين يعتقدون ان هذه كانت اهم نتائج الجانب المعلن من زيارة رئيس الوزراء العراقي الى ايران، ولكن، وفقا لهؤلاء المراقبين، هناك نتائج غير معلنة للزيارة، لاسيما ان هناك لقاء جرى وراء ابواب مغلقة، بين السيدين رئيسي والكاظمي، وهي نتائج قد تكون تتعلق بالحوار، الذي يرعاه العراق منذ فترة، بين ايران والسعودية، والتي لم يتم الكشف عن طبيعتها.
رغم انه لم يتم الاعلان عن اي نتائج للجانب غير المعلن من الزيارة، وان كل الذي قاله هؤلاء المرقبون لا يتجاوز التكهنات، الا ان الشيء المؤكد هو ان العراق بدأ يستعيد دوره الاقليمي، ويحاول ان يستخدم نفوذه في حل المشاكل التي تعصف بالاقليم او على الاقل تدويرها، من اجل مصلحة الشعب العرقي وشعوب المنطقة برمتها.
العراق بموقعه الجغرافي الهام، يمكن ان يشكل حلقة وصل بين جميع دول المنطقة المؤثرة، مثل ايران والسعودية وتركيا ومصر، ويبدو انه اخذ يبادر ولا يكتفي بالشعار او التنظير، لاسيما بعد ان احتضن مؤتمر قمة الجوار العراقي الذي شاركت فيه ايران ومصر والسعودية والاردن وتركيا وقطر والكويت، بالاضافة الى فرنسا. وكذلك مشروع الشام الجديد، الذي اعلن عنه رئيس الوزراء العراقي، وجميعها محاولات عراقية من اجل التمسك بالمشتركات العديدة التي تربط مصالح دول الاقليم، والتي يجب ان تتحول الى قاعدة للانطلاق مرة خرى من اجل بناء الثقة بين هذه الدول، والعمل في المقابل على تقليص تاثير الخلافات التي تكاد تكون طبيعية بين دول العالم، وعدم تضخيمها وتحويلها الى موانع تحول دون تواصل الدول والشعوب، ويبدو ان الزيارة التي قام بها السيد الكاظمي الى ايران امس، تندرج في هذا المسعى العراقي.
*فيروز بغدادي
انتهى