خاص شفقنا-سافر نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان أواخر الشهر الماضي على رأس وفد رفيع المستوى مكون من مسئولين عسكريين إلى روسيا، وبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي في المجال العسكري والدفاعي ومساعي الجانبين للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة وكذلك وأبرز التحديات المشتركة. هذا وان توسيع نطاق التعاون العسكري والسياسي والاقتصادي بين السعودية وروسيا أدى إلى خلق نوع من اشتراك في وجهات النظر بين الجانبين، إذ يلعب دورا مهما في إستراتيجية الرياض للابتعاد المنطقي عن أمريكا، وهذه القضية تكسب أهمية قصوى للمنطقة والقوى الإقليمية.
ان تعزيز العلاقات بين السعودية وروسيا في يومنا هذا، يعد نتيجة لزيارة ملك سلمان إلى موسكو بعام 2017 وبداية التعاون بين البلدين حول الطاقة وعلى إثرها زيارة بوتين في عام 2019 إلى الرياض والتوقيع على 20 معاهدة سياسية واقتصادية، إذ كتبت بدء حقبة جديدة في العلاقات بين البلدين، هذه العلاقات تتوسع في الظروف الراهنة على الصعيد السياسي والاقتصادي والعسكري والأمني، إذ تمكنت الرياض من توسيع علاقاتها بموسكو في إطار تنويع الحلفاء الاستراتيجيين على المستوى الدولي وفي إطار إستراتيجية التوازن الناعم في مواجهة أمريكا وإستراتيجية هذه الأخيرة القاضية بالخروج من المنطقة، هذه العلاقات تشهد تطورا في الجوانب السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية.
في هذا الإطار يجب النظر إلى تنشيط السياسة الخارجية الروسية في الشرق الأوسط وخاصة منطقة الخليج في إطار تنشيط سياسة روسيا الشرق الأوسطية، إذ تتبع فضلا عن القضايا الثنائية، أهدافا إستراتيجية وجيوسياسية في إطار التنافس الإقليمي والعالمي، فان الأزمات التي تعاني منها المنطقة مثل الأزمة اليمنية والليبية وكذلك تدهور العلاقات بين دول المنطقة، وقضايا الطاقة والتعاون العسكري، تعد من أهم المتغيرات المؤثرة في العلاقات بين البلدين التي تشكل استراتيجيات موسكو والرياض في النظام الإقليمي في الشرق الأوسط.
تبحث السعودية عن تحقيق عدة أهداف من وراء تعزيز علاقاتها بروسيا ومنها: خلق التوازن الناعم في مواجهة أمريكا، ونظرا إلى إستراتيجية أمريكا لاحتواء الصين وتركيزها على شرق آسيا، إذ يرتبط مباشرة بتقليل القوات العسكرية الأمريكية في منطقة الخليج، فان السعودية تنظر إلى مثل هذه العمليات من منظار التوازن الإقليمي وصراعها مع القوى الإقليمية. وفي إطار تنويع حلفاءها الدوليين تركز السعودية على دور الصين وفرنسا، وكذلك على دور خلق التوازن في علاقاتها بروسيا والصين وفرنسا، في ظل غياب التواجد الأمريكي في المنطقة.
إضافة إلى ما فات تتمثل إحدى الأهداف الرئيسية للمملكة العربية السعودية في شراء منظومة اس-400 من روسيا، إذ خلال زيارة الملك سلمان لموسكو وزيارة بوتين فيما بعد إلى الرياض، تم التوصل إلى اتفاقات بشأن شراء الأسلحة والتعاون الدفاعي والعسكري. هذا وأجرت المملكة العربية السعودية محادثات مع روسيا لشراء منظومة صواريخ إس -400. وقد تم ذلك خلال زيارة الملك سلمان إلى موسكو في أكتوبر 2017. من جهة أخرى قاوم السعوديون أمام مطالب الولايات المتحدة بالتراجع عن شراء S-400 واستمروا في المحادثات مع موسكو. ان شراء مقاتلة سوخوي اس يو 35 تعد من القضايا الأخرى التي تثير اهتمام السعودية. وفي عام 2017 نشرت أنباء تفيد بان السعودية وروسيا يجريان مفاوضات جادة حول عقد اتفاقية لشراء السعودية 12 إلى 18 من الصواريخ المقاتلة من طراز اس يو 35.
النهاية